المحتويات
مقدمة في النمو النفسي تأثير البيئة على النمو النفسي
إن التكوين الذي فطر الله عز وجل عليه الإنسان خاضع دون أدنى شك للتغير والتطور مع مرور الوقت. فالإنسان منذ لحظة تكونه جنيناً في أحشاء أمه وهو في حالة نمو مستمرة سواء من الناحية العقلية أو من الناحية النفسية وكذلك البدنية. وهذا هو الأساس الذي بنى عليه علم نفس النمو النفسي مبادئه وأسسه. التي تبين لنا بشكل جلي من خلال التعمق في نظريات النمو النفسي التي أخضعت النمو الشخصي للفرد للتجارب. بحيث تظهر لنا مراحله كافة والعوامل المؤثرة به والتغيرات الطارئة على كل مرحلة عمرية منذ مرحلة الطفولة الأولى حتى الشيخوخة. ولأن عالم النفس مازال يستحوذ اهتمام الجميع. وسبر أغواره كعالم مزدحم بالانفعالات والأحاسيس التي تبقى في حالة عدم استقرار وتغيير مستمر. تظل دائرة البحث حوله مستمرة لرصد التغيرات الطبيعية وغير الطبيعية التي تطرأ على كل مرحلة عمرية. وكل ذلك بهدف توفير بيئة نفسية صحية وسليمة للفرد في أي مرحلة من مراحل حياته من خلال دفعه قدماً لتطوير ذاته. والوصول إلى حالة من الرضا والتوازن النفسي تجعله يتقبّل التغيرات التي تطرأ عليه بشكل شخصي ويحسن التعامل معها من جانب. ومن جانب آخر تهيئته لتقبل التغيرات الخارجية برحابة صدر وحثه على بناء علاقات تفاعلية إيجابية مع المحيط الخارجي.
مفهوم النمو النفسي
نظراً لتداخل عوالم النفس وتشعب انفعالاتها وتغيراتها التي لا تتوقف، وتأثير الحالة النفسية للفرد بشكل كبير على نموه الطبيعي. اندفع الكثير من علماء النفس إلى تناول مفهوم النمو النفسي بالتعريف لسبر أغواره ورسم حدوده كل من منظوره. إلا أننا من خلال التوسع في هذا المفهوم استطعنا أن نلخص بنظرة شاملة عن طريق التعمق في وجهات نظر المختصين النفسيين. في مفهوم النمو النفسي ووصلنا إلى أنه يفضي إلى التطورات الطبيعية. سواء العقلية أوالمعرفية أوالبدنية أوالنفسية أوالعاطفية أوالاجتماعية التي تطرأ على شخصية الفرد منذ مرحلة الطفولة حتى مرحلة الكهولة. سواء عن طريق تأثره بالوارثة أوالبيئة الجغرافية والاجتماعية المحيطة به أوبقدراته العقلية والمعرفية. بحيث تساهم هذه التطورات في إكمال عملية نموّه الطبيعي. ليصل إلى مرحلة تمام النضج والتوافق مع ذاته وتقبل ما يطرأ عليها من تطورات من جهة ومع محيطه من جهة أخرى.
عوامل النمو النفسي
باعتقادنا القطعي أن وجود الفرد ضمن محيط اجتماعي معين وداخل بيئة جغرافية ومعرفية معينة سوف يتأثر. فدون أن يكون لدينا أي مجال للشك أن هذه العوالم المحيطة به سوف تترك في نموه النفسي بصمتها المميّزة. التي ستشكل فيما بعد هويته الخاصة. وبالانطلاقاً من نظريات علم النفس ولا سيما نظرية النمو النفسي الاجتماعي. نستطيع أن نضع يدنا على أهم عوامل النمو النفسي للفرد والتي لا تنحصر أبداً بالعوامل الداخلية كالجينات والصفات التي يكتسبها بالوراثة، بل تتعدى ذلك لتصل إلى العوامل الخارجية التي لا تنفك عن التأثير بنموه النفسي ودون أن نهمل دور الرياضة والنشاط البدني في تحقيق النمو النفسي للفرد وعوامل أخرى نلخصها في:
1 – العوامل اجتماعية التي تتلخص في الأسرة والحي والمدرسة والأصدقاء. وتعد من أكثر العوامل تأثيراً في النمو النفسي للفرد إيجاباً أو سلباً سواء من ناحية تطوره المعرفي والفكري والانفعالي والعاطفي
2 – العوامل المعرفية والثقافية الناتجة عن آلية تعامل الأبوين معه وتعامله معهما ونوع التربية التي يحيطانه بها والمتمثلة بسلسلة القيم والمبادئ والمعتقدات والعادات التي تبناها متأثراً بنمط الحياة والأسلوب التربوي الذي يخضع له داخل الأسرة.
3 – العوامل الطبقية التي تتمحور حول مستواه التعليمي الذي وصل له وإمكانياته المادية ونوع العمل والمهنة التي يعمل بها. فكل ذلك يؤثر على نمو الفرد النفسي فالطفل الذي ينعم بوجوده ضمن بيئة طبقية ميسورة قد يتمتع بفرص أكثر من أقرانه ويكون أكثر ثقة بنفسه نتيجة تمتعه بنمو نفسي سليم.
مراحل النمو النفسي
يعبر الفرد ضمن سلسلة متواصلة ومترابطة من مراحل النمو النفسي منذ لحظة قدومه إلى الحياة حتى مرحلة الشباب وقد اجتهد الاختصاصيون النفسيون في تصنيف هذه المراحل بشكل متسلسل وتعمقوا في الحديث عن خصائص مراحل النمو النفسي الاجتماعي:
1 – المرحلة الأولى في مرحلة النمو الحسي الحركي التي يفسح فيها للطفل المجال لكي يتعرف على الحياة عن طريق مهاراته الحسية الحركية البسيطة كالحواس فيبتسم في وجه أمه عندما تبتسم له مثلاً ويخاف ويصرخ عند سماع صوت غريب أو عالٍ. وتمتد هذه المرحلة في عمر الفرد منذ لحظة الولادة إلى عمر السنتين.
2 – مرحلة ما قبل الانطلاق وهي مرحلة تبدأ منذ أن لحظة تعلم الطفل الكلام.ولكنه في الوقت نفسه لا يكون من الناحية المعرفية متهيأ ليدرك من الزمن إلا اللحظة الراهنة فلا يدرك الماضي والمستقبل. وكثيراً ما يكون الطفل في هذه المرحلة واسع الخيال يعبر عن الكون بحسب وجهة نظره الخاصة به لأنه لا يكون مدركاً بعد اختلاف وجهات نظر الآخرين عنه.
3 – مرحلة الانطلاق وهي الفترة التي تبدأ مع دخول الفرد المدرسة. أي المرحلة التعليم الابتدائي بحيث يتعلم خلال هذه المرحلة التفكير المجرد والمنطقي بالأمور والأحداث التي تطرأ حوله.
تأثير البيئة على النمو النفسي
لا يمكن لأحد أن يتجاهل التأثير الكبير للبيئة على النمو النفسي للفرد إيجاباً أو سلباً. انطلاقاً من أضيق حيز يعيش ضمنه الإنسان ويتأثر به وهو الأسرة حتى أوسع حيز. وهو البيئة المجتمعية التي يتفاعل ضمنها وتترك أثرها على نموه النفسي فمن أكثر العوالم البيئية تأثيراً على النمو النفسي:
1 – الأسرة العامل المؤثر الأبرز على نمو الطفل النفسي، فعلاقة الوالدين معه ونوع التربية والعلاقات الأسرية. التي تربط أفراد الأسرة كلها عوامل تأثير إيجابي أو سلبي على النمو النفسي للطفل.
2 – الدراسة والتعليم الذي يساعد الطفل على تطوير مهاراته المعرفية والثقافية، ويضعه ضمن تجارب تحفز
3 – علاقته مع الأصدقاء وزملاء الدراسة من العوامل شديدة التأثير في نموه الاجتماعي بحيث يتعلم من خلال تعامله معهم كيفية بناء علاقات تفاعلية إيجابية مع الآخرين ويتقبل اختلافهم عنه ويحرص على تكوين صداقات ناجحة وإيجابية.
4 – الثقافة المتمثلة بالعقائد والتقاليد والمعتقدات و المبادئ التي يستقيها الطفل من المحيط ويبني عليها فلسفته الخاصة للحياة.
5 – الإمكانيات المادية لها تأثير بارز على نمو الطفل النفسي، فالأطفال الذين يعيشون ضمن محيط متواضع مادياً يجدون صعوبات كثيرة وعقبات تعترض سبيل فوزهم بفرص تعليم عالية ورعاية صحية لازمة وغذاء صحي وكافي.
6 – البيئة المادية المتمثلة في عيشهم ضمن محيط هادئ مستقر صحي وآمن تتوفر فيه أفضل مستلزمات المعيشة الهانئة.
أهمية النمو النفسي
لا يخفى على أحد أهمية النمو النفسي في بناء شخصية الفرد بشكل متوازن وتطويرها بشكل يخدم مراحله العمرية المتتالية، بحيث يجعله قادراً على التأقلم مع التغيرات الطارئة على شخصيته بشكل عام من جانب و المحيط من جانب آخر. فيستطيع بالتالي تحديد هويته الحقيقية وبناء علاقات تفاعلية سليمة مع الآخرين تكفل له الإحساس بالانتماء وتحمل المسؤولية. فالفرد خلال تطور مراحل نموه النفسي يبدأ بإدراك الاختلاف بينه وبين الآخرين وتقبلها من ناحية واختلاف مواقفه تجاه ما يحدث معه باختلاف الحدث من ناحية ثانية وذلك بالتأكيد بناء على تجارب وخبرات متراكمة عاشها خلال مسيرة حياته. فالعلاقة وثيقة بحسب النتائج التي توصلت لها الدراسات النفسية بين النمو النفسي السليم ومدى تقبل الفرد لذاته وللآخرين وإمكانيته الهائلة لتطوير سلوكياته ليتأقلم مع العالم المحيط وذلك بهدف تحقيق نوع من التوازن النفسي والاجتماعي من خلال الاجتهاد على تجاوز العقبات وإيجاد طرق لحل المشكلات التي تعترض سبيله
الأسئلة الشائعة حول مقدمة في النمو النفسي
1 – ما هي العوامل التي تؤثر على نمو الطفل؟
عدة عوامل تؤثر على نمو الطفل يمكن أن نختصرها في : الوراثة، البيئة ، الجنس ، التمارين والأنشطة، الهرمونات ، التغذية ، التأثير العائلي، التأثيرات الجغرافية، الوضع الاجتماعي والاقتصادي، التعلم والتعزيز
2 – ما هي اهم مطالب النمو فى مرحلة المراهقة؟
1 – إقامة علاقات صداقة فعالة وإيجابية مع الأقران.
2 – الشعور بالرضا إزاء ما يحدث لجسدهم من تغيرات.
3 – الاستقلال الفكري والاجتماعي والاقتصادي عن الأهل.
4 – التهيؤ لبناء علاقات عاطفية تمهد لحياة زوجية ناجحة.
5 – تبني قيم ومبادئ أخلاقية واجتماعية ودينية سليمة من المحيط.
3 – ما هي المشاكل التي تواجه المراهقين؟
تنقسم المشاكل إلى قسمين مشاكل ذاتية تتمحور حول مشاكل متعلقة بالذات والمظهر الخارجي، مشاكل ناتجة عن الشعور بالخوف، مشكلة عدم التوافق النفسي. ومشاكل خارجية تدور حول علاقة المراهق مع محيطه الأسري والاجتماع.
وفي ختام مقالنا الذي يتمحور حول مقدمة في النمو النفسي نرجو من الله تعالى التوفيق في تحقيق غايتكم وإشباع رغبتكم في المعرفة ضمن هذا المجال الذي تسعون إليه.
شاركونا مقدمة في النمو النفسي
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موفعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
هناك امور تساعدنا في تنمية انفسنا فهناك بعض النصائح والممارسات التي بإمكانك اتباعها فلك بعض الطرق التي بها قد تساعدك في تحقيق اهداافك ;
1- اختيار الأهداف: اختر اهدافك بدقه ووضوح وحدد بخطواتك المختلفه من جوانب الحياة مثل عملك وتعليم والصحه وكذلك بين العلاقات الشخصيه اعمل لهاذي الخطوات اهداف مدروسه وحاول ان تقوم بتحقيقها بخطط مناسبه وافكار متناسبه واتخذ ماهوا مناسب لك ..
2- تعلم بشكل مستمر: تعلم امور جديده في حياتك وطور من مهاراتك مثل قرأة الكتب واخذ دورات واستكشف محيطك بمواضيع جديده سواء عبر الإنترنت او عبر اخذ دورات في التسجيل لمصادر تعليميه متنوعه ..
3- التخفيز: كن دوماً محافظ على تحفيزك الداخلي واصر بإصرارك لتحقيق هدفك قم بإيجاد الطرق لتحافظ بها على روح الدافع بداخلك وتجنب العقبات والكسل او الإحباط..
4- اهتم بنفسك: يجب الاهتمام بصحتك العقليه وكذلك الجسديه بممارس الرياضه بإنتظام واخذ قسصط من الراحه في النوم ووضع جدول غذائي صحي واحرص على الصلاة وقول ورد يومي فهما اساس السعاده بحياتك ..
5- بناء علاقات: قم بصداقت من هم انفع لك بحياتك واتواصل معهم وابحث عن فرص لتتعاون بها معهم حتى تكتسب المهارات بتواصلك العفال ولابد من التعامل والاحترام بجميع مهامك ..
6- القدره والمرونه: كن قادرًا على ان تتكيف مع كل امر يتغير بحياتك وبمواقف مختلفه قد تحصل لك وتعلم كيف لك ان تتعامل معها بروح طيبه وان تتحدا صعابها بإجابيه وخطوات بناءه ..
7- الصدقه: قم بتصدق من مالك فذلك يعزز بداخلك الإنسانيه ويبارك لك في رزقك فذلك يمنحك فرصه لتكون اكثر عطفًا بين مجتمعك ..
8- الراحه: احرص علي ان تكون موازي بين عملك وراحتك وابتعد عن الضغوط فذلك يثبت لك عقلك وينمي لك مهاراتك بتفكير والإبداع في حياتك ..
وتذكر أن تمنية الذات لابد لك ان تستمر بصبر والكفاح والمثابره بالجهد النافع ويمكنك كذلك ان تستشير من نجحو لي يواجهوك للطريق الصحيح لتستطيع بذلك تنمية شخصيتك ولتتعلم الكثير في مجال عملك ونجاحك ..