تخطى إلى المحتوى
قصة شمس الشتاء

قصة شمس الشتاء قصة عشق شمس الشتاء قصص حب رومانسيه

قصة شمس الشتاء قصة عشق شمس الشتاء قصص حب رومانسيه.

هتفت في نفسها بقوة قائلة: ها قد حان الموعد يا حبيبي مع دفء شمس الشتاء. فمتى اللقاء؟!

الاتفاق

كان العهد بينها وبين حبيبها أن تكون شمس الشتاء هي ما تذكرهما ببعضهما البعض كلما تباعد جسد كل منهما عن الآخر. ويوم سن العهد قالت له بحماسة: بمجرد أن تشرق الشمس سوف أكون خارج المنزل. فقال نافيا بشدة: كلا، ما قصدت ذلك. فشمس الشتاء هي التي ننتظرها لتجديد لقائنا وذكرياتنا لا شعاع الضوء الخافت. حينها قالت مستفسرة: وما الفارق؟!

وهنا قال حبيبها موضحا: شمس الشتاء هي الحرارة الحانية التي تلمس بشرتك وبشرتي بحنان، تماما كما تلامس مشاعر كل منا لقلب الآخر. انتظريها يا حبيبتي عندما أكون غائبا عنك عندما تشتد قليلا قبيل الظهر. واستمري في البقاء معها حتى نهاية العصر. وفي فصل الصيف لا تقابليها. فهي حينها تكون قاسية تضرب أشعتها بقسوة الرأس قبل الجبين.

مع الذكريات

طال غياب الحبيب هذه المرة. لقد امتد لعامين كاملين. إلا أنها لم تيأس من عودته. حتما سوف يأتي كما أخبرها وتعاهدا. بالتأكيد سوف يكونان معا في نفس المكان وثالثتهما الشمس التي شهدت العهد وما كان منهما به من التزام. لكن مهلا لم كل هذه الثقة يا ترى؟! وما الدليل على هذا اليقين الذي لا يتزعزع من نفسها؟!

إن ذلك يرجع دون شك الرسول الذي اختاره حبيبها لرسائله التي لم تصنع من الحبر مكتوبة في أوراق، ولا من الالكترونيات في برامج الانترنت والحاسوب الحديثة. بل هي مما هو أبسط من ذلك وأعقد أثرا على خاطرها منهم جميعا. ألا وهو أشعة الشمس الضوئية الدافئة المتوهجة شتاء.

فمن هذه الأشعة ما يكون ملتهبا بعد برودة. فتتذكر فيها مصالحته بعد الخصام. ومنها ما يداعبها مع رياح باردة لذيذة فتتذكر معها مزاحه الذي يجعلها تضحك من القلب. أما سطوع الأشعة بعد أمطار شديدة كانت أم قليلة، فهو مرتبط دوما لديها بمؤاذرته لها في أحزانها قبل أفراحها، وتخفيفه إياها عنها بحيل وطرق عديدة.

في أول مكان

كثيرا ما أخبرتها أمها ألا تقطع تلك المسافة الطويلة لكي تلبي عهد حبيبها مع شمس الشتاء. فالشمس تسطع في كل مكان. ويمكنها تلقيها وهي جالسة في شرفتها مع هديل الحمام الذي قررت تربيته مع حبيبها. فيرسل للشمس هو أيضا أشواقه لمربيه، ويصله منه السلام.

تبدو فكرة رائعة يا أماه، هكذا قالت. لكنها أوضحت أن لغة الشمس لا يعرفها سواها هي وحبيبها. وكما أن شمس الشتاء سرا من أسرارهما. فمكان لقائها بالشمس لابد وأن يكون المكان الذي شهد عهدهما. إنه أيضا المكان الذي شهد بينها وبين حبيبها آخر لقاء. فكيف لها أن تتخلى عنه وتقابل الشمس في أي مكان غيره؟! إن هذا قطعا أمرا مستحيلا.

الرسائل

ألم تقلق عليه؟! بلى، ما غادر القلق روحها منذ أن غادر هو. لكن نظرة شمس الشتاء غير المتوهجة بشدة لها كنظرة خالة حكيمة تطمئنها على هذا الحبيب. تقول لها في ثقة: لا تخافي كما أراك فأنا أراه. وكما أنشر الاطمئنان في قلبك عليه، فأنا أفعل معه ذلك عندما يتوجس خيفة عليك. كوني واثقة أنه مع كل شروق لي فهناك دوما أمل في لم الشمل حتما لا محالة.

الشمس فقط لا تخبرها بأحواله. بل وتملي عليها أيضا رغباته بما يريد منها أثناء مغيبه وعندما يعود. والتي دوما تؤكد للشمس أنها سوف تقوم بها ولن تنقض أي عهود. إياك والبكاء يا حبيبتي مهما طال الغياب والاشتياق. يوم آتي تزيني في أبهى حلة، ولا تخبريني بأي عتاب عما بدر مني من الغياب.

هي أيضا ترسل مع الشمس طلبات عديدة وأوامر شتى. إياك يا حبيبي والنظر للفتيات. لا تنس أن تستيقظ على تقبيل صورتي مرتين، وألا تنام قبل أن تحصل تلك الصورة منك على سلام. هكذا لا تنتهي المراسلات حتى وإن أخفت الشمس وجهها بالسحب والرباب. فالموعد قائم، وهي موجودة، وتقوم بعملها كساعي بريد بينهما بمنتهى الإتقان.

هذا وما لبثت الشمس أن قررت الاستعداد للمغيب. وعندها شعرت بالحسرة لأنها نسيت أن تخبر الشمس كما تنسى في كل مرة تقابلها فيها شتاء أن تسأله متى سيعود. لكن لا بأس ما تزال هناك فرصة في الغد لتخبرها قطعا هذا السؤال ولا تسهو عنه.

العودة

وبينما هي عائدة بعدما انتهى لقاؤها مع شمس الشتاء وعناقها مع أشعتها واحتضانها مع هذا العناق لكل ما بعقلها من ذكريات. مرت شاردة على جارتيها تقفان على جانب الطريق متبادلتين للأحاديث. فألقيا عليها التحية فلم تجبهما كعادتها كلما التقتهم بعد ملاقاتها للشمس. فهمست إحداهما للأخرى: ألن تكف مشاعل عن الذهاب لهذا المكان في فصل الشتاء تحديدا؟!

فقالت الأخرى متأثرة: منذ أن مات زوجها منذ عامين وهي تخرج لنفس المكان من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا فقط في فصل الشتاء دون سواه.ثم تابعت: إنها دوما شاردة وقت غدوها ورواحها على هذا المكان حتى إنها لا تنتبه لوجودنا من الأساس في كل مرة نلقي عليها فيها التحية هناك.

وفي الواقع نحن لا ندري هل سبب عدم تنبه مشاعل لسلام المرأتين هو الشرود أم رغبتها في ألا تسمع أن حبيبها صار من الموتى منذ أيام طويلة؟! لكن المؤكد أن العهد حتى الآن باق لا محالة، ومشاعل لتلك اللحظة ملتزمة به أشد الالتزام.

شاركونا بآرائكم حول قصة شمس الشتاء

وإلى هنا أعزائي القراء تنتهي قصتنا مع شمس الشتاء. لكن هذا لا يعني نهاية تواصلنا معكم. إذ يظل بابنا دوما مفتوحا لتلقي استفساراتكم وآرائكم حول ما نكتب من قصص من خلال التعليقات المتاحة على المقال.

وأخيرا فإنه من أجل الحصول على كل ما يكتب من القصص الرائعة التي لا تقل جمالا عن هذه القصة فإن كل ما عليكم فعله هو متابعة هذا الموقع عن طريق الصفحات الخاصة به على السوشيال ميديا. والتي تكون إما على فيس بوك أو عبر برنامج تويتر.

شاهد أيضاً :

قصة سحر الحب الحقيقي

قصة حب استثنائية

كلام عن الشتاء

قصة الأميرة مريم النائمة

قصة حب لم يمحوه الزمن

انشرها على :
الوسوم:
5 1 قيم
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ريتاج

القصه جميله

ام رتوج

جميله هيا القصه تعلمنا معنا الوفاء والصبر والثقه