تخطى إلى المحتوى
قصة بائع اللبن الغشاش

قصة بائع اللبن الغشاش قصة تعلم الأطفال أن الطمع لا يفيد

قصة بائع اللبن الغشاش قصة تعلم الأطفال أن الطمع لا يفيد.

يحكى أن هناك بائعا للبن كان يعيش في مدينة بعيدة حيث يمارس مهنته. وكان الجميع يشترون منه لبنه الذي يبيعه نظرا للذته.

بائع اللبن وحاله

كما أن بائع اللبن أيضا كان لا يقوم بغش اللبن تحت أي ظرف. الأمر الذي جعله مشهورا في السوق بأمانته. لذلك كانت بضاعته من اللبن تنفد على الفور. وكان يحقق مكسبا جيدا للغاية. لأن جميع من في المدينة يقومون بالشراء منه.

إلا أنه ورغم تلك النعمة الكبيرة التي كان ينعم بها بائع اللبن، فإنه لم يكن قانعا أبدا بما يحوزه من مال. فقد كان يتطلع بشكل دائم إلى الثراء السريع. ومكاسبه رغم أنها معقولة، إلا أنها لا يمكن أن تحقق هذا الغرض.

بائع اللبن يقرر أن يقوم بغش اللبن

وذات يوم قرر بائع اللبن أن يقوم بغش اللبن الذي يبيعه. بحيث يحتوي الكوب الواحد الذي يبيعه على مقدارين. فيكون نصف الكوب الواحد من اللبن والنصف الآخر من الماء. فيبيع مقدار الماء الذي هو لا ثمن له بسعر نفس مقداره من اللبن. وذلك لكي تزداد مكاسبه ويصل إلى الثراء بشكل سريع كما يتمنى ويريد دوما.

وبالفعل فقد أتى بائع اللبن السوق ومعه كميات من الألبان المغشوش نصفها بالماء. إلا أن تلك الكميات ورغم ما بها من غش فقد تم بيعها سريعا نظرا لأن بائع اللبن كان معروفا بأمانته. فلم يشك أحد قط في أن ما يشترونه منه من اللبن قد تم غشه بالماء. بحيث أنهم في الواقع لم يشتروا إلا نصف قدح من اللبن بسعر قدح كامل.

خطة بائع اللبن الغشاش تنجح ويحقق مكاسب مهولة

قصة بائع اللبن الغشاش
قصة بائع اللبن الغشاش

وما لبث أن حصل التاجر في نهاية اليوم على ربح هو ضعف ربحه الذي كان يحققه في الماضي دون أن يغش اللبن. وذلك لأنه باع كل نصف قدح من اللبن بسعر القدح الكامل بعد أن قام بغشه بالماء ليزداد في حجمه ويصبح أمام المشترين قدحا كاملا.

ونتيجة لتلك الأرباح المهولة التي حققها بائع اللبن الغشاش، فقد عزم على معاودة الكرة. بل إنه لن يبيع اللبن إلا مغشوشا في السوق، خاصة وأنه لا يمكن تمييزه عن اللبن غير المغشوش. كما أن نسب مبيعاته دوما مرتفعة بسبب ثقة الناس به.

بائع اللبن يتعرض لموقف يضيع أغلب مكاسبه

وبعد ذلك رحل بائع اللبن الغشاش عن السوق، ومعه أرباحه الكبيرة في طريقه إلى منزله. لكن ولأن المسافة بين بيته وبين السوق بعيدة، كما أن اليوم كان منهكا وشاقا له لأنه قد ظل طوال النهار واقفا في السوق يبيع ما معه من كميات اللبن التي لديه، فقد قرر أن يستريح أسفل شجرة قليلا ثم يعاود سيره نحو البيت.

ولكن بائع اللبن الغشاش ما لبث أن غفا أسفل تلك الشجرة. ثم استيقظ فزعا على صراخ قرد كان يقفز فوق الشجرة ثم قفز عليه وأخذ كيس النقود الخاص بالبائع والذي به أرباحه وأخذ يركض في جوف الغابة والبائع يتبعه. فقد أخذ أمواله التي بذل جهدا كبيرا لجمعها في السوق. وظل القرد يجري وهو يجري وراءه حتى وصل القرد إلى حافة النهر.

وعندها قام القرد بفتح كيس النقود الخاصة بالرجل. وأخذ منها عفنة من العملات الذهبية وألقاها في ماء النهر. ثم ترك الكيس بباقي ما فيه من أموال أخرى على حافة النهر وجرى بعيدا. حيث إنه حينها وصل البائع الذي كان يرى القرد يلقي ببعض أمواله من بعيد في النهر. ولكن لأنه كان بعيدا عنه بدرجة ومسافة لم يستطع منعه.

بائع اللبن يدرك الحكمة وجملته تصير مثلا

وها قد أخذ بائع اللبن يقوم بعد ما تبقى في الكيس من أموال. ليكتشف أن ما قد تبقى من أموال يعادل بالضبط ما كان يحصل عليه عندما كان يقوم ببيع اللبن دون غش. وحينئذ أدرك البائع أن الله سبحانه وتعالى بهذا الموقف الذي قد حدث له مع القرد أراد أن يبين له أن الرزق الحرام لن يزيد أمواله، ولن يجعله من الأثرياء بشكل سريع.

وهنا قال بائع اللبن جملة شهيرة صارت مثلا فيما بعد يتناقله الأجيال: مال اللبن للبن، ومال الماء للماء. أي أن المال الذي كسبه من بيع اللبن بقي معه، أما الذي كسبه عن طريق الغش بإضافة الماء فقد ضاع في الماء بغير جدوى. ليقرر بائع اللبن حينها أنه لن يقوم بغش اللبن ثانية. وسوف يكد ويجتهد ليصل إلى الأرباح المرتفعة بسعيه وكفاحه لا بالغش وسرقة الناس.

ما نتعلمه من قصة بائع اللبن

من الضروري أن يعلم جميع القراء الأعزاء بعد قراءتهم لتلك القصة أن الطمع دائما يقل ما جمع. وأن المال الحرام الذي يحصل عليه الإنسان بالغش والخديعة زائل مهما كان كثيرا. وذلك لأنه يضيع بسهولة حتى وإن نجح الإنسان في جمعه بشكل سريع. وهو ما يعني أن الإنسان عليه أن يبتعد عن المكسب الحرام. مهما كان هذا المكسب مغريا والحصول عليه أمرا في منتهى السهولة.

شاركونا بآرائكم حول قصة بائع اللبن الغشاش

ومع ختام قصتنا، نؤكد على ضرورة أن تقوموا بمشاركة آرائكم وأفكاركم حول تلك القصة معنا من خلال التعليقات المتاحة على القصة. كذلك أي استفسارات عبر ذات التعليقات نقوم بالرد عليها على الفور. وكافة هذه المشاركات إنما تدل بصورة قوية على مدى اهتمامكم بالقصة، وأيضا على مدى استيعابكم إياها.

وأخيرا، فإننا نود التوضيح أيضا أن جميع قرائنا الأعزاء قادرون وبكل سهولة في أن يحصلوا على قصص أخرى بخلاف تلك القصة، وكذلك أي محتوى آخر يتم كتابته هنا على موقع فن العبارات من الرسائل والأدعية والأذكار والعبارات من خلال القيام بمتابعة صفحات الموقع على كل من فيس بوك وتويتر. حيث يصلكم حينها كل جديد يُكتب ويُنشر على هذا الموقع.

شاهد أيضاً :

الريشة السحرية

القيصر والحطاب الحكيم

بياض الثلج

الوزراء الثلاثة الأغبياء

عندما صار الأرنب بطلا

انشرها على :
الوسوم:
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
9 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
وداد

يجب ان نبتعد عن الحرام

فيروز

قصة جميلة جدا

زينب

المال الحرام زائل مهما كان كثيراً

ابو خالد

المال الحرام ليس له قيمه …

Green

أن الطمع دائما يقل ما جمع. وأن المال الحرام الذي يحصل عليه الإنسان بالغش والخديعة زائل مهما كان كثيرا.🍂

المهاجر

كما أن بائع اللبن أيضا كان لا يقوم بغش اللبن تحت أي ظرف. الأمر الذي جعله مشهورا في السوق بأمانته. لذلك كانت بضاعته من اللبن تنفد على الفور. وكان يحقق مكسبا جيدا للغاية. لأن جميع من في المدينة يقومون بالشراء منه

🦋أمہ رِِتًوُجٌهہ

قصه تعلمنا أن المال الحرام لن يدوم حتا وان دام لاتحل بهِ البركه ويعود لي صاحبه بندامه والحسره فل نراقب الله في نفوسنا ونذكر قوله تعالى ( وما اصابكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم)
صدق الله العظيم

ريتاج

قصه جميله جدا

المهاجر

ولكن بائع اللبن الغشاش ما لبث أن غفا أسفل تلك الشجرة. ثم استيقظ فزعا على صراخ قرد كان يقفز فوق الشجرة ثم قفز عليه وأخذ كيس النقود الخاص بالبائع والذي به أرباحه وأخذ يركض في جوف الغابة والبائع يتبعه. فقد أخذ أمواله التي بذل جهدا كبيرا لجمعها في السوق. وظل القرد يجري وهو يجري وراءه حتى وصل القرد إلى حافة النهر