المحتويات
قصة في البحر سمكة من قصص الأطفال الجميلة الرائعة
قصة في البحر سمكة من قصص الأطفال الجميلة الرائعة.
يحكى أن هناك حطابا فقيرا كان يعمل على قطع الأخشاب من غابة قرب بحر كبير لإطعام ابنه الوحيد الذي يساعده في بيعها.
الأب يمرض والابن يقرر العمل مكانه
وذات يوم إذا بالأب يمرض مرضا شديدا أقعده في المنزل على سريره ولم يعد قادرا على نزول الغابة للعمل. وهنا قرر ولده الذي لم يبلغ اثني عشر عاما بعد أن ينزل للعمل مكانه. وبالفعل فقد توجه إلى والده لكي يأذن له بذلك.
وهنا قال له الأب: يا ولدي أنت ما تزال صغيرا جدا في السن على مهنة قطع الحطب. كما أن الغابة خطرة للغاية. وقد تهاجمك فيها الحيوانات الضارة. وربما أيضا تغرق في البحر القريب منها والعميق، خاصة وأنك لا تجيد السباحة.
وعندئذ قال له ابنه: يا والدي لقد تعلمت من مهنتك الكثير وأنا أعمل معك في بيع الحطب في السوق، كما أنك حدثتني كثيرا عما كنت تقوم به في الغابة أثناء وجودك معي في المنزل أو السوق. لذلك كن مطمئنا سوف أقوم بالعمل على أكمل وجه.
وحينها قال الأب: يا بني مرضي لن يطول، لنصبر قليلا وسوف أعود للعمل. فقال الابن: يا والدي أنت في حاجة للطعام والعلاج. ونحن لا نملك المال الكافي لهذا. لذا دعني أذهب إلى الغابة لكي أجمع الحطب وأبيعه وأجلب المال اللازم لكل ذلك.
وأمام إصرار الابن على الذهاب للغابة لجمع الحطب وكسب المال لرعاية والده المريض وافق الأب على مضض. ومنحه الحبال وفأسه الحديدية التي أوصاه بأن يحافظ عليها كثيرا لأنه لا يملك سواها. ولا يملك كذلك شراء واحدة أخرى في حالة ضياعها.
الابن يذهب للغابة ويفقد الفأس في البحر
ووعد الابن أباه أن يحافظ على الفأس، وأن يلتزم كذلك بكل ما قد أمره به لحماية نفسه من أي مخاطر. ومن ثم انطلق بعدها فورا إلى الغابة. وبينما كان يحاول قطع الحطب من إحدى الأشجار الكبيرة، ومع ثقل الفأس على الطفل الصغير وقوة أخشاب الشجرة، فإن الفأس طار بعيدا من الفتى وإذا به يسقط في البحر.
وبعدها ذهب الفتى لينظر في البحر لعل الفأس يكون على عمق قريب فيستطيع استعادته. لكن من الواضح أن الفأس كان على عمق كبير من البحر حتى إنه لم يستطع رؤيته. وهنا تيقن الفتى أنه قد أضاع الفأس. فأخذ يبكي بصوت عال وهو حزين. إذ أنه لن يستطيع هو أو والده فيما بعد العمل. إذ إنهما لا يملكان المال لشراء فأس جديد. ومن ثم سوف يموتان من الجوع لا محالة.
السمكة تحاول مساعدة ابن الحطاب
وبينما هو كذلك أطلت برأسها سمكة من البحيرة على ابن الحطاب وقالت: لم هذا البكاء أيها الصغير؟! لقد آلمني صوتك وأنا في الماء. وحينئذ قص عليها ابن الحطاب الحكاية كلها. فعطفت السمكة على حاله وقالت له: لا تقلق أيها الصغير. إن كنت لا تجيد السباحة كما شرحت لي فأنا يمكنني ذلك الأمر بكل سهولة. وسوف أبحث لك عن الفأس في البحيرة حتى أجده لك.
وقد شكرها ابن الحطاب كثيرا على عرضها في المساعدة لكنه أخبرها أن الفأس ثقيل ولن تستطيع حمله له. إن الفأس كان من الصعب عليه هو حمله أصلا، فكيف سوف تحمله هي؟! هكذا تساءل. فقالت السمكة: إنني أملك يا صغيري قوى كثيرة تمكنني من مخاطبة البشر وحمل الأشياء الثقيلة. وذلك بفضل عشبة تنمو في أعماق هذا البحر تمنح الأسماك من نوعي تلك القوى.
وهكذا انتظر الولد السمكة حتى تحضر له الفأس كما وعدته. وما لبثت السمكة أن عادت بعد قليل تحمل في يدها فأسا ذهبية رائعة. وقدمتها للولد وقالت له: ها هي فأسك أيها الصغير. وحينها قال الولد: كلا، إن فأسي مصنوعة من الحديد لا الذهب. فقالت له السمكة: حسنا أيها الصغير خذ هذه الفأس التي وجدتها إنها أغلى من فأسك بكثير.
ووقتئذ قال ابن الحطاب: لا يمكنني أيتها السمكة أن آخذ ما ليس لي حتى وإن كان أغلى مما أملكه وحتى إن كنت قد فقدت كل ما أملك. من فضلك أنا فقط أريد فأسي. فقالت له السمكة وهي في داخلها معجبة بأمانة ابن الحطاب: حسنا سوف أبحث لك عنها وسوف أجدها لك لا تقلق.
السمكة تكافئ ابن الحطاب على صدقه وأمانته
وبعد وقت قصير للغاية خرجت السمكة ومعها الفأسان، الأولى الحديدية الخاصة بابن الحطاب والأخرى الذهبية. ثم قالت لابن الحطاب: أيها الصغير لقد أعجبت كثيرا بأمانتك وصدقك. لذلك قررت أن أمنحك فأسك التي قد وجدتها، وأيضا فأسي التي منحها لي أبي هدية. فقال عندئذ ابن الحطاب: أنا لا أفهم شيئا. هل الفأس الذهبية لك؟
ووقتها قالت له السمكة: أنا سأشرح لك أيها الصغير. لقد وجدت فأسك في البداية. لكنني ومن حكايتك عرفت أنك فقير الحال. فقررت أن أهديك الفأس الذهبية التي هي ميراثي من أبي الذي أخذها من أحد الملوك كهدية لإعجابه بقدرة أبي على التحدث كالبشر مثلي. وظننتك سوف تسعد بها وستنسى أمر فأسك القديمة.
وتابعت: لكنك فاجأتني بعزة نفسك وصدقك وأمانتك برفضك الفأس الذهبية التي لا تخصك. لذلك وقبل أن أهديك فأسي جزاء لأمانتك تلك قررت أن أظهر لك فأسك الحديدية أولا كي تتأكد من أنني لا أكذب عليك الآن. وأرجو منك أن تقبل هديتي في تلك المرة، فلقد عرفت حاليا أنها ملكي. ومن حقي أن أهدي بها من أريد.
ابن الحطاب يقبل الهدية ويتغير حاله من الفقر للثراء
وقد قبل ابن الحطاب الهدية وكان سعيدا بها للغاية وشكر السمكة عليها كثيرا. وبعدها توجه إلى أبيه وحكى له القصة بأكملها. ففرح بولده كثيرا. ليس فقط للكنز الذي حصل عليه. وإنما أيضا لأمانته وصدقه. وهي القيم التي كان الحطاب سعيدا أنه قد قام بغرسها جيدا في ولده. والدليل هو موقفه مع السمكة العجيبة.
وها قد تغير تماما حال الحطاب وولده بعدما باعا الفأس الذهبية. وحصلا من بيعها على مال وفير نظرا لثقل ما بها من ذهب. ثم استخدما هذا المال في التجارة، وصارا من الأغنياء. وحينها قررا مساعدة الفقراء الذين كانا منهم في يوم من الأيام بأموالهما. ولم ينس ابن الحطاب طبعا أن يقوم بزيارة صديقته السمكة بين الحين والآخر اعترافا منه بجميلها فيما قد وصل إليه هو وأبوه من ثراء.
ما نتعلمه من قصة في البحر سمكة
نتعلم من هذه القصة طبعا ضرورة أن يكون الإنسان أمينا وألا يستغل الفرص للحصول على ما ليس له. وذلك مهما كان ما قد خسر من ممتلكات. تماما كما فعل ابن الحطاب الذي استطاع بأمانته وصدقه أن ينال إعجاب السمكة. وهو ما ساهم في تحسين ظروفه وظروف والده كلية.
شاركونا بآرائكم حول قصة في البحر سمكة
ومع نهاية قصتنا نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بما قدمنا من أحداثها. وهذا سوف يتأكد لنا بالطبع من خلال ما سوف تقدمونه لنا أعزائي القراء من المشاركات الخاصة بكم في التعليقات المتاحة على هذا المقال. سنكون ممتنين لكم كثيرا أيضا عندما تقومون بمشاركة القصة عبر حساباتكم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بكم لكي يقوم بقراءتها أكبر عدد ممكن من الجمهور.
وأخيرا وحتى لا ننسى فإنه من الآن أعزائي القراء تستطيعون أيضا الحصول على كافة القصص الرائعة الموجودة هنا من خلال متابعة موقعنا هذا عبر صفحاته الموجودة بالفعل على مواقع السوشيال ميديا المعروفة. والتي سوف تجدها تحديدا إما على فيس بوك أو عبر برنامج تويتر.
شاهد أيضاً :
قصة رائعة تعلمنا أن نكون امينين
يجب ع الإنسان أن يكون أمين في كل شيء في حياتة
قصه جميله تعلمنا ان الأمانه واجبه وليسا من حق شخص ان لايأخذ سوه حقه ومن ترك شئ لله عوضه الله خيراً منه