تخطى إلى المحتوى
قصة الطاووس المغرور

قصة الطاووس المغرور قصص أطفال قصص أطفال قصيرة قبل النوم

قصة الطاووس المغرور قصص أطفال قصص أطفال قصيرة قبل النوم

كان الطاووس يعيش في غابة جميلة مع العديد من الحيوانات، وكان في الصباح يمشي مختالاً بنفسهِ في الغابة بينما يفرد ريشه الملون والجذاب متباهياً بجماله غير مكترثٍ لجميع من حوله،

كما كان هذا الطاووس يتعامل بغرور مع مختلف الحيوانات ويتجاهل حضورهم وكأنهم غير موجودين.

إقامة مسابقة في الغابة

في ذات يومٍ قررت البومة ومن باب التسلية إقامة مسابقة لأجمل حيوانٍ في الغابة. وأرسلت العصفورة لتدعو جميع الحيوانات للمشاركة فيها.

وبالطبع وجد الطاووس أنها الفرصة المناسبة للتباهي بجماله وإظهار حُسنه أمام الجميع وكاد أن يكون متأكداً من أنه الفائز في المسابقة.

في يوم المسابقة اجتمعت جميع الحيوانات في الساحة وأخذوا يتبادلون السلام والضحكات بينهم، بينما كان الطاووس منزوٍ وحيداً ينفض ريشه بين الحين والآخر.

وبعد وقت قليل وقفت الحيوانات المشاركة في المسابقة بجانب بعضها وبدأ التصويت من قِبل الحيوانات الأخرى حتى انتهت المسابقة أخيراً بفوز الغزال.

استياء الطاووس

شعر الطاووس بالاستياء الشديد وخيبة الأمل عند إعلان النتيجة، ثم أبدى اعتراضه أمام الجميع وقال بصوت مرتفع: كيف ينجح الغزال في المسابقة وأنا أجمل منه بكثيرٍ،

فريشي ملون وطويل وقوامي ممشوق وجذاب، بينما الغزال قصيرُ القامة وموحد اللون!

قالت البومة: هذه نتيجة المسابقة والحيوانات جميعها قامت بالتصويت للغزال وعليك تقبّل الأمر أيها الطاووس!

نفض الطاووس ريشه من جديد وهرعَ يسأل الحيوانات عن سبب عدم التصويت له!!

فأجاب الثعلب: لقد قمت بالتصويت للغزال لأنه لطيف جداً مع الجميع وهذا ما يجعله الأجمل بنظري،

وأضاف القرد: وأنا أتفق مع الثعلب أيضاً.

ثمَّ قالت البومة: هل أدركت سبب فوز الغزال الآن أيها الطاووس!

ضمَّ الطاووس ريشه ومشى مطأطئ الرأس وقال بصوت منخفض: نعم.. الآن أدركت!

ندم الطاووس على غروره

في ذات يوم المسابقة وبعد الخيبة التي أحسَّ الطاووس بها، عاد إلى منزله وهو يشعر بالحزن الشديد،

ثم جلس أمام المرآة وخاطب نفسه: ماذا فعلت بنفسك أيها الطاووس! بسبب غرورك وتكبرك خسرت محبة الجميع والآن أنت وحيد تماماً بينما الجميع في الساحة يحتفلون بفوز الغزال…

آه كم تصرفت بشكل سيء مع الجميع طوال الوقت الماضي..آه!!!

وفي صباح اليوم التالي… قرر الطاووس البقاء في المنزل وعدم مغادرته كعادته اليومية في المشي متباهياً في أرجاء الغابة.

لاحظت الجميع غياب الطاووس لكنهم تجاهلوه في بادئ الأمر، ولكن حين استمر هذا الغياب لبضعة أيام تحركت مشاعر القلق عليه من قِبلهم، فهم معتادين عليه أن يختال أمامهم في كل صباح جديد…

استشارة البومة الحكيمة

ذهب الجميع إلى البومة الحكيمة ليخبروها عن غياب الطاووس الذي طال كثيراً.

فاقترحت البومة إرسال العصفورة للاطمئنان عليه، وما كان من العصفورة إلَّا أن حلّقت فوراً باتجاه منزل الطاووس.

حين وصلت العصفورة نقرت على باب منزل الطاووس دون أن تلقى أيّ رد… ثم اتجهت نحو النافذة وبدأت بالنقر على زجاجها… ولم تجدُ أيًَ ردٍ أيضاً!

وحين أمعنت النظر من وراء الزجاج لاحظت أن الطاووس منطوٍ على نفسه وكأنه مريض!..

طارت العصفورة عائدة نحو البومة لتخبر الجميع بما رأت.

حزن الجميع على الطاووس

عند عودة العصفورة كان الجميع ينتظرونها بفارغِ الصبرِ، فهم يشعرون بالقلق حقاً على صديقهم الطاووس، فهو ورغم معاملته المتكبرة معهم يبقى منهم ويعيش بينهم منذ سنوات طويلة.

حزن الجميع على الطاووس بعد وصف حالته البائسة من قِبل العصفورة، ثم تشاوروا فيما بينهم وقرروا الذهاب إليه للاطمئنان على صحته ومحاولة معرفة سبب حزنه وعزلته.

وعند المساء وبقيادة البومة ذهب الجميع لزيارته، وانتظروا طويلاً حتى قرر الطاووس فتح الباب لهم، ثم عاد فوراً إلى فراشه وهو منكسر الجناح حزين النفسِ.

نظرت البومة إليه وقالت: أهكذا ترحبُّ بضيوفك أيها الطاووس؟ لقد شعرنا بالقلق عليك كثيراً!!!

ما الذي جعلك منطوياً وحزيناً هكذا وأنتَ الذي كنت سابقاً في قمة نشاطك كل صباح، وهذا ما تشهد بهِ جميع حيوانات الغابة!!

انتظر الجميع الردَّ من الطاووس لكنه التزم الصمت تماماً ولم يتفوه بأيّة كلمة.

ثمَّ اقترب الثعلب منه وقال: هيّا أيها الطاووس، نحن نحبك ونريد أن نساعدك لتتخطى هذا الحزن فأخبرنا ما بِك يا صديقي؟

سبب عزلة وحزن الطاووس

بعد طول انتظارٍ من الجميع، جلس الطاووس ونظر بحزنٍ إلى الأرض وقال: أنا حزين لأنني تعاملت معكم طوال الفترة الماضية بتكبرٍ وغرور دون الاهتمام بكم أو بمشاعركم، وهذا ما جعلني أخسر محبتكم جميعاً!

اندهش الحاضرين من كلام الطاووس، فهم ورغم تكبره وغروره لا يكنّون في قلوبهم اتجاهه إلَّا كل محبةٍ واحترام.

قالت البومة بالنيابة عن الجميع: نحن نحبك أيها الطاووس، من قال لك عكس ذلك؟!

أجاب الطاووس: التصويت للغزال هو من أخبرني بذلك، فأنا لم أحظى بصوتٍ واحد من جميع الحيوانات التي حضرت المسابقة.

أردفت البومة قائلة: المسابقة قد مضت يا صديقي الطاووس والمهم حقاً الآن هو أنك عرفت أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح والأخلاق،

وأن المحبة الحقيقية هي المحبة التي نتبادلها مع الآخرين بدلاً من التكبر عليهم ومعاملتهم بغرور.

الدرس الذي تعلمه الطاووس

بعد سماع كلام البومة، نظر الطاووس إلى أصدقائه وقال لهم: أرجو أن تسامحونني جميعكم على كل التكبر والغرور الذي رأيتموه مني سابقاً.. وأعدكم من هذه اللحظة أن أتغير في طريقة تعاملي مع الجميع..

قالت العصفورة المشاكسة: إذاً.. هيّا انهض أيها الطاووس وانفض الحزن عن ريشك لكن فرحاً هذه المرة وليس تكبراً وغروراً ها ها ها.

ثم ضحك الجميع وخرجوا من منزل الطاووس مبتهجين.

إقامة فرحاً بعودة الطاووس

في اليوم التالي قررت البومة إقامة احتفالٍ لجميع الحيوانات فرحاً بعودة الطاووس إلى الغابة بحلّةٍ جديدة تطغى عليها المحبة والطيبة والتواضع.

واجتمع الجميع عند المساء في الساحة وأحضر كل منهم الطعام اللذيذ والشراب المنعش من أجل قضاء أمسية ممتعةٍ،

عدا الغزال الطيّب فقد أحضر معه شيئاً مميزاً للغاية وهو التاج الذي استحقه في المسابقة، وأمام الجميع وضعه على رأس الطاووس وقال له: الآن استحققت هذا التاج بجدارة يا صديقنا الطاووس… مرحباً بك من جديد بيننا!..

ماذا تعلمنا من القصة ؟

نتعلم من قصة اليوم يا أصدقاء أن التكبر و الغرور لن يودي بنا إلَّا نحو الهلاك، ووحده التواضع يجعلنا نحظى بمحبة واحترام الجميع.

أتمنى أن تكون قصة اليوم قد نالت إعجابكم وانتظروني في المزيد من قصص الأطفال الجميلة.

وللمزيد من قصص الاطفال القصيره والجميلة تابعنا على : فيس بوك و تويتر ليصلكم جديدنا.

شاهد أيضا :

قصة طائر السنونو

قصة الفيل والكتاكيت

شجرة التين والعصافير

قصة الإوزة وأولادها الخمسة

قصة البطة الغاضبة

انشرها على :
الوسوم:
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ريتاج

القصه جميله

ام رتوج

قصه جميله تعلمنا انا بتواضع وحسن الأخلاق نكسب محبة ورضا الجميع وثقتهم