تخطى إلى المحتوى
حكاية حلم جهاد

حكاية حلم جهاد للأطفال عن تحقيق الأحلام والصداقة الحقيقية

في يوم من أيام الربيع الجميل.. في البساتين الكبيرة والشاسعة المليئة بالشجر المزهر.. الذي يتحرك بالرياح العليلة.
كان جهاد يسير مع صديقه عامر وهو شارد الذهن، فسأله عامر بحاجبين مقطبين باستغراب: ما بك يا صديقي مشغول البال؟ أخبر صديقك عن الحال.

نظر إليه جهاد وقال له بهدوء: حلمي هو الذهاب للمدينة يا عامر.. فهي مليىة بالأضواء والمباني الشاهقة.. ومليئة بأصناف الطعام المختلفة.. والألعاب والدراجات والسيارات.. هكذا قال لي جدي.. لكن المشكلة أنها تكلف الكثير من المال.. الكثير من المال الذي لا أملك جزءاً ضئيلاً منه
نظر عامر إلى الأرض وقال بحيرة: إنه حلم صعب حقاً.. لكنه ليس مستحيل

عامر يساعد جهاد لإيجاد حل

وبعد عدة دقائق من الصمت بين جهاد وعامر، قال عامر بحماس وسرعة: لقد وجدتها يا جهاد.. وجدت طريقة لتسافر إلى هناك
نظر له جهاد بأعين مفتوحة على مصرعيها وقال: حقاً؟! أخبرني ما هي؟

عامر بحماس أعلى: لقد سمعت والدي يقول ذات مرة ان هناك تجار قمح يذهبون كل فترة للمدينة وينقلون الناس بدون أي مال
فرح جهاد كثيرا وقال: أين هم دلني عليهم حالاً

تلاشى حماس عامر قليلاً وقال: لكن لا شيء دون مقابل يا صديقي، فهؤلاء التجار لديهم شروط صعبة حتى يقبلون ذهابك معهم..
نظر جهاد لعامر بعزيمة وأعين تُخرج الشرار من شدة الحماس وقال: دلني عليه..

مقابلة عامر وجهاد للتاجر

مقابلة عامر وجهاد للتاجر
مقابلة عامر وجهاد للتاجر

ذهب كلاً من عامر وجهاد إلى تاجر القمح المعروف وسألوه إن كان يستطيع أن يأخذ جهاد معه..
فقال التاجر ذو الملابس الرسمية السوداء بهدوء: أجل استطيع.. لكن لدي طلب صغير

فرح جهاد لموافقته السريعة وقال: تفضل ما هو؟
التاجر ينظر لجهاد بحدة: لدي ثلاث بساتين من القمح يجب ان تحصد، وأنت من سيحصدها.. لكن انتبه ان تسرق شيئاً أو تلعب معي.. لأنني حتماً سأعرف
شعر جهاد بالمسؤلية فهز رأسه مواقفاً بعزيمة قوية..

فأكمل التاجر قائلاً: سأسافر بعد عشرة أيام، وإلى ذلك الحين يجب أن تكون قد انتهيت من الحصاد

العمل للحصول على الحلم

انصرفا وأخذا يسيران للمنزل، وهنا سأل جهاد عامر: لماذا لا تريد الذهاب معي يا عامر؟
عامر بقناعة: أنا احب القرية ولا أريد تركها.. كما ان أجواء المدينة لا تستهويني أبداً..

تفهم جهاد كلام عامر..، وبعدها ذهب كل واحد إلى منزله حتى يرتاح.
استيقظ جهاد في اليوم التالي باكراً وانطلق نحو البساتين الثلاثة ليبدأ بالحصاد، ليتفاجئ أن البساتين شاسعة وكبيرة جداً.. ويستحيل حصدها إن لم يعمل ليلاً ونهاراً..

كما أن هذه المهمة لا تقبل المساعدة من أي أحد.. فمن شروطها ان ينجزها جهاد بمفرده..
لكنه لم يستسلم وبدأ بالحصاد من الصباح حتى المساء..

السعي والمثابرة وراء أحلامنا

وبعد مرور خمسة أيام..
كان جهاد منهكاً بالعمل.. لكن مع هذا لم ينتهي إلا من حصد بستانٍ واحد.. ورفض محاولات عامر الكثيرة بمساعدته..

لأنه يريد ان يكون مخلصاً بعمله ويتممه بمفرده حتى لو كان شاقاً وصعباً..
فقرر ألا ينام إلا ساعتين كل يوم.. وألا يأخذ فترات استراحة للأكل بل يأكل وهو يحصد واقفاً..
وفعلاً أكمل الحصد في البستان الثاني ثم الثالث.. وانتهى في مساء اليوم العاشر،

لكنه لم يكن يشعر بأي عظمة في جسده من شدة التعب..
ثم ذهب بعدها إلى التاجر وهو يتلقط أنفاسه بصعوبة.. وقال: لقد انتهيت من الحصد ووضعت كامل المحصول في البستان الأول..
نظر له التاجر معجباً بقوته وعزيمته التي لم يراها بأي أحد من قبل.. فضحك وقال: أتعلم انني لم آخذ معي أحداً من قبل ليسافر؟

لأنني في كل مرة أطلب من أحد هذا الطلب يتعب ولا يكمله.. إلا أنت اكملته على الوقت و وحدك أيضاً كما اتفقنا، يا لك من شجاع تستحق ان آخذك معي لتسافر وتحقق حلمك.. لذلك الآن اذهب وارتاح.. وجهز نفسك لأننا سنسافر فجراً

استعداد جهاد للسفر

ثم أخذ التاجر بضحك وقال: انتبه ان تنام لأنني لن أوقظك.. فجسدك يوحي بأنك ستنام لعشرة أيام
ابتسم جهاد بتعب وذهب للمنزل ليحزم امتعته،

وكان حزيناً لأنه لم يقضي وقتاً مع عامر في هذه العشرة أيام.. لأنه كان مشغولاً لكنه قرر ان يودعه قبل سفره ويجلس معه قليلاً..
لذلك ذهب واستلقى على السرير وأخذ غفوة أعادت له القليل من النشاط..

ثم حزم امتعته التي لم تكن كثيرة، وانطلق نحو منزل عامر ليودعه..
وفور ان وصل بدأ بطرف الباب لكن لم يكن أحد يجيبه.. فاستغرب لأن عامر يفتح بسرعة الباب عادة..
ثم شرد وهو يتذكر انه لم يرى عامر منذ عدة أيام..

وأن عامر كان يطل عليه كل يوم ويطمئن عليه بالعادة!!

حادث عامر المفاجئ

وضع امتعته جانباً وطرق الباب بقوة بيدان ترجفان من الخوف.. وبعد عدة ثوان صدح صوت عامر من خلف الباب وهو يقول: أهلا يا جهاد..

سعيد جداً أنك استطعت السفر.. لا تطل الغياب علينا
غضب جهاد وقال: هل تودع صديقك هكذا من خلف الباب؟

افتح الباب ولا تخف فأنا لن اقتلك يا هذا..
قال عامر بصوت ضعيف كأنه يتألم: أنا أكره لحظات الوداع لذلك اذهب دون أن تراني وانتبه على نفسك جيداً
ازداد غضب جهاد وقرر كسر الباب ليتفاجئ بعامر المستلقي على الأرض و جسده يملأه الكثير من الكدمات..

فأمسكه جهاد بخوف وقال: ما بك يا صديقي ماذا حدث لك؟
قال عامر بانزعاح: لا تقلق علي واذهب لتحقيق حلمك.. لقد وقعت بالأمس ولم أصب إلا برضوض خفيفة
أمسك جهاد عامر من ياقة قميصه ليصرخ عامر بألم.. فيقول جهاد: أقلت انها رضوض بسيطة؟

اراهن على أن جسدك به أكثر من كسر ..
صمت قليلاً ثم قال: انتظرني هنا سأعود بعد قليل..

تضحية جهاد بحلمه

ذهب جهاد للتاجر فقال له التاجر: انت دائما على الموعد يا جهاد
ثم ضحك وأكمل: أيعقل أنك متحمس لدرجة أنك لم تحضر أمتعتك؟
تجاهل جهاد كلام التاجر وقال له بعجلة: أنا لن أسافر فصديقي مريض جداً ويحتاج لطبيب..

ويبدو أن هذا الطبيب سيكلف الكثير من المال.. لذلك هل يمكنك أن تعطيني أجرة تعبي بالحصد؟ ومقابل هذا لن أسافر
ابتسم التاجر وقال: يا لك من صديق وفي، امسك هذه هي اجرتك..

وإن احتجت أكثر فأنا سأعود من السفر بعد عدة ايام.. اطلب مني ولا تخجل
ابتسم جهاد بامتنان وقال: شكرا لك حقاً أيها التاجر الطيب..

لن أنسى لك هذا المعروف..
ثم ودع التاجر وعاد مسرعا لعامر الذي اعترض قائلا بعدما عرف القصة: لماذا تخليت عن حلمك من اجلى يا صديقي؟
ابتسم جهاد وهو يحمل عامر على ظهره بحذر: استطيع أن اجد فرصة آخرى للسفر..

لكنني لا استطيع ان أجد صديقاً وفياً مثلك.. تحمل الألم ولم يخبرني كي لا ألغي سفري..
ابتسم عامر لوفاء صديقه وثقته به التي لم تُخذل يوما..
وذهبا إلى أفضل طبيب ليعالج عامر..

عودة التاجر من أجل جهاد

بعد يوم كامل من العلاج عاد عامر برفقة جهاد من عند الطبيب الذي كلفهم أجرة الحصاد كاملةً.. لكن ثمن هذا هو ان عامر بدأ باستعادة نشاطه وصحته..
عند وصولهم لمنزل عامر بدأ جهاد الذي لم يرتح من الحصاد بعد بالاعتناء بعامر..

وهذا ما زاد من تعبه لكنه كان يكابر ويتظاهر انه مازال نشيطاً..
وبعد عدة أيام بدأ عامر بالحركة بمفرده وهنا اطمئن جهاد وارخى جسده ليسقط على الأرض ويغرق بنوم حلم به طوال فترة العمل..
ليستيقظ بعد يوم كامل على صوت التاجر وهو يقول له: لقد اعجبتني قوتك وشجاعتك ووفائك يا جهاد..

لذلك سأقدم لك عرضاً ان تسافر معي مجاناً وتصبح مساعدي في التجارة..
ابتسم جهاد وعلم ان كل فعل خير يعود عليه أضعافاً مضاعفة..

العبرة المستفادة من قصة حلم جهاد

العبرة هي ان فعل الخير سيعود علينا دائماً أضعاف ما قدمناه..
وان التضحية من أجل الأصدقاء امر ضروروي.. فإن لم نضحي من اجل أصدقائنا هذا يعني اننا لسنا أصدقاءً بالفعل..

شاركونا بآرائكم حول حكاية حلم جهاد

وها نحن نصل إلى ختام قصتنا التي نتمنى أن تكونوا قد أعجبتكم حقا واستفدتم منها. وسوف نتأكد من كونها قد راقت لكم عبر ما سوف تكتبونه عنها من آراء وأفكار من خلال التعليقات التي تكون دوما متاحة عبر القصة. فلا تحرمونا رجاء منها.

وأخيرا نود التأكيد على إمكانية الحصول على تلك القصة وغيرها من القصص الأخرى الموجودة على موقع فن العبارات، وكذلك أي محتوى آخر مكتوب تم وضعه على الموقع من خلال متابعة صفحاته على كل من فيس بوك و تويتر . حيث سوف يصلكم بذلك كل جديد ينشر به.

شاهد أيضاً :

قصة سلمى والصلاة

قصة بائع اللبن الغشاش

حكاية سالم والديوك

قصة الريشة السحرية

قصة الملك والساقي والوزير

انشرها على :
الوسوم:
5 1 قيم
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
8 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ورده الفل

فعلا العبره جميله جدا

ام جمال

القصه جميله جدا سلمت يد الكاتب ❤️🫶

Om sara

شكرا جميلة جدا 🤎

ورده البستان

فعل الخير سيعود علينا دائماً أضعاف ما قدمناه..
وان التضحية من أجل الأصدقاء امر ضروروي

ورد الصباح

ابدعتم 👏

لولو فريد

قصة جميلة جدا

طيف الأمل

ما أروع احساسك وبوحك
انت الشعور النقي
الذي يتطاير في كل مكان
وتطوف الدنيا بأحاسيسها
بحثا عن القلوب الصادقه
وتستقر رغم عنا لتمتلك
الروح والوجدان

🦋أمہ رِِتًوُجٌهہ

قصه جميله تعلمنا انا الوفاء بين الاصدقا واجب وليسا لكل صديق بل من هم يستحقون الوفاء لانا هناك اصدقاء على كثرتهم لن تجد فيهم الاالقله من من هم اوفياء معك وكذلك ترك امور لوجه الله فتأكد ان الله سيعوظك بالجميل وانا الحياه عندما تخذلنا تعطينا عكس ماكنا نتوقعه فقط ثقو بالله وكونو علي قناعه ان كل امر هوا خيره لنا من الله ولوكان في غير صالحنا