المحتويات

استغله أصدقاؤه؛ ليروج المخدرات لهم بسبب حقدهم المخفي بين طيات ابتساماتهم

قصة عن شاب طيب يحب الجميع ويتمنى لهم الخير. لا يحمل الحقد ولم يعرف معناه يوماً.

كما أنه يثق بمن يحب ثقة كبيرة ويتمنى لهم الأفضل دائماً. يتعرض لأحداث تغير مجرى حياته للأبد.. ربما..

مقابلة محمد لأصدقائه وغضبه لطيشهم

كانوا جالسين حول الطاولة يشربون السجائر عندما أتى صديقهم محمد الذي صرخ بحنق وقلة حيلة من تصرفاتهم الطائشة.

لينهرهم عن شرب السجائر التي تضر بالصحة من جهة. بالإضافة إلى أنها حرام من جهة أهم.

فمحمد كان خلوق حسن الطباع عكس أصحابه الذي يعرفهم منذ الثانوية.

والذين تذمروا من توبيخه ونصحه لهم بأن يقلعوا عن هذا، فأطفأ أحمد السيجارة.

وقال بسخط: صدقني لن يدوم الحال هكذا.

نظر له محمد بعدم فهم منتظرا منه أن يكمل.

لكن تركي صديقهم تحدث بابتسامه متوترة ليخفف حدة الموقف.

فقال لمحمد: هو يقول هكذا لأننا سنصبح أشخاص جيدين مثلك.

قاطعه محمد قائلاً بانزعاع: أنا لم أكن يوماً ذلك الشخص الذي يظن نفسه أفضل من الجميع ويريد أن يصبح الجميع مثله.

كل مافي الأمر أنني أغضب عندما أجد من أحبهم يسمحون لهذا السم أن يدخل لجسدهم ويفتك به.

فكرة تركي التي أعجبت الجميع وأكثرهم محمد

ظل أحمد ينظر لمحمد بسخط فنظر له تركي ليكف عن هذه النظرات. وبعدها نظر لمحمد.

وقال بابتسامة: لقد فهمت قصدك صدقني، وسأخبرك أننا محظوظون بصديق يهتم لأجلنا بصدق مثلك، لكنني الآن سأعطيك دليلاً على صدق نيتنا بالتغير للأفضل. وهو أنني خرجت

بفكرة رائعة لمشروع خيري. ومن شأن هذا المشروع أن يقربنا لله ويمحي ذنوبنا.

ذهب عبوس محمد بسرعة وحلت محله ابتسامة واسعة وحث تركي على الإكمال.

أكمل تركي وقال: هذا المشروع هو مشروع توزيع الحلوى للأطفال المساكين الذين لا يملكون سبل الرفاهية.

وافق الجميع على فكرته بصدر رحب. وقسموا الأدورا ليكون محمد هو الموزع والباقي يشتري الحلوى ويبحث عن المساكين الخ..

انتهت جمعة الأصدقاء التي تعدت منتصف الليل. وعاد محمد سعيداً إلى المنزل لأن أصدقائه بدأوا بالتحسن والتفكير بأجر الأعمال الحسنة.

بدأ محمد العمل بابتسامة تغمر شفتاه وقلبه

وفي اليوم التالي استيقظ وذهب لأصدقائه الذين كانوا متحمسين كثيراً.

وأعطوه ثلاثة صحون من الحلوى، كل صحن فيه عدة قطع من نفس اللون وفي المنتصف قطعة زرقاء.

ذهب محمد ووزعهم بنجاح وكانت العائلة الآخذة سعيدة جداً.

تكرر هذا الفعل عدة مرات وغالباً كانت الحلوى لنفس الأطفال. مما جعله يستغرب لكنه لم يأبه وأكمل عمله ..
إلى ان أتى ذلك اليوم الذي تجهز به محمد ليوزع الحلوى لتتصل به والدته وتخبره عن عائلة محتاجة وطلبت منه أن يعطيهم الحلوى.

ذهب ملبياً طلب والدته ليتضح أن العائلة المسكينة يعرفها جيداً. وأعطاهم إياها مبتسماً ليفرح الأطفال بهذه الهدية.

شجار محمد مع أصدقائه

وبعدها عاد لأصدقائه ككل يوم وأخبرهم بالقصة. لينتفض تركي ويمسكه أحمد من ياقته بغضب ويصرخ بحدة قائلاً.

هل أنت أحمق لتفعل هذا؟ ألم نخبرك أن تعطي العائلات التي اوصيناك بها؟
تفاجئ محمد الذي لم يرى ردة فعل كهذه من أصدقائه طوال هذه الست سنين التي عرفها بهم.
فاجتاحه غضب بسبب عدم فهمه الموقف وصرخ بدوره. قائلا: لقد كانت العائلة مسكينة ما الخطأ في فعلتي؟
دفعه أحمد للجدار بقسوة وأكمل صارخاً بشدة أكبر. أنت أحمق وستظل أحمقاً طوال حياتك. أتمنى فقط أن لا أرى هذا الوجه مرة أخرى. لأنني أشعر بالغثيان حقاً، لقد أفسدت كل شيء..
تصنم محمد مكانه من كلام صديقه الجارح.. صديقه الذي كان يعتبره أخاً..، أفلته أحمد بعد أن تدخل تركي بينهم، نظر محمد لهما بصدمة ثم جر قدميه ليخرج، أراد تركي اللحاق به لولا إيقاف أحمد له..

تكبيل محمد بالأصفاد واتهامه بأبشع التهم

ركب محمد السيارة وتفاجأ باتصالات كثيرة من عائلته فقلق وذهب مسرعاً للمنزل.

لكن ما حصل هو أنه عندما وصل تفاجأ بالشرطة التي قيدت يداه ووضعته بالسيارة قبل أن يستوعب أي شيء حتى، وصل للمخفر وأخبروه أنه متهم بالتجارة بالمخدرات، لم يستوعب ما قالوه وأنكر ذلك ليرمي الضابط أمامه حلوى باللون الأزرق وداخلها عدد من الحبوب، نظر محمد مصدوماً مما يراه واستمر بالانكار.. لكن لا فائدة لأنهم وضوه بالسجن دون أن يعبر حتى عن أي شيء.

وعند التحقيق أخبرهم بكل شيء لأنه علم أن أصدقائه غدروه فقرر أن لا يخفي ولا يتستر عليهم، وهم بدورهم أخبروه أن العائلة التي أعطاها الحلوى بلغت عنه لأنها تعرفه.

غدر أصدقائه له وتخليهم عنه

وبعدما انتهى التحقيق أحضروا أصدقائه الذين أخرجوا أنفسهم من الموضوع كالشعرة من العجين.

ووضعوه في وجه المدفع، وليس هذا فقط، بل أيضاً مثلوا الخيبة من تصرفه المشين. وبعد التحقيق معهم قررت الشرطة أنه لا شأن لهم بالموضوع..

قد تكون نهايتك بمكان لم يتوقعه أحد. وأولهم أنت.

فـ تذكر محمد كل أفعال أصدقائة الغريبة مثل .. صمت أصدقائه الغير مبرر عندما ينضم إليهم، و نظراتهم له التي تصرخ بالكرهه رغم شفاههم المبتسمة وكلامهم الجميل.

العبرة من القصة

مهما كنت جيداً قد تقع بمشاكل لم يقع بها أسوء الناس.. وإذا كنت نقياً لا يعني أن الناس لا تشوبها شائبة وعكرة كالماء الموحل، وفي النهاية.. إن الثقة كالفقاعة.. كلما كبرت طارت بك عالياً، لكنها بمجرد أن تنفجر ستهوي بك أرضاً دون أي رحمة..