تخطى إلى المحتوى
الادمان الالكتروني

الادمان الالكتروني ظاهرة الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي

نسمع كثيراً عن استخدام مصطلح الإدمان عندما يتعلق الأمر بتعاطي مادة ممكن أن تؤثر على الجسم. فمن الطبيعي والشائع أن نردد مثلاً مصطلح الادمان على التدخين أو الإدمان على تعاطي المخدرات. ولكن أن نقول الإدمان الإلكتروني مصطلح لم نسمع عنه ولم يشع إلا في الآونة الأخيرة. ولعل ذلك يعود إلى الغزو الإلكتروني الذي يجتاح العالم ويسيطر على اهتمام جميع شرائح المجتمع من الصغير إلى الكبير. فالهاتف المحمول اليوم بات موجوداً في كل يد وفي كل مكان وفي أي وقت. ويسهل على الجميع استخدامه دون أدنى جهد يذكر. ولعل هذا ما يسهّل الطريق للوسائل الإلكترونية كي تستحوذ على كل اهتمامنا. وتجعلنا أسراها المغرومين بكل تفاصيل هذا العالم المثير الذي ينقلنا في عضون ثوانٍ معدودة لنجول العالم. ولكن أن يتحول الأمر إلى حالة إدمان هنا يجب علينا أن نتوقف برهة ونفكّر مليّاً بالأمر. فعلى الجميع اليوم أن يسأل نفسه مثلاً: ماذا لو استيقظتُ يومنا ولم أجد عالمي الافتراضي الذي تعلقت به وبنيت عليه أحلامي الوردية؟.

تعريف الإدمان لغة واصطلاحاً

قبل أن ندخل في صلب موضوعنا المثير للاهتمام لنكتشف ما إذا كنا واقعين في شباك الإدمان الإلكتروني أم لا. لا بدك أن نقف على تعريف مصطلح الأدمان بشكل عام. فالإدمان لغة ً: مصدر للفعل (أدمنَ) المأخوذ من الجذر المعجمي” دمن” والذي يعني بدقة ملازمة الفعل وعدم الإقلاع عنه. فنقول أدمن الأمر أي ثابر في فعله وداوم عليه حتى أصبح سلوكاً. أما إذا توسعنا قليلاً لنعرّف الإدمان اصطلاحاً. فنشير إلى أنه الرضوخ المستميت للقيام بأمر أو سلوك أو تعاطي مادة معينة. بشكل لا يمكن أن تكتمل مسيرة حياتنا الطبيعية دونه. الأمر الذي يقتل فينا القدرة على السيطرة على أنفسنا أومراجعة ذاتنا للابتعاد عنه. بحيث تخلّف سيطرة هذا السلوك علينا آثار مدمرة على نفسيتنا وصحتنا تنعكس بشكل مباشر وسلبي على علاقاتنا بالآخرين سواء داخل الأسرة أو خارجها.

الادمان على الهاتف

الادمان على الهاتف

تخيل فقط أن تفقد جهازك الخلوي، أراهنك أنك ستشعر بالضياع وستسيطر عليك مخاوف مجهولة الأسباب. فهل يا ترى بتنا مدمني هواتفنا المحمولة؟ نعم لم نعد نستغرب حين نسمع اليوم مصطلح “النوموفوبيا” أو ما يعرف بمصطلح “رهاب فقدان الجهاز الخلوي”. فعلى الرغم من أن الإدمان كمصطلح لم يطلقه الطب إلى على المواد التي يتعاطاها المدمن وتدخل جسمه. فإن البعض يعد الاستعمال المبالغ فيه والذي يتجاوز الحدود الطبيعية للهاتف الخلوي إدماناً. لأن الأعراض الناتجة عن اعتياد هذا السلوك والحرمان منه تتلاقى إلى حد كبير مع أعراض الإدمان على تعاطي مادة مخدرة. الأمر الذي يدفعنا للتعرف على أسباب إدمان الهواتف الخلوية وهل لاعتياد استخدامها بكثرة علاقة بما يمكن أن ندعوه هرمون الادمان أوالأجدر تسميته هرمون المتعة؟. لنجد أن من أهم أسباب هذا التعلق بالخلوي:

1 –  محصلة النفس من الاستمتاع بتطبيقاته وبرامجه الكثيرة والمثيرة. تفوق إحساسها بالمتعة من ممارسة أي نشاط ترفيهي آخر.

2 – الخلوي يشكل نافذة ثقافية تنقل لنا المعلومة بلمح البصر دون عناء.

3 – الأوقات التي نقضيها دون أنشطة تلبي حاجة النفس إلى المتعة تدفعنا لدخول العالم الافتراضي عن طريق الخلوي.

4 – الرغبة والفضول الشديد لمتابعة المسلسلات والأفلام بشكل متسلل.

5 – إمكانية استعماله بيسر ودون عناء.

خطورة الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي

الادمان على الانترنت

إن هذا التعلق الذي زاد عن حدوده الطبيعية بالعالم الافتراضي. أصبح يندرج تحت عنوان أحد أنواع الإدمان بجدارة. فسيطرة الإنترنت على كل لحظاتنا اليومية باتت واضحة المعالم. وهاهي تترك آثارها على الفرد والمجتمع. يكفي أن تلتمس أعراض هذا الإدمان من رغبتك الملحة في الإقبال المبالغ فيه على عالم الإنترنت المثير وقضاء وقت طويل دون القدرة على الانفصال عن هذا العالم. لما يولده في أعماقك من متعة تشبه إلى حد كبير الإحساس الناتج عن تعاطي مادة مخدرة. ولكن هل لك أن تتخيل فقط شكل علاقاتنا الاجتماعية بعد فترة من الوقت أو قل شكل الحياة كيف سيبدو. ما يدفعنا للتساؤل: هل الأمر بات يشكل خطورة على مجتمعاتنا. أم هو مجرد رهاب وستمضي الحياة بحلتها الجديدة ويعتاد العالم هذا النمط من الحياة؟

الادمان على الالعاب الالكترونية

إن أكثر ما يثير قلقنا بحق هو تعلق الأطفال وإدمانهم على الألعاب الإلكترونية. ما يدفعنا للبحث في الأسباب كي نعرف بدقة ما خطورة الادمان الالكتروني على الأطفال؟ فأسباب الرغبة الجامحة التي لا تسيطر على الطفل فحسب بكل على المراهقين والشباب كثيرة ويمكن أن نورد منها:

1 – عدم إيجاد نشاط ممتع يستطيع الفرد تفريغ طاقته به والحصول على ما يشبع رغبته من متعة.

2 – السعادة الكبيرة وحالة المتعة التي تتركها هذه الألعاب في نفس الفرد دون أن يضطر لمغادرة البيت.

3 – التفكك الأسري وعدم وجود علاقات تواصل سليمة ومرضية بين أفراد العائلة.

4 – الميل إلى البعد عن الآخرين والانزواء في عالم آخر لا يمت للواقع بصلة.

5 – الوقوع تحت تأثير عوامل الجذب التي تستجر فيها الشركات الشباب.

ظاهرة الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي

لم يعد أمر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي مثيراً للاستهجان. بل أصبح سلوكاً روتينياً اعتدناه كلنا كباراً وصغاراً. فهل تحتاج أن نسرد لك أعراض إدمانك عليها؟ ألا تسلبك هذه العادة جلسات عائلتك. وتشغلك عن أداء كثير من مهامك. ألا تهرب من خلالها من مشاكلك وهواجسك وكل ما يقلقك. وتشعر بالانزعاج إن حالة الظروف ومنعتك من استخدامها؟ كلّها أدلة قاطعة أننا جميعاً واقعون في شباك إدمان وسائل التواصل الاجتماعي فلا داعي للمراوغة وابدأ ابحث عن الحل منذ الآن فالأمر بات خطيراً.

خطورة الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي

قد تسأل نفسك ما الخطورة في الأمر. ولماذا كل هذا التوجس بالخطر فإيجابيات مواقع التواصل الإجتماعي لا تحصى؟. نحن وإن فكرنا بمنطق نشاركك هذا الظن. ولكن عندما نلمس النتائج الواضحة للإدمان عليها نشعر بضرورة السيطرة على هذه العادة قدر الإمكان. فآثارها السلبية لها ليست بسيطة ولا يجب أن تتعامل معها بلامبالاة والتي يمكن أن نورد منها:

1 – إن حالة المقارنة بيننا وبين الآخرين التي تدفعنا إليها هذه المواقع أول خطوة في طريق فقدان الثقة بالنفس.

2 – الميل إلى العزلة عن الآخرين وعدم التواصل معهم.

3 – الإصابة بحالات نفسية مزعجة كالاكتئاب المستمر.

4 – عدم حصول جسمنا على كفايته من النوم والراحة والاسترخاء.

5- الميل إلى الكسل وعدم الحركة.

6 – التقصير في الالتزامات وأداء المهام المطلوبة.

7 – الأنانية وعدم مشاركة الآخرين معاناتهم وأحاسيسهم وانعدام التعاطف مع الحالات الإنسانية.

الأسئلة الشائعة حول الأدمان الألكتروني:

1 – هل الادمان مرض؟

يعتبر الإدمان مرض يؤثر على عمل المخ وبالتالي على السلوك ويؤدي إلى عدم قدرة الفرد على التحكم في ذاته والسيطرة على إرادته.

2 – ما سلبيات الادمان على الانترنت؟

1 – الميل إلى العزلة.

2 – الاكتئاب المستمر.

3 – عدم حصول جسمنا على كفايته من النوم والراحة والاسترخاء.

4- الميل إلى الكسل.

5 – التقصير في الالتزامات.

6 – الأنانية وانعدام التعاطف مع الحالات الإنسانية.

3 – ما علاج الادمان الالكتروني؟

1 –  التقليل من وقت استخدام الانترنت وتخصيص وقت لذلك.

2 – ملء أوقات الفراغ بنشاطات ممتعة أخرى وذات جدوى.

3 – إبعاد الجهاز الخلوي عن مكان جلوسك.

4 – الإكثار من التواصل مع الأصدقاء والعائلة.

لقد حاولنا أن نضع يدنا في مقالنا هذا الذي يتحدث عن الأدمان الألكتروني على أسباب وأعراض وخطورة هذا النوع من الإدمان بهدف الاستفادة ورغبة في الحد منه. عسى أن نكون قد حققنا الفائدة مما قدمناه.

شاركونا بـ الادمان الالكتروني

للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.

شاهد أيضاً

 التنمر الالكتروني

التنمر الالكتروني وطرق تجنبه

صفات الشخصية السلبية

ظاهرة العنف المدرسي

بحث عن العنف ضد المرأة 

انشرها على :
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments