المحتويات
شرح قصيدة الحطيئة قبح الله وجها قصيدة قبح الله وجها
هو أبو مليكه الجرول العبسي ويلقب بالحطيئة وكان أحد الشعراء المبدعين في عصره وتشتهر قصائده بالمدح والذم والهجاء وكانت تعبيراته الشعرية ممتلئة بالصور الجمالية والتي قد استمدها من الطبيعة الجبلية التي عاش فيها وقالت عنه كتب التاريخ بأنه مجهول النسب وكان ذلك له بالغ الأثر على نفسيته فكان ذو طبع فظ سليط اللسان وقد تزوج الحطيئة بأم مليكه وذكرت جميع المصادر التاريخية بأنه عملها بلطف ورقة ولم يكن غليظ القلب معها.أما عن شرح قصيدة الحطيئة قبح الله وجهاً فسنذكر المناسبة التي قيلت فيها من خلال السطور القليلة القادمة.
شرح قصيدة قبح الله وجها
روت الكثير من المصادر التاريخية أن الحطيئة لم يكن متصالحاً مع نفسه وكان يعاني من القمع والقهر. ويرجع ذلك لأنه غير معرف النسب. وذكرت أيضاً أنه لم يترك أي شخص يقابله إلا وهجاه. لذلك كتبت عنه الكثير من الدراسات النقدية. فهو الهجاء الأول في العصر الجاهلي وقد أدرك الحطيئة الشاعر الكبير زهير بن أبي سلمى وأخذ عنه الشعر وفصاحة اللسان لذلك لا تجد في شعره أي ركاكة في الأسلوب أو أي مفردة لم توضع في مكانها وقد قال عنه بعض المؤرخين أنه كان دنيء النفس رث الثياب كئيب المنظر فاسد العقيدة والدين لا يخشى أحد ولا يضع اعتبارا لا لكبير قوم أو صغير. كما أن القبائل تصادقه وتجلس معه اتقاء شر لسانه ولم يسلم من هجائه الزبرقان وهو سيد قومه وقد أنزله عنده في داره وأكرم منزله ولكنه انقلب عليه وهجاه في قصيدة قيل عنها أجمل وأروع ما قيل في شعر الهجاء على مدار فترة الجاهلية وأوائل العصر الإسلامي. وجدير بالذكر أن الحطيئة هجا أمه وأبيه وعائلته وأنه هجا نفسه في قصيدة قبح الله وجهاً. وتروي كتب التاريخ أنه حينما كان يسير في الطرقات لم يجد أحداً يهجوه . فشعر بالعطش وحين ذهب ليشرب من النهر وجد وجهه منعكس على صفحات الماء فشعر بالضيق وعدم الرضا حتى عن وجهه وأنشد قصيدته التي تقول:
أَبَتْ شَفَـتَــــايَ الْيَــوْمَ إِلَّا تَكَلُّـمــا
بِشَــــرٍّ فَمَا أَدْرِي لِمَنْ أَنَا قَائِلُهْ
أَرَى لِي وَجْهاً شَــوَّهَ اللَّهُ خَلْقَــهُ
فَقُبِّـــحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهْ
وتبدأ القصيدة بقول الشاعر أبت شفتاي اليوم إلا تكلما. وفيها إشارة بأنه لم يجد من يلقي عليه شعر الهجاء وكأنه معتاد على الهجاء كأي فعل يومي عادي متصل اتصالاً كبيراً بأفعاله اليومية العادية ثم يكمل أرى لي وجهاً شوه الله خلقه وفي هذا الشطر جدال صريح مع اله سبحانه وتعالى وتجرأ على خلقة الله له ثم بعد ذلك يكمل فقبح من وجه وتعني ما أقبح هذا الوجه وما أقبح حامله ويقصد نفسه.
قصيدة قبح الله وجها انت حامله
نقدم من خلال النقاط القادمة دراسة موضوعية في شرح قصيدة الحطيئة قبح الله وجهاً على الرغم من أنها ليست قصيدة كاملة وإنما هما بيتين. فيهما حالة من التندر على وجه الشاعر وأقرب إلى الفكاهة. وتعرف التجربة الشعرية للشاعر بأنها مزيج من الخبرات والتجارب التي قد مر بها طوال حياته. وتعكس بطريقة أو بأخرى ما يشعر به تجاه الآخرين وتجاه نفسه. وقد اختلف النقاد في شعر الحطيئة فمنهم فريق أكد على أن الحطيئة. هو الذي كان يطوع شعره حتى يهجو من يريد. ويمدح من يريد. من القبائل وذلك كله لمجرد بضع درهم يأخذها من هنا أو هناك. والفريق الآخر رأى أن للحطيئة صدق فني نابع من تجربة شعرية صادقة. فهو لا يكتب إلا ما يشعر به تجاه نفسه أو تجاه أي أحد من الذين هجاهم لا يستخدم مهارته الشعرية وأدواته الفنية. ليكتب ما لا يشعر به أو لعبث بالحقائق أو ليجاري آراء الآخرين لكسب ثقتهم وبالتالي كسب نقودهم. وقد عكس هاتين البيتين صورة مصغرة عن حياة الحطيئة.
عكست أيضاً الصراع الدائر داخل نفس وقلب وعقل الشاعر فهو منبوذ من أهله مقطوع النسب دميم الشكل رث الثياب لا يجالسه أحد ولا يتحدث إليه القوم إلا من أعلى فهو يشعر بالدونية والاحتقار من جميع الناس لذلك لم يرضى حتى نفسه التي بين جنبيه فقد استقى تجربته الشعرية من دروب الصحراء القاحلة. ومن تقلبه بين العواصف الرملية والبيئة المجدبة المقفرة فمما لا شك فيه أنه تعرض للجوع والعري لضيق الرزق ولضيق ذات اليد فقاوم حرها وعواصفها وجعل منها مادة خام لقصائده وإبداعه. وأيضاً لقربه من الشاعر زهير بن أبى سلمى شأن في اكتمال تجربته الشعرية وجعل زهير مثلاً أعلى له ولما وجد في نفسه الموهبة والقدرة على التعبير أكمل طريقه في الشعر. وكان يستخدم الحيلة الدفاعية للنفس حين تتعرض للإيذاء وهي التعويض فكان يهجو الناس بشعره ويعتبر ذلك هو التعويض الأول والأخير له من فقد نسبه وازدراء خلقه وخلقته.
قصائد الحطيئة
وصل الأمر إلى الشاعر الحطيئة أنه هجا أباه فلم يذكر التاريخ من شعراء هجوا أبيهم أو أمهم وقد قال الحطيئة يهجو أبيه:
تقول لي الضراء لست لواحد ولا اثنين فانظر كيف شرك أولئكا
وأنت امرؤ تبغي ابا قد ضللته هبلت ألماً ما تستفق من ضلالكا
وكانت مناسبة الأبيات أنه سأل أمه عن أبيه فكانت تراوغه في الإجابة ولا ترد عليه فقال. يهجو أببيه الذي لم يكن يعرفه تلك الأبيات. ويقصد بالضراء أمه ويقول متندراً أنه ليس لواحد ولا اثنين وتكمل أنك تريد أباً قد ضللته ولم تعرفه وأنك يا حطيئة لن تستفيق أبداً من ذلك الألم والضلال.
وقد هجا والدته أيضاً ببضع أبيات يقول فيها:
جزاك الله شرا من عجوز ولقاك العقوق من البنين
فقد مّلكت أمر بنيك حتى تركتهم أدقَّ من الطحين
وتطورت الاضطرابات النفسية للشاعر الحطيئة لتطول الإسلام فكان يكتب شعراً دينياً جميلاً معبراً عن روعة الإسلام وفعل الخير وتارة أخرى تعتقد أنه ارتد عن الدين الإسلامي فمن ضمن أبياته ما يلي:
ألا كل أرماح قصار أذلة فداء لأرماح ركزن على الغمر.
فإن الذي أعطيتم أو منعتم لكالتمر أو أحلى لخلف بني فهر.
فباست بني عبس وأفناء طييء وباست بني دودان حاشا بني نصر.
فدى لبني ذبيان أمي وخالتي عشية يحدى بالرماح أبو بكر.
أطعنا رسول الله إذ كان صادقاً فيا عجبا ما بال دين أبي بكر.
لقد عاش الحطيئة ما يقرب من سبعين عاماً ويزيد وظل في اضطراباته النفسية والدينية إلى أن لاقى الله سبحانه وتعالى وكانت قصة موته طريفة حيث أنه أوصى القوم الجالسون قبالته وهو ينازع الموت بأن يذهبوا لجميع الأقوام وينشدوا شعره الذي هجاهم به من قبل ولما فرغ قال آخر أبياته وهي:
لكل جديد لذة غير أنني رأيت جديد الموت غير لذيذ
شاركونا بـ شرح قصيدة الحطيئة قبح الله وجها
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
هجاء الحطيئة لامه الحطيئة يهجو امه
تعبير عن شعر الهجاء ومعلومات قيمة🌺