تخطى إلى المحتوى
الشاعر نزار قباني

الشاعر نزار قباني قصيدة نهر الأحزان نزار قباني

نزار قباني هو أحد أشهر الشعراء وأكثرهم إثارة للجدل في الأدب العربي الحديث. ولد قباني في سوريا عام 1923، وتميزت حياة قباني بالمأساة الشخصية، والاضطرابات السياسية، والالتزام الذي لا هوادة فيه بالعدالة الاجتماعية. وقد ألهم شعره، الذي يتميز بالرومانسية والنشاط السياسي والموضوعات النسوية، أجيالاً من القراء والكتاب العرب. سنستكشف في هذا المقال حياة نزار قباني وموضوعاته وتراثه الأدبي.

الشاعر نزار قباني

نشأ في عائلة ثرية كانت منخرطة بعمق في الحياة الثقافية والسياسية للمدينة. كان والد قباني تاجراً بارزاً معروفاً بأعماله الخيرية ودعمه للفنون. و غرست والدته في ابنها حب الشعر والأدب. تلقى قباني تعليمه المبكر في دمشق ثم درس الحقوق في جامعة دمشق أيضاً.

الشعر نزار قباني

يعتبر على نطاق واسع نزار قباني هو أحد أكثر الشعراء تأثيراً في القرن العشرين. فلقد ألهم شعره، وخاصة شعر الحب، عدداً لا يحصى من الكتاب والقراء حول العالم. ولم يتوقف قباني من تصوير الحب كقوة جبارة، وتأثيره على شعر الحب الحديث، والجدل الدائر حول شعر الحب الخاص به.

إن تصوير قباني للحب كقوة جبارة هو موضوع متكرر في شعره. حيث إنه يستخدم صوراً واستعارات حية لوصف الحب .

إني قتلتك.. واسترحت يا أرخص امرأةً عرفت.. أغمدت في نهديك.. سكيني وفي دمك اغتسلت

قصيدة نهر الأحزان نزار قباني

عيناك كنهري أحـزان
نهري موسيقى.. حملاني
لوراء، وراء الأزمـان
نهري موسيقى قد ضاعا
سيدتي.. ثم أضاعـاني
الدمع الأسود فوقهما
يتساقط أنغام بيـان
عيناك وتبغي وكحولي
والقدح العاشر أعماني
وأنا في المقعد محتـرقٌ
نيراني تأكـل نيـراني
أأقول أحبك يا قمري؟
آهٍ لـو كان بإمكـاني
فأنا لا أملك في الدنيـا
إلا عينيـك وأحـزاني
سفني في المرفأ باكيـةٌ
تتمزق فوق الخلجـان
ومصيري الأصفر حطمني
حطـم في صدري إيماني
أأسافر دونك ليلكـتي؟
يا ظـل الله بأجفـاني
ياصيفي الأخضر ياشمسي
يا أجمـل.. أجمـل ألواني
هل أرحل عنك وقصتنا
أحلى من عودة نيسان؟
أحلى من زهرة غاردينيا
في عتمة شعـرٍ إسبـاني
يا حبي الأوحد.. لا تبكي
فدموعك تحفر وجـداني
إني لا أملك في الدنيـا
إلا عينيـك ..و أحزاني
أأقـول أحبك يا قمـري؟
آهٍ لـو كـان بإمكـاني
فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
لا أعرف في الأرض مكاني
ضيعـني دربي.. ضيعـني
إسمي.. ضيعـني عنـواني
تاريخـي! ما لي تاريـخٌ
إنـي نسيـان النسيـان
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـح إنسـان
ماذا أعطيـك؟ أجيبيـني
قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني
ماذا أعطيـك سـوى قدرٍ
يرقـص في كف الشيطان
أنا ألـف أحبك.. فابتعدي
عني.. عن نـاري ودخاني
فأنا لا أمـلك في الدنيـا
إلا عينيـك… وأحـزاني

نزار قباني قارئة الفنجان

جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تحزن

فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي،
قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتك أسفارٌ وحروب..
ستحب كثيراً يا ولدي..
وتموت كثيراً يا ولدي

وستعشق كل نساء الأرض..
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحان المعبود

فمها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتها موسيقى و ورود
لكن سماءك ممطرةٌ..
وطريقك مسدودٌ.. مسدود

فحبيبة قلبك.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصر كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسه.. وجنود

وأميرة قلبك نائمةٌ..
من يدخل حجرتها مفقود..
من يطلب يدها..
مِن يدنو من سور حديقتها.. مفقود

من حاول فك ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصرت.. ونجمت كثيراً

لكني.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبه فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبه أحزانك

مقدورك.. أن تمشي أبداً
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف

مقدورك أن تمضي أبداً..
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات…
وترجع كالملك المخلوع

نزار قباني ديك الجن الدمشقي

إني قتلتك.. واسترحت
يا أرخص امرأةً عرفت..
أغمدت في نهديك.. سكيني
وفي دمك اغتسلت..

وأكلت من شفة الجراح
ومن سلافتها شربت..
وطعنت حبك في الوريد..
طعنته.. حتى شبعت

ولفافتي بفمي.. فلا انفعل
الدخان.. ولا انفعلت
ورميت للأسماك.. لحمك
ولا رحمت.. ولا غفرت

لا تستغيثي.. وانزفي
فوق الوسادة كما نزفت
نفذت فيك جريمتي
ومسحت سكيني.. نمت..

ولقد قتلتك عشر مراتٍ
ولكني.. فشلت
وظننت، والسكين تلمع
في يدي، أني انتصرت

وحملت جثتك الصغيرة
طي أعماقي وسرت
وبحثت عن قبر لها..
تحت الظلام فما وجدت

وهربت منك.. وراعني
أني إليك.. أنا هربت
في كل زاويةٍ.. أراك
وكل فاصلة كتبت

في الطيب، في غيم السجائر،
في الشراب إذا شربت
أنت القتيلة.. أم أنا
حتى بموتك.. ما استرحت

حسناء.. لم أقتلك أنت..
وإنما نفسي.. قتلت..

نزار قباني أحبك أحبك وهذا توقيعي

هل عندك شكٌ أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا؟.
وأهم امرأةٍ في الدنيا ؟.
هل عندك شك أني حين عثرت عليك . .
ملكت مفاتيح الدنيا ؟.

هل عندك شك أني حين لمست يديك
تغير تكوين الدنيا ؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يومٍ في التاريخ . .

وأجمل خبرٍ في الدنيا ؟
هل عندك شكٌ في من أنت ؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر ، حين تمر ، جدار الصوت

لا أدري ماذا يحدث لي ؟
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب . . ولا قبلت ولا قبلت

ميلادي أنت .. وقبلك لا أتذكر أني كنت
وغطائي أنت .. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت . .
وكأني أيتها الملكه . .
من بطنك كالعصفور خرجت . .

هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
وبأني من عينيك سرقت النار. .
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة ..

والسلطانة ..
والشعبية ..
والشرعية بين جميع الملكات . .
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي

يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات . .
يَا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطنٍ أولد فيه . .

وأدفن فيه ..
وأنشر فيه كتاباتي . .
يا امرأة الدهشة .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك

لا ادري كيف مشيت إلي . .
وكيف مشيت إليك . .
يا من تتزاحم كل طيور البحر . .
لكي تستوطن في نهديك . .

كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك . .
يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر . .
دافئةٌ أنت كرمل البحر . .
رائعةٌ أنت كليلة قدر . .

من يوم طرقت الباب علي .. ابتدأ العمر . .
كم صار جميلاً شعري . .
حين تثقف بين يديك ..
كم صرت غنياً .. وقوياً . .

لما أهداك الله إلي . .
هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي . .
هل عندك شكٌ . .

أن كلامك يخرج من شفتي ؟
هل عندك شكٌ . .
أني فيك . . وأنك في ؟؟

نزار قباني القصيدة والجغرافيا

في بلاد الغرب ، يا سيدتي
يولد الشاعر حراً
مثلما الأسماك في عرض البحار
ويغني ..

بين أحضان البحيرات ،
وأجراس المراعي ،
وحقول الجلنار .

…. ولدينا
يولد الشاعر في كيس غبار
ويغني لملوكٍ من غبارٍ
وخيولٍ من غبارٍ

وسيوفٍ من غبارٍ.
إنها معجزةٌ ..
أن يصنع الشعر من الليل نهار
إنها معجزةٌ ..

أن نزرع الأزهار ،
ما بين حصارٍ ، وحصار ..
نحن لا نكتب
مثل الشاعر الغربي ، شعراً

إنما نكتب يا سيدتي ،
صك انتحار ..

عيناك كنهري أحـزان نهري موسيقى.. حملاني لوراء، وراء الأزمـان نهري موسيقى قد ضاعا

نزار قباني صديقتي وسجائري

واصل تدخينك .. يغريني
رجلٌ .. في لحظة تدخين
ما أشهى تبغك .. والدنيا
تستقبل أول تشرين

والقهوة .. والصحف الكسلى
ورؤىً .. وحطام فناجين
دخن .. لا أروع من رجلٍ
يفنى في الركن .. ويفنيني ..

رجلٌ .. تنضم أصابعه
وتفكر .. من غير جبين ..
أشعل واحدةً .. من أخرى
أشعلها من جمر عيوني

ورمادك ضعه على كفي ..
نيرانك ليست تؤذيني ..
فأنا كامرأةٍ ..يرضيني
أن ألقي نفسي في مقعد ..

ساعاتٍ في هذا المعبد
أتأمل في الوجه المجهد
وأعد .. أعد .. عروق اليد
فعروق يديك .. تسليني

وخيوط الشيب .. هنا .. وهنا
تنهي أعصابي .. تنهيني ..
دخن .. لا أروع من رجلٍ
يفنى في الركن .. ويفنيني ..

احرقني .. إحرق بي بيتي
وتصرف فيه كمجنون
فأنا كامرأةٍ .. يكفيني
أن أشعر .. أنك تحميني

أن أشعر أن هناك يداً ..
تتسلل من خلف المقعد ..
كي تمسح رأسي وجبيني ..
تتسلل من خلف المقعد

لتداعب أذني بسكون
ولتترك في شعري الأسود
عقداً من زهر الليمون
دخن .. لا أروع من رجلٍ
يفنى في الركن .. ويفنيني

نزار قباني من مفكرة عاشق دمشقي

فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدب
فيا دمشـق… لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت… فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا

أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف له
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا

وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت به
و كم تركت عليها ذكريات صـبا

وكم رسمت على جدرانها صـور
وكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان… يا وطني
أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا

حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـن
فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـه
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا

فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً
و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي
لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا

فلا قميص من القمصـان ألبسـه
إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه
وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا

يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ
وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ
زهــواً… ولا المتنبي مالئٌ حـلبا

وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه
فـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه
ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا

يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟
فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي
أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟

أدمـت سياط حزيران ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعو
متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟

سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً
وأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً
تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..

هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني
عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ
يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا

أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟
ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟

نزار قباني وصفة عربية لمداواة العشق

تصورت حبك..
طفحاً على سطح جلدي..
أداويه بالماء.. أو بالكحول
وبررته باختلاف المناخ..

وعللته بانقلاب الفصٌول..
وكنت إذا سألوني، أقول:
هواجس نفسٍ..
وضربة شمسٍ..

وخدشٌ صغيرٌ على الوجه.. سوف يزول…
سيحيي المراعي.. ويروي الحقول..
ولكنه اجتاح بر حياتي..
فأغرق كل القرى..

وأتلف كل السهول..
وجر سريري..
وجدران بيتي..
وخلفني فوق أرض الذهول..

تصورت في البدء..
أن هواك يمر مرور الغمامه
وأنك شط الأمان
وبر السلامه..

وقدرت أن القضية بيني وبينك..
سوف تهون ككل القضايا..
وأنك سوف تذوبين مثل الكتابة فوق المرايا..
وأن مرور الزمان..

سيقطع كل جذور الحنان
ويغمر بالثلج كل الزوايا
تصورت أن حماسي لعينيك كان انفعالاً..
كأي انفعال..

وأن كلامي عن الحب، كان كأي كلامٍ يقال
واكتشفت الآن.. أني كنت قصير الخيال
فما كان حبك طفحاً يداوى بماء البنفسج واليانسون
ولا كان خدشاً طفيفاً يعالج بالعشب أو بالدهون..

ولا كان نوبة بردٍ..
سترحل عند رحيل رياح الشمال..
ولكنه كان سيفاً ينام بلحمي..
وجيش احتلال..

وأول مرحلةٍ في طريق الجنون..
وأول مرحلةٍ في طريق الجنون..

نزار قباني يجوز أن تكوني

يجوز أن تكوني
واحدةً من أجمل النساء..
دافئةً..
كالفحم في مواقد الشتاء..

وحشيةً..
كقطةٍ تموء في العراء..
آمرةً.. ناهيةً
كالرب في السماء..

يجوز أن تكوني
سمراء.. إفريقية العيون.
عنيدةً..
كالفرس الحرون..

عنيفةً..
كالنار، كالزلزال، كالجنون..
يجوز أن تكوني..
جميلةً، ساحقة الجمال..

مثيرةً للجلد، للأعصاب، للخيال..
وتتقنين اللهو في مصائر الرجال..
يجوز أن تضطجعي أمامي..
عاريةً..

كالسيف في الظلام..
مليسةً كريشة النعام..
نهدك مهرٌ أبيضٌ
يجري..

بلا سرجٍ ولا لجام..
يجوز أن تبقي هنا..
عاماً وبعض عام..
فلا يثير حسنك المدمر اهتمامي..

كأنما..
ليست هناك امرأةٌ.. أمامي..
يجوز أن تكوني
سلطانة الزمان والعصور..

وأن أكون أبلهاً.. معقد الشعور..
يجوز أن تقولي
ما شئت عن جبني.. وعن غروري.
وأنني .. وأنني..

لا أستطيع الحب.. كالخصيان في القصور
يجوز أن تهددي..
يجوز أن تعربدي..
يجَوز أن تثوري..

لكن أنا..
رغم دموع الشمع والحرير..
وعقدة (الحريم) في ضميري.
لا أقبل التزوير في شعوري..

يجوز أن تكوني
شفافةً كأدمع الربابه
رقيقةً كنجمةٍ،
عميقةً كغابه..

نزار قباني حصان

حاذري أن تقعي بين يديا
إن سمي كله في شفتيا
إنني أرفض أن أبقى هنا
رجل كرسي.. وتمثالاً غبياً..

حاذري..أن ترفعي السوط.. ألم
تركبي قبل.. حصاناً عربيا..
نخزةٌ منك على خاصرتي
تجعل الحقد بصدري بربريا..

أنا شمشون .. اذا أوجعتني
قلت: يا ربي، عليها.. وعليا..

نزار قباني مشبوهة الشفتين

مشبوهة الشفتين ، لا تتنسكي
لن يستريح الموعد المكبوت
وغريزة الكبريت في طغيانها
ماذا؟ أيكظم ما به الكبريت؟

شفتان معصيتان .. أصفح عنهما
ما دام يرشح منهما الياقوت
إن الشفاه الصابرات أحبها
ينهار فوق عقيقها الجبروت

كرز الحديقة عندنا متفتحٌ
قبلته في جرحه ونسيت
شفتان للتدمير ، يا لي منهما
بهما سعدت ، وألف ألف شقيت

شفتان مقبرتان ، شقهما الهوى
في كل شطرٍ أحمرٍ تابوت
شفةٌ كآبار النبيذ مليئةٌ
كم مرةٍ أفنيتها وفنيت

الفلقة العليا .. دعاءٌ سافرٌ
والدفء في السفلى .. فأين أموت؟

نزار قباني عقدة المطر

أخاف أن تمطر الدنيا، و لست معي
فمنذ رحت.. و عندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد و لا ضجر

و كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين: تمسك ها هنا شعري
و الآن أجلس .. و الأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري

فمن يدافع عني.. يا مسافرة
مثل اليمامة، بين العين و البصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
و أنت في القلب مثل النقش في الحجر

أنا أحبك يا من تسكنين دمي
إنت إن كنت في الصين، أو إن كنت في القمر
ففيك شيء من المجهول أدخله
و فيك شيء من التاريخ و القدر

نزار قباني يد

يدك التي حطت على كتفي
كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تســاوي ألف مملكة
يا ليتهـــــــا تبقى ولا تذهب

تلك السبيكة . . كيف أرفضها
من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها
وأنهار عند سوارها المذهب

الشمس نائمة على كتفي
قبلتهــــا ألفــا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة
صينية . . وقصيدة تكتب

يدك المليسة . . كيف أقنعها
أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها
فلها جميع . . جميع ما ترغب

يدك الصغيرة . . نجمة هربت
مــاذا أقــول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة
بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟

نزار قباني إختاري

إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري..
أو فوق دفاتر أشعاري..
إختاري الحب.. أو اللاحب

فجبنٌ ألا تختاري..
لا توجد منطقةٌ وسطى
ما بين الجنة والنار..
إرمي أوراقك كاملةً..

وسأرضى عن أي قرار..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثل المسمار..
لا يمكن أن أبقى أبداً

كالقشة تحت الأمطار
إختاري قدراً بين اثنين
وما أعنفها أقداري..
مرهقةٌ أنت.. وخائفةٌ

وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحر.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غير دوار..
الحب مواجهةٌ كبرى

إبحارٌ ضد التيار
صلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بين الأقمار..
يقتلني جبنك يا امرأةً

تتسلى من خلف ستار..
إني لا أؤمن في حبٍ..
لا يحمل نزق الثوار..
لا يكسر كل الأسوار

لَا يضرب مثل الإعصار..
آهٍ.. لو حبك يبلعني
يقلعني.. مثل الإعصار..
إني خيرتك.. فاختاري

ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقةٌ وسطى
ما بين الجنة والنار..

نزار قباني ماذا أقول له

ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه

حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟

هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..

ما لي أحدق في المرآة .. أسأله
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟

وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه

الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..

نزار قباني وجودية

كان اسمها جانين..
لقيتها – أذكر – في باريس من سنين
أذكر في مغارة (التابو).
وهي فرنسيه..

في عينيها تبكي
سماء باريس الرماديه
وهي وجوديه
تعرفها

من خفها الجميل
من هسهسات الحلق الطويل
كأنه غرغرة الضوء بفسقيه..
تعرفها

من قصة الشعر الغلاميه..
من خصلةٍ في الليل مزروعةٍ
وخصلةٍ .. لله مرميه

كان اسمها جانين
بنطالها سحبة كبرياء
خيمة حسنٍ تحتها .. يختبيء المساء
وتولد النجوم

وخفها المقطع الصغير
سفينةٌ مجهولة المصير
تقول للجاز: ابتديء..
أريد أن أطير..

مع العصافير الشتائيه..
إلى مسافاتٍ خرافيه
أريد أن أصير
أغنيةً أو جرح أغنيه

تمضي بلا اتجاه
تحت المصابيح المسائيه
في حارةٍ ضيقةٍ ،
في ليل باريس الرماديه

كان اسمها جانين..
وهي وجوديه
تعيش في التابو .. وللتابو
وليلها جازٌ وسرداب..

صندلها المنسوج من رعود
يزيد من إغرائها
وكيسها الراقص من ورائها..
صديقها في رحلة الوجود

تقول لللحن : انهمر
أريد أن أرود
جزائراً في الأرض منسيه
جزائراً مرسومةً بأدمع الورود
ليس لها سورٌ .. ولا بابٌ .. ولا حدود

كانت وجوديه
لأنها إنسانةٌ حيه..
تريد أن تختار ما تراه
تريد أن تمزق الحياه..

من حبها الحياه..
كانت فرنسيه
في عينها تبكي سماء باريس الرمادية
كان اسمها جانين..

نزار قباني نفاق

كفانا نفاق!..
فما نفعه كل هذا العناق؟
ونحن انتهينا
وكل الحكايا التي قد حكينا

نفاقٌ ..
نفاق ..
إن قبلاتك البارده
على عنقي لا تطاق

وتاريخنا جثةٌ هامده
أمام الوجاق
كفى ..
إنها الساعة الواحده ..

فأين الحقيبه؟..
أتسمع؟ أين سرقت الحقيبه؟
أجل. إنها تعلن الواحده..
ونحن نلوك الحكايا الرتيبه

بلا فائده..
لنعترف الآن أنا فشلنا
ولم يبق منا
سوى مقلٍ زائغه

تقلص فيها الضياء
وتجويف أعيننا الفارغه
تحجر فيها الوفاء
كفانا..

نحملق في بعضنا في غباء
ونحكي عن الصدق والأصدقاء
ونزعم أن السماء..
تجنت علينا..

ونحن بكلتا يدينا
دفنا الوفاء
وبعنا ضمائرنا للشتاء..
وها نحن نجلس مثل الرفاق

ولسنا حبيبين .. لسنا رفاق
نعيد رسائلنا السالفه..
ونضحك للأسطر الزائفه..
لهذا النفاق

أنحن كتبناه هذا النفاق؟
بدون تروٍ .. ولا عاطفه..
كفانا هراء..
فأين الحقيبة؟.. أين الرداء؟..

لقد دنت اللحظة الفاصله
وعما قليلٍ سيطوي المساء
فصول علاقتنا الفاشله

جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تحزن فالحب عليك هو المكتوب

شاركونا بـ افضل اقتباسات الشاعر نزار قباني

للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.

شاهد أيضاً

اقتباسات نزار قباني

شعر عن الورد نزار قباني

كلمات نزار قباني عن الحب

شعر نزار قباني عن الشوق

قصائد نزار قباني

انشرها على :
5 2 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
🦋أمہ رِِتًوُجٌهہ

حسناء.. لم أقتلك أنت..
وإنما نفسي.. قتلت..

تنوه هذه الكلمات عن إحساس شخصي في داخل نفس الشاعر حول مايعاني منه من حُب وألم تعرض له وهنا يتكلم عن ندمه وحرنه لتأثره في اتخاذ قرارات خاطئه لتجربته من علاقه عاطفيه
ونحن نعلم أنا قصائد نذار قباني غالبًا ماتعكس صوره لعواطفه الشخصيه وتجاربه العاطفيه في الحب

ريوف

أنا رجلٌ لا يريح .. ولا يستريح
فلا تصحبيني على الطرق المعتمه
فشعري مدانٌ .
ونثري مدانٌ.

Olivia

أحقاً رسالاتي إليك تمزقت
وهن حبيباتي .. وهن روائعي
أأنكر ما فيهن ؟ لا يا صديقتي
عليهن أسلوبي .. عليهن طابعي
عليهن أحداقي ، وزرقة أعيني
وروعة أسحاري وسحر مطالعي

Evan

الحب ليس روايةً شرقيةً ** بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينةٍ ** وشعورنا ان الوصول محال

Green

أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟
ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟🥀