تطبيقات النمو النفسي في الحياة اليومية النمو النفسي للطفل

قبل الحديث عن تطبيقات النمو النفسي في الحياة اليومية علينا أن نفهم ما هي نظرية النمو النفسي؟ وكيف يمكن تطبيقها؟ وعلى من تُطبق؟ فالمعرفة بذلك من أساسيات تطبيق النظريات النمو النفسي. ونظرية النمو النفسي التي وضعها إريك إريكسون تحدد للإنسان 8 مراحل لتكوين شخصية كاملة النمو. تبدأ هذه المراحل بالميلاد، وتنتهي بالموت، ويجب أن ينجح المرء في حل الأزمات. التي يمر بها خلال حياته لتنجح كل مرحلة وينتقل ليواجه ما بعدها. وكل نجاح يعقبه نجاح. بينما الفشل في مرحلة يعيق المرء عن إتمام المراحل اللاحقة له.

النمو النفسي للطفل

يؤكد إريكسون في نظريته أن الشخصية لا تتكون بصورة عشوائية. وأن النمو النفسي العصبي المعرفي الطبيعي للطفل يحتاج إلى حل الأزمات حين تتعارض رغباته مع رغبات المجتمع. فإن نجح أصبح قوي الشخصية واكتسب صفات حميدة يستطيع أن يواجه بها الأزمات المستقبلية. وإن فشل تصبح شخصيته عليلة تفتقد الصفات الجيدة. وتنحصر مراحل النمو النفسي للطفل بالنسبة لإريكسون فيما يلي:

الثقة أو عدم الثقة

هي مرحلة ما بعد الميلاد، وقد قدمها إريكسون ببساطة لشرح انواع النمو النفسي المطلوبة خلالها للطفل. حيث أكد حاجته إلى الدعم الكامل من الوالدين، كما يحتاج للشعور بالتقدم وتعلم الحركة والكلام. ويبدأ في استكشاف الأشياء في محيط من الحب والرعاية، وتنتهي تلك المرحلة إما بأن العالم من حوله يستحق الثقة أو لا يستحقها. بناءً على قدر تلبية احتياجاته، والمطلوب اكتسابه في هذه المرحلة هو الأمل الذي يواجه به الطفل أزماته القادمة.

الاستقلالية أو العار

وهي مرحلة ما بعد السنتين وحتى عمر 3 أعوام ويحتاج فيها لبعض الاستقلالية والاهتمام بآرائه. ومنحه الفرصة لاتخاذ القرار فيما يخصه والشعور بقدرته على التحكم في جسده، والمطلوب هنا هو الشعور بالجدارة، فإن شعر بأنه جدير سيتمكن من خوض الحياة بقوة، وإلا فسيشعر بالعار وعدم احترام الذات. وعلى الوالدين تعزيز سيطرة الطفل والتسامح مع فشله خلال تلك الفترة.

المبادرة أو الذنب

مرحلة ثالثة من تطبيقات النمو النفسي في الحياة اليومية تستمر حتى الخامسة من العمر. ويحاول الطفل أن يشعر خلالها بالمسؤولية ويبدأ في تكوين علاقات اجتماعية. كما يحتاج إلى تنظيم مجريات حياته بالخطط. وإلا فإنه يفقد الطموح وتتأثر ثقته بنفسه وتعتل شخصيته بسبب ذلك.

الكفاءة أو النقص:

تبدأ بعد عمر الخامسة وتستمر إلى عمر 12 عام، يحتاج الطفل خلالها للشعور بالتقدير والاحتفاء بإنجازاته مما يكسبه الشعور بالاجتهاد والنشاط ويمكنه من وضع الأهداف وتحقيقها، بينما إن لم يحصل ذلك يصبح معتلًا ويشعر بالنقص وعدم الكفاية، وقد وجد اريكسون ارتباطًا بين الإنجازات التعليمية والمشاركة الرياضية والنمو النفسي للأطفال في تلك المرحلة نظرًا لأن الإنجازات غير محصورة في مجالات معينة، بل ترتبط أيضًا بالتصرف الصحيح في المواقف المختلفة.

النمو النفسي للمراهق

تترابط مراحل النمو النفسي عند الطفل والمراهق في نظر إريكسون ولا تنتهي عند هذا الحد، بل يستكمل الإنسان خوض الأزمات والمواقف التي تساهم في تعزيز شخصيته أو إعتلالها، وفي فترة مراهقته يمر بمرحلة واحدة فقط، وهي:

الهوية أو الارتباك

تستمر منذ 12 عام حتى وصوله إلى 18 عام من عمره، وهي مرحلة صعبة إلى حد ما؛ يحتاج المراهق خلالها لتحديد هويته وأهدافه وطرق التعامل مع المجتمع المحيط، إضافةً إلى التعامل مع التغيرات الجسدية التي تعتريه، وهو يحتاج هنا إلى الدعم الكامل كما كان في مرحلة الثقة، وهذا بالضبط ما يحدد سلوكه المستقبلي وخياراته في الحياة.

النمو النفسي للشخص البالغ

وهي المرحلة التي يصل إليها المرء بعد البلوغ، وتستمر منذ عمر الـ 18 إلى عمر الأربعين عام، وتتمثل فيما يلي:

الألفة أو العزلة

هذه مرحلة من أهم مراحل النمو النفسي عند اريكسون، وهي طويلة إلى حدٍ ما، حيث تستمر منذ 18 إلى 40 عام تقريبًا ويتحول خلالها المراهق إلى بالغ يمكنه تحمل المسؤولية والتواصل بشكل فعال مع الآخرين حسب شعوره بنفسه، ويمكنه كذلك الاعتماد على غيره في شتى الأمور والانطواء عن المجتمع، وما يحدد ذلك هو نتائج المراحل السابقة، ويحتاج الشخص في هذه الفترة إلى الأمان والاستقرار والالتزام لتطوير قيمة الحب والمسؤولية بشكل صحيح، مقابل انعدام الالتزام ومبادلة المشاعر والوحدة إن لم يتمكن من إشباع حاجته للحب.

الإنتاج أو الركود

وهي المرحلة التي تبدأ من عمر الأربعين وتستمر حتى 65 عام، وخلالها يفكر الشخص فيما أنجزه خلال حياته ويرى نتائج خياراته، ويكون قادرًا على تربية أطفاله والمساهمة في المجتمع من خلال أعماله أو تبرعاته مما يمنحه الرضا والشعور بالقيمة، او الشعور بالإحباط وانعدام الأهمية إن لم يستطيع فعل ذلك وربما يفقد الدافع الذي يمكنه من تقديم أي شيء للمجتمع.

التكامل أو اليأس

تشتهر باسم مرحلة البلوغ المتأخرة، وهي تبدأ من عمر 65 وتستمر حتى نهاية العمر، يستمر فيها الشخص بتقييم نفسه، وإنجازاته التي تمكن من تحقيقها، وكيف ربى أبنائه وما البصمة التي تركها في المجتمع، ويحصل على الرضا والفخر والراحة إن وجد أن له بصمة مشهودة بالمجتمع، وبالمقابل يعتريه الندم إن لم يجد ذلك، مما يصيبه بالاكتئاب، وتفيد المشاعر الإيجابية هنا من وجهة نظر إريكسون في تقبل الشخص لفكرة موته دون خوف مما قد فرط فيه.

النمو النفسي في العمل والحياة المهنية

شغل إريكسون مناصب مهمة في مستشفيات علاجية للاضطرابات والأمراض النفسية، وقد أكد أن نجاح الفرد في حياته العملية مرتبط بنجاحه في مراحل البدايات والطفولة، بحيث إذا تمكن من تكوين صفات مثل الأمل، والمسؤولية والجدارة سيسهل عليه الإنجاز في العمل والالتزام به لفترات طويلة، أما إن لم يتمكن من ذلك فقد يعاني مشكلات مثل انعدام المسؤولية أو عدم الرغبة في الالتزام أو عدم القدرة على بناء علاقات سوية مع الآخرين، وقد اختلف في ذلك مع نظريات النمو النفسي الأخرى وأبرزها نظرية النمو النفسي عند آنا فرويد والتي كانت تنص على أن القمع هو الوسيلة الوحيدة للدفاع لدى الإنسان وأن عليه استخدامها لقمع ما يضره من أفكار ومشاعر سلبية، وكلما زادت قوة القمع تمكن الإنسان من تنمية شخصية سوية.

النمو النفسي في العلاقات العاطفية

كانت الرؤى التي تم استنباطها من تطبيقات النمو النفسي في الحياة اليومية لإريكسون تؤكد أن حصول الطفل على الحب والاهتمام والدعم ينتج مراهقًا سويًا قادرًا على تحمل المسؤولية، وأن المراهق المشبع بالحب والاحتواء قادر على منح الحب والعاطفة بشكل سوي، وذلك بناء على فكرة تحقيق هدف من كل مرحلة واكتساب قيمة وشعور إيجابي، وقد كان هذا الرأي مشابه لنظرية النمو العقلي عند بياجيه والذي اعتمد على أن المرء يفكر في المواقف بشكل مختلف عن غيره، مما يجعله يرى العالم بصورة مختلفة لذا تختلف الطريقة التي يعبر بها كل شخص عن حبه ولا تشابه طرق الآخرين، وبالرغم من أن اريكسون تحدث عن المرحلة إلا أنه لم يوضح الطريقة التي يبرز بها الشخص عاطفته لمن حوله مثلما فعل بياجيه.

أسئلة شائعة

ما هي مخاطر مرحلة المراهقة؟

بالرغم من أن المخاطر كثيرة وغير محصورة إلا أن أسوأها هو اضطراب الشخصية، لأنه قد يجعل المراهق مستعد لفعل أشياء غير مقبولة فقط ليستكمل نقص يشعر به، كما يستبد بنفسه ولا يتقبل نصائح الأهل وتوجيهاتهم ويصبح أكثر عصبية وعنادًا مما يفقده الطريق القويم للشخصية السوية.

من هو صاحب نظرية النمو النفسي؟

إريك إريكسون هو صاحب تلك النظرية، ولد عام 1902 بألمانيا وقد عانى ظروفًا سيئة في طفولته نجمت عن كونه يهوديًا غير مقبول بين اليهود الآخرين لأنه كان لا يشبههم، مما جعله يتوجه لتعلم التحليل النفسي وإجراء بحث عن النمو النفسي للطفل ليضع نظريته القائمة على أن شخصية الإنسان تظهر نتيجة ما يمر به من أحداث على مر حياته.

ماهي العوامل المؤثرة في النمو النفسي؟

هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في الشخصية ونموها، أساسها جميعًا إشباع الاحتياجات النفسية والاجتماعية والجسدية، فكلما كانت الاحتياجات مشبعة كلما كانت الشخصية سوية وأكثر اتزانًا وقدرة على مجابهة المواقف المختلفة.

في النهاية نؤكد على أن تطبيقات النمو النفسي في الحياة اليومية مجرد سبب يؤخذ به لرعاية الإنسان في مختلف مراحل حياته لكنها لا تقدم تفسيرات سلوكية متكاملة ولا تغني عن زيارة الطبيب.

شاركونا تطبيقات النمو النفسي في الحياة اليومية

للمزيد من الأدعية ومن عبارات موفعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.

شاهد أيضاً

عبارات عن الراحة النفسية

عبارات عن الدعم النفسي

كيف أحب نفسي

عبارات قوية لنفسي

حالات واتس عن عزة النفس

مقالات شبيهة :

العنف الأسري

مقال عن التنمر

الشخصية القلقة

التنمر

صفات الشخصية السلبية

التنمر الالكتروني وطرق تجنبه

مقدمة في النمو النفسي

ظاهرة العنف المدرسي

صفات المرأة النرجسية

 التنمر الالكتروني

الادمان الالكتروني

الشخصية النرجسية