تخطى إلى المحتوى
قصة الحمار والعشب الأزرق

قصة الحمار والعشب الأزرق قصص أطفال قصيرة قصص أطفال قصيرة قبل النوم

قصة الحمار والعشب الأزرق قصص أطفال قصيرة قصص أطفال قصيرة قبل النوم

العناد طبع غليظ وفظّ لدى بعض الناس، فهو الإصرار على التمسك برأي ما حتى ولو كان هذا الرأي خاطئاً، ويخالف الطبيعة المتعارف عليها منذ الأزل.

والإنسان العنيد يعذّب نفسه بعناده، تماماً كما يُعذّب الآخرين، لذلك فإنه يتوجب على البشر التخلي عن هذه الصفة،

وتعلم فنون اللين في التعامل، كما يتوجب على الأهل تحديداً تعليم أطفالهم المرونة في التعاطي مع الأمور.

لذلك نتشارك معكم في مقال اليوم قصة عن حمار وقع في فخ العناد، ليكتشف أخيراً عواقبه الوخيمة.

الحمار العنيد

كان ياما كان في قديم الزمان، كان هنالك حمار عنيد جداً، يظنّ دائماً أن أفكاره وحدها الصحيحة وجميع من حوله مخطئون إن خالفوه الرأي.

في ذات مرة بدأ هذا الحمار يردد أمام سكان الغابة أن لون العشب أزرق،

وكان مُصراً على رأيه بشكل لا يوصف كعادته!

في يوم من الأيام جلس هذا الحمار مع أصدقاءه في الغابة

وقال لهم مجدداً: هذا العشب الذي نجلس عليه الآن لونه أزرق وليس أخضر!

غضب الجميع من كلام الحمار الذي صار يكرره بشكل دائم رغبة في استفزاز الجميع.

فأجابته البومة: جميع حيوانات الغابة ترى العشب باللون الأخضر، فما بالك تراه باللون الأزرق أيها الحمار!

ردّ الحمار وقال: انظروا إلى العشب جيداً، لونه أزرق ولن أتراجع عن كلامي مهما حاولتم إقناعي.

تعجبت جميع الحيوانات من عناده على رأيه، فقرروا تجاهله والمضي نحو أشغالهم، فالنقاش معه لا جدوى منه أبداً.

شجار الفيل مع الحمار

في اليوم التالي ردد الحمار ذات الكلام عن العشب، مما أثار غضب الفيل، فضربه بخرطومه على رأسه ثم قال له: هذا درس صغير لك، كي لا تكرر هذه الحماقة مرة أخرى!

رد الحمار عليه وقال: العشب أزرق ولن يتغير رأيي حتى لو ضربتني أيها الفيل!

تدخل الثعلب لإنهاء الشجار بينهما وقال: كفاكم شجاراً الآن، ما رأيكم أن نذهب جميعاً إلى الأسد ملك الغابة وهو يحكم بالأمر.

وافق الجميع على اقتراح الثعلب ومضوا في طريقهم نحو ملك الغابة كي ينهي هذا الجدال بكلمته الحاسمة.

استشارة ملك الغابة

عندما وصل الجميع إلى ملك الغابة، دخل الثعلب أولاً وبدأ بالحديث فقال: مرحباً أيها الملك،

هنالك أمر نودُّ أن نستشيرك فيه، لأنه تسبب بخلاف بين الحمار وجميع حيوانات الغابة.

الملك: وما هو هذا الأمر أيها الثعلب؟

الثعلب: هنالك جدل كبير بين الحمار والفيل عن لون العشب،

فالحمار يقول أن لون العشب أزرق بينما نحن جميعاً نقول أن لونه أخضر،

وها نحن هنا الآن لنستمع إلى رأيك يا ملك الغابة.

رد ملك الغابة وقال: بالطبع لون العشب أخضر، ولا شك في هذا الأمر أبداً،

لكن نادي لي الفيل والحمار لأحلّ لكم هذا الخلاف.

إصرار الحمار على رأيه

حين دخل الحمار إلى الملك، صرخ فوراً بدون أن يلقي السلام على الحاضرين وقال: لون العشب أزرق،

أخبرهم بذلك يا ملك الغابة، فالجميع لا يصدقونني فيما أقول.

فرد ملك الغابة فوراً وبدون الدخول في نقاش معه وقال: نعم لون العشب أزرق أيها الحمار.

فقال لهم الحمار: أرأيتم أن كلامي هو الصحيح، شكراً لك أيها الملك.. شكراً!

حكمة الملك في حل الخلاف

مشى الحمار متفاخراً بنفسه ورافعاً رأسه بين الجميع، فها هو حكم الأسد قد كان لصالحه.

استغرب الجميع من تصرف الأسد، فقال الفيل والثعلب له: كيف يكون العشب أزرق أيها الملك؟

منذ قليل سألك الثعلب عن لونه، وكان جوابك له أن العشب أخضر اللون بالتأكيد.

رد ملك الغابة: نعم هذا صحيح، لكن الحمار مُصرٌّ على رأيه ومحاربتنا له لن تزيده إلاّ عناداً

وستؤدي لخلافات أكبر بين سكان الغابة، لذلك رأيت أن هذا الحل هو الأفضل والأسلم.

تعجبّ الجميع من حكمة الملك في حل الخلاف بدقائق معدودة، بينما كانوا يتشاجرون عليه لأيام عديدة.

ثم مضى الجميع وقرروا إتباع هذا الأسلوب دوماً في التعامل مع الحمار العنيد.

تجاهل حيوانات الغابة للحمار

بعد عدة أيام شعر الحمار بالملل الشديد، فقرر أن يخترع دعابة ويعاند الجميع فيها كي يتسلى!

فكّر كثيراً في الأمر الذي يريد أن يعاندهم فيه، فخطرت على باله فكرة، بالقول للحيوانات أن لون الماء وردي!

لم يتردد وقام فوراً من مكانه ومضى نحو منزل البومة، وقال لها بعد أن ألقى السلام عليها واطمئن عن أخبارها: أتصدقين أيتها البومة أن لون الماء وردي؟

تبسمت البومة في وجهه وقالت له: كلامك صحيح أيها الحمار، لون الماء وردي!

استغرب الحمار من رد فعل البومة، وظنّ أنها تشعر بالملل أو مشغولة بأمر ما، ولهذا السبب فهي لم تبالي بكلامه.

ثم مضى نحو ساحة الغابة، فرأى الثعلب والفيل يتحدثان مع بعضهما، فاقترب منهما وقال: كيف حالكم يا أصدقاء؟

ردّ الثعلب والفيل: بخير، وأنت أيها الحمار كيف حالك؟

الحمار: أنا بخير، لكنني متعجب من أمر ما!

الثعلب: وما هو هذا الأمر؟

الحمار: اليوم صباحاً بينما كنت أشرب اكتشفت أن لون الماء وردي، وقد أخبرت البومة بذلك ووافقتني الرأي،

فما رأيكم أنتم يا أصدقاء؟

أومأ الثعلب للفيل برأسه ثم قالا للحمار: أنت على حق أيها الفيل، لون الماء وردي!

توسعت عينا الحمار من ردهما ثم مضى منزعجاً، فهو لحد اللحظة لم يجد من يعانده ويفرض أفكاره الخاطئة عليه!

ندم الحمار على عناده

بعد أن مضت عدة أيام وجميع حيوانات الغابة يتجاهلون كلام الحمار ويوافقون على آراءه المغلوطة،

أحسّ بالندم الشديد لأنه خسر جميع الأصدقاء في الغابة بسبب عناده ومحاولة فرض رأيه على الجميع،

فقد صار الجميع يتحاشون التعامل معه أو الاقتراب منه، وهكذا بقي وحيداً لا أنيس له ولا صديق!

ماذا نتعلم من قصة اليوم ؟

نتعلم من قصة اليوم يا أصدقاء

أنه من الحكمة أحياناً مجاراة الشخص العنيد كي نتجنب المزيد من الخلافات معه،

فكل شخص حرٌّ برأيه طالما أنه لا يؤذي الآخرين فيه.

أتمنى أن تكون قصة اليوم قد نالت إعجابكم وانتظر بكل حب تعليقاتكم الجميلة عليها.

وللمزيد من قصص الاطفال القصيره والجميلة انقر هنا : قصص أطفال لا تنسوا متابعتنا عبر صفحتنا بالـ فيس بوك و تويتر ليصلكم جديدنا.

شاهد أيضاً :

قصة عناد الغزال

قصة الأرنب الحكيم والسلحفاة الثرثارة

الثعلب والبقرة

قصة الفيل والكتاكيت

قصة الفيل والنمل

انشرها على :
الوسوم:
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
ام رتوج

فعلا هاذا حال الجاهل تماما عندما تكلمه بالحق لايسمع الا الذي يريده حتا لواتيت له بكل الأدله فاتجاهل هوا افضل حل لتجنب الوقوع في الذنب اوالمشاكل
لاعدمنا ابداعكم