قصة القاتل المتسلسل الذي يجد سعادته بعد تناوله لحم ضحاياه

تعتبر جرائم القتل واحدة من أكثر الأفعال البشعة التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، حيث تنم عن تفكك القيم الأخلاقية والضمير الإنساني. وعند الحديث عن القتلة المرعبين، لا يمكن إلا أن نذكر ” جيفري دارمر “ الشخصية المثيرة للرعب التي وقعت في فخها الكثير من الضحايا بشكل خطير ومروع. وإستكمالاً لسلسة القتلة المتسلسلين التي بدأنا فيها بـ قصة أخطر قاتل متسلسل نعرض عليكم اليوم جانب أخر من عالم الجريمة والرعب.

إنه واحد من أكثر القضايا الإجرامية إثارة للجدل في التاريخ الحديث. جيفري دامر ارتكب سلسلة من الجرائم القتل التي تشمل سفك الدماء وتشريح جثث ضحاياه، وما يميزه أكثر هو تناوله لأجزاء من لحوم ضحاياه.

فيعتبر دامر واحداً من أكثر القتلة المختلين في الولايات المتحدة فقد أثارت قصته جدلاً هائلاً حيث تساؤل العديد من الناس عن الأسباب والدوافع التي قادته إلى ارتكاب تلك الجرائم الشنيعة.

طفولته المظلمة وأثرها على تصرفاته القاتلة

جيفري دامر ولد في 21 مايو 1960، ونشأ في ولاية ويسكونسن بالولايات المتحدة، وتنحدر أسرته من أصول ألمانية وويلزية.

وقد ظهرت مشاكله النفسية منذ صغره. ففي سن المراهقة، كان يعاني من اضطرابات في الشخصية وضعف في الاندماج الاجتماعي.
كما عانى من مشاكل في علاقته مع والديه وتعرض للتنمر في المدرسة، مما أثر بشكل سلبي على تكوين شخصيته وصحته النفسية.

لكن الأمور الغربية لم تتوقف، بل تفاقمت عندما بلغ سن المراهقة. اكتشف جيفري داهمر رغبته الجنسية الشاذة والتي كانت تركز على الرجال الشباب. فبدأ يقضي وقتاً طويلاً في البحث عن اشخاص ليكونوا ضحاياه، وكانوا ضحاياه الرئيسيين ينتمون للطبقة الفقيرة أو متشردين أو ذوي تحصيل عقلي ضعيف.

جيفري دارمر والظلام الذي يكمن في قلب الإنسان

وعندما انتقل دامر إلى جامعة أوهايو، بدأ في القيام بأفعال أشد رعباً. أقدم على أول جرائمه عام 1978، حيث قتل الراهب الذي يعيش معه في شقة الطلاب بعد نشوب نزاع بينهما. هذا الحادث كان بداية لسلسلة جرائم دامر البشعة، حيث استمر في قتل الرجال المثليين بشكل متكرر دون مقدرة على التوقف.

وتشير السجلات إلى أنه قد يكون قام بقتل جميع ضحاياه بواسطة ضربة قاتلة على الرأس بعد تخديرهم.

وفي سن العشرين، بدأ دامر تنفيذ جرائمه البشعة، حيث قام باغتصاب وقتل العديد من الشبان الذين يعتقد أنهم بائعون متجولون أو أشخاص يعانون من صعوبات اجتماعية. بعد القتل، كان يقوم بتشريح جثث ضحاياه وانتهى به الأمر إلى تناول أجزاء من لحومهم.

لكن الجوانب الأكثر رعباَ في حياة دامر كانت عاداته الشاذة والمقززة. بأن يحتفظ بجثث ضحاياه ويقوم بتجريدها وتجميعها على سريره، وكذلك تقطيعها إلى قطع منفردة، ليمارس الجنس بها.

انتهاكات وجرائم جيفري دارمر ضد البشرية

كما كشفت التحقيقات أنه تناول أجزاء من جثث ضحاياه المطبوخة، واستخدم جزءاً من لحمهم في تحضير وجبات طعام لنفسه بشكل يومي. ويتخلص من الباقي بطرق غير تقليدية مثل التخلص منها في الصرف أو طحنها ورميها في النفايات أو حتى تشريحها بآلة الفرم.

هذه التصرفات الوحشية واللا إنسانية تبرز مدى عمق الشر المتجذر في دامر ومدى تحليه بالعديد من الأمراض العقلية.

لسنوات عديدة، كان داهمر يعيش حياة مزدوجة. فكان يعمل كتقني في مصنع للشوكولاتة وفي الوقت ذاته كان يرتكب أعمال القتل الوحشية هذه داخل منزله. ولقد استمر هذا الأمر لسنوات عديدة قبل أن تكشف تحقيقات الشرطة عن طبيعة جرائمه المروّعة.

ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم هو كيف استطاع دامر القيام بجرائمه لسنوات دون أن يتم اكتشافه؟

كشف أسرار حياة وأعمال جيفري دارمر

بعد التحقيق ومحاكمة طويلة، في 1991 أدين جيفري دامر بقتل 17 ضحية وحكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الافراج المشروط، لكنه توفي في السجن في عام 1994 بعد تعرضه للضرب حتى الموت على يد زميل سجين.

قضية جيفري دامر تثير العديد من التساؤلات حول الجانب المظلم لدى الطبيعة البشرية والجرائم الشاذة التي قد يرتكبها البعض.

تعتبر هذه القصة تذكيراً مروعاً بأن هناك أشخاصاً في المجتمع يعانون من مشاكل نفسية عميقة ويمكنهم ارتكاب أعمال قتل بشعة.
وتعزز أهمية تقديم الدعم والرعاية لأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية لمنع حدوث مثل هذه المأساة مستقبلاً.

على الرغم من رغبة البعض في التوقف عن التفكير في قضية دامر بسبب رعبها ووحشيتها، إلا أن الدراسة والتحليل العميق لهذه الحالة مهم جداً لإستيعاب طبيعة الجرائم البشعة وأسبابها.

وقد يساعدنا في نشر الوعي حول الجرائم والسلوكيات الإجرامية، مما يساهم في الحد من حدوثها في المستقبل وحماية المجتمع من المشاكل النفسية العميقة التي قد يعاني منها البعض.

ولا يمكن حتى الآن إعطاء تفسير نهائي لما حدث لـ جيفري والأسباب الحقيقية وراء أفعاله الشنيعة.
وتظل قصته واحدة من أكثر القصص المروعة في تاريخ الجريمة.

العوامل النفسية والاضطرابات العقلية

يتساءل الكثير من الناس عما إذا كان هناك أسباب نفسية واضحة تفسر مثل هذه الأعمال البشعة.
ويُعتقد أنه قد تعرض للإيذاء الجنسي في سن مبكر، وهو ما تسبب في نقص تكوين شخصيته وزيادة في احتياجاته الجنسية.

ولكن يمكن أن يكون هناك دليل علمي نفسي لأفعاله مثل :

يشير بعض الأشخاص إلى أن جيفري دامر كان يعاني من اضطراب نفسي وهذا الاضطراب يطغى عليه القوى الداخلية للشر والعنف ويجعل الشخص يسعى للقتل والتشريح. وفي حالة دامر، قام بقتل الأشخاص وتشريح جثثهم لإشباع جزء غير طبيعي منه.

اضطراب الشخصية النرجسية:
من المعروف أيضاً أن دامر كان يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية، حيث كان يشعر بأنه فوق القانون ومستحق للقتل والاستغلال الجنسي للشبان. وكان يروج لفكرة أنه يسيطر على حياة الآخرين وأنه يملك حق اتخاذ القرارات النهائية بشأنهم.

العوامل البيئية:
الحياة الأسرية والعلاقات الاجتماعية:
يُعتقد أن الحياة الأسرية لدامر والعلاقات الاجتماعية التي عاشها قد تكون لها تأثير في سلوكه. فقد تركته والدته والده في سن مبكرة وعانى من انعزاله الاجتماعي. قد تكون هذه العوامل ساعدته في تطوير العوامل النفسية والاضطرابات العقلية التي أدت إلى جرائمه.

المصادر

1. West, N. (1993). The Jeffrey Dahmer Story: An American Nightmare
2. Norris, W. (1998). Whoever Fights Monsters: My Twenty Years Tracking Serial Killers for the FBI
3. Davis, D. (2007). The Jeffrey Dahmer Files (Documentary Film)
4. “Jeffrey Dahmer: Biographical Information.” Federal Bureau of Investigation,30 Nov.2019, https://www.fbi.gov/history/serial-murder
5. “Jeffrey Dahmer: The Milwaukee Cannibal.” Crime Museum, n.d., https://www.crimemuseum.org/crime-library/serial-killers/jeffrey-dahmer/
6. “Jeffrey Dahmer.” Biography.com,20 May.2019, https://www.biography.com/crime-figure/jeffrey-dahmer
7. Hawksley, H. (2020). Born to Be Killers: The Complexity of Abnormal Human Behavior