تخطى إلى المحتوى
قصة الراعي وقطعة الذهب

قصة الراعي وقطعة الذهب قصص أطفال قصيرة قصص أطفال قبل النوم

قصة الراعي وقطعة الذهب قصص أطفال قصيرة قصص أطفال قبل النوم

كان ياما كان في قديم الزمان، كان هنالك راعٍ للأغنام لقبه أبو أحمد. لدى أبو أحمد ثلاث بنات ويعيش مع زوجته وبناته في كوخٍ دافئ وصغير.. بقريةٍ هادئة وجميلة.

لكن أبو أحمد كان فقير الحال فهو بالكاد يستطيع تأمين لقمة العيش لزوجته وبناته الثلاثة.

حزن أبو أحمد على بناته

في ذات مرةٍ كان أبو أحمد جالس في المساء مع زوجته وبناته يحتسون الشاي سوياً.

فقالت ابنته ريما التي تبلغ من العمر عشرة سنوات: أبي، هل لك أن تشتري لي فستاناً أحمر اللون مثل صديقتي رشا!!

ثم قاطعتها أختها الثانية ديمة لتقول: وأنا كذلك يا أبي.. أريد فستاناً جميلاً وطويلاً.. لكنني أفضّل اللون الأصفر..

وبعدها قالت أختهم الثالثة واسمها رغد.. وأنا يا أبي أريد مثل ريما وديمة.. أرجوك.

غرقت الدمعة في عيني أبو أحمد، فماذا يقول لبناته وليس في حيلته أن يشتري لهم شيئاً مما يشتهون!

لاحظت أم أحمد حزن زوجها فخاطبت بناتها قائلة: تستحقون أحلى الفساتين يا عزيزاتي، لكن والدكم ليس باستطاعته أن يشتري لكم الفساتين التي طلبتموها في الوقت الحالي، أدعو الله أن يرزقه فيشتري لكم كل ما يجول بخاطركم وتشتهونه.

نظرت الفتيات إلى بعضهن البعض ثمَّ ركضن نحو أبيهم وأمهم واحتضنوهم بحرارة تعادل الكون دفئاً.

إيجاد أبو أحمد شيء غريب في الأرض

بعد عدة أيام خرج أبو أحمد كعادته في الصباح الباكر إلى سفوح القرية لرعي الأغنام، لكنه وجدها قاحلة وليس فيها أعشاب.. فقرر المشي بهم إلى قرية مجاورة تمتلئ بالسفوح الخضراء.

طوال الوقت كان أبو أحمد يفكر في بناته، ويتمنى بينه وبين نفسه لو كان قادراً على إجابة كل طلباتهم.

وبينما كان أبو أحمد سارحاً في فضاء أفكارهِ وجد شيئاً يلمع بشدةٍ تحت وهج الشمس من بعيد، فقرر الاقتراب منه لمعرفة ما هو هذا الشيء اللامع، وإذ بقطعة ذهب دائرية الشكل مرمية فوق الأعشاب..

تناولها أبو أحمد بين يديه وقال: يا إلهي، إنها حقاً قطعة ذهب.. يا للحظ الجميل!!
الآن أستطيع أن أشتري كل ما أشتهيه أنا وبناتي وزوجتي.

وعند الغروب عاد للمنزل مسروراً والبهجة تعلو ملامحه على غير العادة، فهو دائماً يعود والتعب والكدّ يسيطر عليه وبالكاد يتفوه بالكلام.

رحّبت أم أحمد بزوجها وقالت: أراك مسروراً اليوم على غير عادتك يا أبو أحمد.. ما الخطب؟!

أجاب أبو أحمد: لديّ لك خبر سعيد جداً، هل أنتِ جاهزة لسماعه؟

قالت أم أحمد: هيّا أخبرني.. يكاد الفضول يأكل أفكاري ها ها ها..

فقال أبو أحمد لها: انظري ماذا وجدت يا زوجتي.. انظري.. قطعة ذهب نستطيع بعد بيعها شراء كل ما نشتهيه من طعام وملابس وأثاث!!

توسعت عينا أم أحمد وقالت له بنبرة عتاب: ما الذي تقوله يا أبو أحمد، لابدّ أن أصحاب هذه القطعة الذهبية يبحثون عنها الآن.. ولا يجوز لنا التصرف فيها أبداً!

حيرة أبو أحمد

ظلَّ أبو أحمد يفكر عدّة أيام في الطريقة التي سيتصرف فيها بقطعة الذهب، فمن ناحية هذه القطعة رغم صغر حجمها إلَّا أنها ستحلُّ مشكلاته وتوفي ديونه وتشتري له ولبناته كل ماينقصهم..

بينما من ناحية أخرى يشعر أبو أحمد بتأنيب الضمير، فلهذه القطعة الذهبية أصحاب يبحثون عنها وربما تكون كل حيلتهم أيضاً!!…

وعند حلول المساء، جلست أم أحمد بجانب زوجها وقالت له: ألم يحن الوقت حتى تُعيد قطعة الذهب لأصحابها يا أبو أحمد!!!

أجاب أبو أحمد: في صباح الغد إن شاء الله سأذهب لذات القرية التي وجدتها فيها وأبحث عن صاحبها لأردها إليه..

قالت أم أحمد ضاحكة: حمداً لله أن عقلك قد عاد إليك، فقررت أخيراً إعادتها لأصحابها يا أبو أحمد.

قال أبو أحمد: لقد راودني الشيطان عن نفسي يا أم أحمد.. لكن الله أنعم عليَّ بزوجة ترشدني إلى الصواب دوماً.

بحث أبو أحمد عن صاحب قطعة الذهب

في صباح اليوم التالي خرج أبو أحمد في طريقه نحو القرية التي اصطحب الأغنام إليها في النهار الذي وجد به قطعة الذهب.

وجلس في السفوح الخضراء يفكر في طريقة يجد بها صاحبها الحقيقي.

فخطرت على باله فكرة أن يذهب إلى مختار القرية ويضع خبراً عنده عن قطعة ذهبية ضائعة ولن يعطيها إلَّا لمن يخبره عن الشكل المرسوم عليها، فهو بهذه الطريقة يتأكد أن القطعة ستعود لصاحبها الحقيقي.

إيجاد صاحب قطعة الذهب

عاد أبو أحمد إلى القرية بعد يومين وجلس عند المختار ريثما يجيء صاحب القطعة الذهبية.

وعندما وصل أخبره بمواصفات القطعة وأعادها إليه على مرأى من المختار وبعض الأشخاص من القرية.

وقبل أن يغادر أبو أحمد اصطحبه صاحب القطعة الذهبية جانباً وأعطاه مبلغاً كبيراً جزاء أمانته.

وعند المساء عاد أبو أحمد حاملاً بحوزته أربعة فساتين جميلة وملونة مع كمية كبيرة من حاجيات المنزل الناقصة.

حين رأت أم أحمد هذه الفساتين والأغراض ظنّت أن أبو أحمد قد باع القطعة الذهبية واشترى فيها كل هذه الحاجيات.

فقالت: آه منك يا أبو أحمد.. ما الذي فعلته؟!.. كان عليك أن تُعيد القطعة لأصحابها.. آااه يا زوجي ماذا فعلت؟!

ضحك أبو أحمد وقال: ما بالك يا أم أحمد!! هذه الأغراض قمت بشرائها من المكافأة التي حصلت عليها من صاحب القطعة الذهبية.. ها ها ها

سعادة البنات بالفساتين

عندما رأت كل من ديمة وريما ورغد الفساتين، شعرن بسعادة غامرة وركضن نحو والدهن وقاموا بتقبيله وعناقه كثيراً..

ثمَّ ذهبن لقياس الفساتين أمام والديهم..
وكان شكلهن كما الأميرات بالفساتين المزركشة والملونة بالأصفر والأحمر والأزرق..

ثم قال أبو أحمد مخاطباً زوجته: وأنتِ يا أم أحمد ألا تريدين قياس الفستان الذي أحضرته لكِ.. سيبدو رائعاً بالتأكيد عليكِ..

ابتسمت أم أحمد ثمَّ قالت: كيف خطر ببالك أن تشتري لي فستاناً كما الفتيات يا أبو أحمد؟!

أجاب: وكيف يمكن لي أن أنسى زوجتي وهي لها الفضل الأكبر في تذكيري بأهمية الأمانة وإعادة الحق إلى أصحابه بعد أن وسوس لي الشيطان للتصرف بقطعة الذهب.

فقالت أم أحمد: الأمانة شيء ضروري في حياتنا وعلينا جميعاً أن نحرص على غرسه في نفوس أطفالنا حتى يكون لدينا جيلٌ متميز في المستقبل..

فقال أبو أحمد: صدقتِ يا زوجتي الغالية.. الأمانة هي أفضل الخصال الحميدة التي أوصانا بها ديننا الإسلامي..

نتعلم من قصة اليوم يا أصدقاء.. أن الأمانة هي صفة عظيمة يجب أن يتحلى بها الجميع، كما أنه علينا أن نؤكد على أهميتها في جميع المجالس التي نكون فيها،

لأن الأمانة تبثُّ الخير والمحبة بين الناس وتعزز الثقة فيما بينهم، فيغدو المجتمع أكثر تماسكاً وازدهاراً.

شاركونا تعليقاتكم عن القصة

أتمنى أن تكون قصة اليوم قد نالت اعجابكم، وانتظر بكل حب تعليقاتكم عليها.

وللمزيد من قصص الاطفال القصيره والجميلة انقر هنا : فيس بوك و تويتر ليصلكم جديدنا.

شاهد أيضاً :

قصة الحكيم والولد الكسلان

قصة الإوزة وأولادها الخمسة

عبارات عن القراءة

قصة الحطاب الطيب والحيوانات الشريرة

قصة التاجر الطماع والمرأة الأمينة

انشرها على :
الوسوم:
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ريتاج

القصه موفيده

ام رتوج

قصه جميله تعلمنا فائدة الأمانه وكل ما اخلص الانسان في نيته كل ما اعطاه الله اضعاف مايتمنا ابدعتم استمرو