تخطى إلى المحتوى
قصة نهاية بخيل

قصة نهاية بخيل من قصص أطفال صينية

قصة نهاي بخيل من قصص أطفال صينية.

في بلاد الصين منذ قديم الزمان، كان هناك تاجر بخيل جدا اسمه يونج هو.

ومن بخله فإنه لم يكن فقط لا يساعد الفقراء والمساكين، وإنما أيضا يمنح من يعملون لديه أقل القليل من الطعام.

حيلة التاجر البخيل للهروب من نفقات العمال

وقد كان التاجر الصيني يلجأ لحيلة في منتهى الخبث لكي يجعل الموظفين والعمال لديه يعملون دون مقابل من أموال وإنما مقابل القليل من الطعام والشراب. والحيلة كانت العقد الذي يقوم بإبرامه مع من يتوظف لديه.

فقد كان هذا العقد ينص على أنه في حالة غضب الموظف الذي لدى التاجر، فإنه يعمل لديه مدى الحياة مقابل قليل من الطعام. والعكس صحيح. أي إذا غضب التاجر من الموظف لديه فإنه سوف يكون له عبدا مدى الحياة أيضا مقابل القليل من الطعام.

ولأن التاجر كان مستفزا في تصرفاته مع موظفيه. فكان مع الأسف الكثير من الموظفين يقعون في فخه الشرير. حيث إن هؤلاء الموظفين سرعان ما يستشيطون غضبا من تصرفاته، فيتحولون على الفور من موظفين لديه إلى عبيد مقابل الطعام القليل.

ونظرا لهذه الحيلة القذرة التي كان التاجر يستعملها والناس في منطقته يعلمون بها، فإنه لم يكن يتقدم للعمل عنده إلا نفر قليل. نظرا لكثرة من استعبدهم بسبب هذا الشرط الذي يكون في عقودهم والذي سبق وأشرنا إليه.

جارا التاجر الأخوان يفلسان

وعلى الصعيد الآخر، كان هناك أخوان هما جارا هذا التاجر البخيل الشرير. أكبرهما اسمه يوان والأصغر اسمه وانج. وقد كانا يعملان في تجارة الحرير. لكن مع الأسف سرعان ما قد أفلسا وخسرا كل أموالهما في تلك التجارة.

وهنا قرر الأخ الأكبر يوان أن يعمل لدة جارهما التاجر البخيل يونج هو. وهنا عارضه أخوه وانج بشدة. وأوضح له أن كل من يعمل لدى هذا التاجر سرعان ما يتحول لعبد عنده بسبب لعبته الحقيرة الخاصة بشرط عقده مع أي موظف يعمل لديه.

لكن هنا طمأنه يوان أنه سوف يكون حذرا في تعامله مع التاجر. ولن يسمح له بأسره. وأنه لابد له من القيام بهذا الأمر، وإلا فلن يجدا أي مال للعيش بعد أن خسرا ما لديهما في التجارة.

الأخ الأكبر يوان يعاني مع التاجر البخيل

وتوجه يوان إلى التاجر البخيل الذي أطلعه على العقد وحصل على توقيعه مقابل العمل لديه. وفي اليوم الأول أمر التاجر أن يسير يوان نحو الجبال بقطيع الخراف الذي لديه. ولم يعطه زادا في تلك الطريق الطويل سوى رغيفين من الخبز وبعض من التمر والماء.

وعندها سأله التاجر البخيل بخبث: هل أنت غاضب؟ فكتم يوان غيظه من تصرفات التاجر، وقال: كلا. وحينها أمره التاجر بالانطلاق لعمله. حيث عاد بعدها يوان في غاية التعب والإنهاك من طول المسير بالخراف وقلة الماء والطعام.

وفي اليوم التالي أمر التاجر البخيل يوان بتنظيف منزله. وكان قصرا منيفا واسع الأركان. لكنه لم يمنحه طعاما في هذا العمل الشاق سوى رغيف واحد من الخبز وبعض الماء.

ثم عاود البخيل سؤاله، إذ قال ليوان: هل أنت غاضب؟ ولأن يوان يعلم نية التاجر البخيل الخبيثة، فقد كظم غيظه من تصرفاته المستفزة. ثم قال بهدوء: كلا لست غاضبا منك في شيء. ليأمره التاجر بالتوجه لعمله فورا.

التاجر يستعبد يوان للأبد

وفي اليوم الثالث كان يوان على موعد مع مهمة جديدة. وتمثلت في غسل محصول الأرز الخاص بالأرض الشاسعة التي يملكها هذا التاجر البخيل كله. وهنا لم يترك التاجر طعاما ليوان سوى بضع لقيمات من الخبز مع الماء.

ونظرا للتعب والمجهود الكبيرين اللذين بذلهما يوان في اليومين السابقين من العمل لدى التاجر البخيل، فضلا عما حصل عليه من طعام قليل، فقد ثارت ثائرته بعد هذه المهمة الثالثة وهذا الطعام القليل من قبل التاجر.

ووقتئذ قال له التاجر بهدوء: هل أنت غاضب يا يوان؟ فقال يوان من شدة حنقه: نعم، أنا غاضب كثيرا، ولن أحتمل هذا الذل والمشقة الجبارة. وحينئذ ابتسم التاجر في دهاء قائلا: إذن أنت عبد لدي من الآن حسب الاتفاق المبرم بيننا. ومن الآن سوف تعمل مقابل أقل القليل من الطعام دون أي أموال مدى الحياة.

وانج يلجأ للحيلة لتحرير أخوه من الأسر

وسرعان ما علم وانج بما قد حدث لأخيه. فصمم على الانتقام من التاجر البخيل وتحرير أخيه من الأسر مهما كانت النتائج. وعليه قرر العمل لدى هذا التاجر البخيل بعقد به الشرط ذاته الذي كان بعقد أخيه.

وعاود التاجر كرته مع وانج فأمر بأخذ قطيع الخراف إلى الجبال البعيدة مثلما سبق وأمر أخاه. ولم يعطه إلا أقل القليل من الغذاء مع سؤاله المعتاد طبعا: هل أنت غاضب؟ ليرد وانج بلا مبالاة: كلا البتة. حيث إنه يعرف ماذا سيفعل جيدا.

فبمجرد أن وصل وانج إلى الجبال، فقد قام بذبح أحد الخراف وشيها. حيث تناول منه الكثير من اللحم ووزع الباقي على الفقراء. كما وزع أيضا الكثير من خراف القطيع على المزارعين الذين يعملون لدى التاجر البخيل في أرضه.

وعندما عاد وانج إلى التاجر، تفاجأ الأخير أن عدد الخراف أقل بكثير مما كانت عليه عندما سلمها إلى وانج. فأخبره وانج بما فعل. ثم سأله بمنتهى الهدوء: هل أنت غاضب؟

وقد كان التاجر البخيل يونج هو غاضبا فعلا، إلا أنه كتم غضبه خوفا من أن يكون عبدا لدى وانج، فقال: كلا، لست غاضبا البتة. وهنا قرر التاجر البخيل أن يجعل وانج لأعمال المنزل فقط بعدما فعله بالخارج.

وانج ينجح في خطته وينتقم من التاجر البخيل

وفي اليوم التالي، أمر التاجر البخيل وانج بطهي الطعام وتنظيف البيت بأكمله. ولم يعطه من الطعام سوى أقل القليل كالعادة. وعندئذ قام وانج بتحضير الطعام، وأكل كمية منه كبيرة. ثم وزع الباقي على الفقراء.

ورغم الروائح الذكية التي ملأت المنزل وأنف التاجر البخيل الذي كان في انتظار هذا الطعام الشهي، إلا أن وانج لم يقدم له شيئا. فدخل المطبخ وسأله: لماذا لم تحضر الطعام المطهو إلي؟ فأخبره وانج أنه قد نفد لأنه أكل جزء منه، والباقي وزعه للفقراء.

وحينها ازداد غضب التاجر البخيل كثيرا. وصرخ يقول له: كيف لك أن تفعل هذا؟! ليقول له وانج على الفور: هل أنت غاضب؟! ليرد التاجر دون تفكير من شدة الغضب والعصبية: نعم، أنا غاضب جدا. فرد عليه وانج أنه من الآن فصاعدا إذن قد أصبح عبدا له.

وعلى الفور تذكر التاجر شرطه المخزي. فأخذ يتوسل لوانج ألا يجعله عبدا، لأنه لا يطيق هذا. وعرض عليه مقابل فك أسره أن يمنحه قصره ويحرر أخاه الكبير يوان من الأسر.

لكن وانج لم يطلق سراحه إلا في مقابل القصر وأرضه الشاسعة وتحرير كافة العبيد الذين أسرهم بعقوده المجحفة، مع الرحيل نهائيا عن المدينة.

ووافق التاجر على عرض وانج ورحل عن المدينة بما بقي معه من مال. وهو يعض على أنامله لما قد فعل بنفسه جزاء لبخله وطمعه. أما وانج ويوان فقد عاشا حياة رغدة بما حصلا عليه من أموال من التاجر البخيل. وما لبثا أن قاما بمساعدة كل الفقراء في المدينة حتى لم يعد هناك فقيرا بها. وصار سكانها يحكون نهاية التاجر البخيل لأولادهم، ليعلموا الجزاء السيئ للبخل والطمع.

ما نتعلمه من قصة نهاية بخيل

إن هذه القصة كما سبق وأوضحنا تعد من التراث الصيني. وقد وضعت لتعلم الشعب الصيني خصوصا الأطفال منهم، حيث بداية تكون الأفكار والمعتقدات مدى خطورة البخل ونهايته البشعة. خاصة إن ارتبط بالطمع والخداع كما هو الحال مع التاجر البخيل بطل الأحداث في تلك القصة. لذلك لابد من ترك تلك الصفة الذميمة وعدم تلويث شخصيتك بها أبدا.

شاركونا بآرائكم حول قصة نهاية بخيل

وأخيرا فإننا نتمنى من كافة قرائنا الأعزاء، ولكي نتأكد من مدى إدراكهم لأحداث الحكاية ومغزاها أن يشاركونا بآرائهم حول الحكاية حول ما إذا كانت أعجبتهم من عدمه. وذلك من خلال التعليقات التي جعلناها متاحة دوما على المقال.

وبهذا الأمر على وجه التحديد سوف نطور من أدائنا بشكل أفضل بما يجعل المحتوى الخاص بموقعنا أكثر احترافية. وهو ما سوف يزيد استمتاعكم به دون شك. لذلك لا تحرمونا من تلك المشاركات.

ولا تنسوا أنه لكي تحصلوا على مزيد من القصص القصيرة والجميلة التي نضعها هنا على الموقع، فكل ما تحتاجون إليه هو متابعتنا على: فيس بوك و تويتر. وبهذا يصل إليكم كل جديد لنا على موقعنا وموقعكم المتميز، فن العبارات.

شاهد أيضاً :

قصة الرجل البخيل

قصة الطاووس المغرور

كلمات عن نهاية المشوار الجامعي تويتر

قصة التاجر الطماع والمرأة الأمينة

قصة أجمل شيء في الدنيا وأسوأ ما فيها

انشرها على :
الوسوم:
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ريتاج

القصه مره جميله

ام رتوج

تُعلمنا القصه ان كل عقبه بحياتنا وحتا ولو كانت عسره نستطيع اجتيازها بتفكير والتخطيط وجعل اهداف مبنيا على أسس هادفه كماتعلمنا من قصة يونج والتاجر البخيل وانا الله سبحانه انعم علينا بنعمة العقل لنفكر ولنتدبر وان المظلوم سينتصر مهما طال انتظاره شكرا لكم وبارك الله بمجهودكم