المحتويات
ما هي قصة المثل رجعت حليمة لعادتها القديمة والعبرة منه
قصة المثل رجعت حليمة لعادتها القديمة تعلمنا أن الطبع يغلب التطبع. وأن الإنسان لا يستطيع أن يتخلص بسهولة من عاداته وتقاليده القديمة. المتأصلة في نفسه مهما تغير حاله. خاصة إذا كانت هذه العادات سيئة. كما تعلمنا أن مساعدة الناس وإكرامهم يزيد في البركة والخير وينشر المحبة والسعادة بين الناس.
إذا أردت معرفة ما هي قصة المثل. رجعت حليمة لعادتها القديمة. تابع معنا لنخبرك بها. ونعرفك على أصل هذا المثل الشائع. والعبرة من هذه القصة.
أصل مثل رجعت حليمة لعادتها القديمة
أصل المثل “رجعت حليمة لعادتها القديمة”. يعود إلى قصة حليمة زوجة حاتم الطائي. الذي كان مشهورًا بالكرم والجود، ولكن زوجته كانت على عكسه تمامًا، فقد كانت بخيلة وتقتصد في وضع السمن في الطعام.
كان حاتم ينزعج من طبع زوجته كثيرا، ويتذمر من بخلها الشديد، فحاول أن يعلمها الكرم بقوله إن السمن يزيد من عمرها، ويجعلها أصح وأجمل، فأصبحت تزيد من مقدار السمن في الطعام، فتغير حالها وتحسنت صورتها وسمعتها بين الناس. لكن عندما مات ابنها الوحيد، حزنت كثيرا وتمنت الموت، فعادت لتقليل كمية السمن في الطعام حتى لا يزيد عمرها وتلحق بابنها، فقال الناس: “رجعت حليمة لعادتها القديمة”.
قصة المثل رجعت حليمة لعادتها القديمة
كانت حليمة تعيش في قرية صغيرة بين الجبال، وكانت تحب الطبيعة والحيوانات والزهور. ولكنها كانت تكره الناس والضيوف من شدة بخلها وحرصها على المال. فكانت تعتبرهم مضيعة للوقت والمال والجهد. على عكس زوجها حاتم الطائي الذي كان كريمًا وسخيًا ويحب مساعدة الناس وإكرامهم.
كانت حليمة تحب زوجها حاتم حبا شديدًا، ولكنها كانت دائما ما تنتقد كرمه وسخائه على الضيوف، فكان يستقبل كل من يقصد بيته بالابتسامة والكلمة الطيبة والطعام الشهي، وكان يمنحهم ما يطلبون منه من مال أو معونة أو نصيحة، وكان يسعد كثيرا عندما يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ومشاكلهم، وكان محبا للسفر والتعرف على أناس جدد وثقافات مختلفة.
وكانت حليمة تسعى دائمًا لتغيير طباع زوجها، وتقنعه بأن يكون أكثر حرصًا وبخلاً وحذرًا، وتنصحه بالابتعاد عن الناس والمشاكل والمخاطر، وكانت دائمًا ما تلومه على إهداره للمال والطعام والسمن، وتقول له: “يا حاتم، إن السمن ثمين ونادر، ولا يجب أن تضيعه على هؤلاء الضيوف الجائعين الذين لا يقدرون قيمته، وإنما يجب أن تحتفظ به لنفسك ولأهلك ولأيام الشدة، فإن السمن يزيد من القوة والصحة والجمال، ويطيل العمر ويدفع الأمراض”. وكانت ترتجف يدها كلما أخذت ملعقة من السمن لتضعها في الطعام، وكانت تحسب كم ملعقة من السمن تستهلك في اليوم والشهر والسنة، وتلوم نفسها على هذا الإسراف.
حاتم الطائي وزوجته حليمة
كان حاتم يحب زوجته حليمة، ولكنه كان يحزن من طبعها وينتقد بخلها وجشعها وعدم اهتمامها بالناس والحياة، فكان يحاول أن يجعلها تتطبع بطباعه وتصبح أكثر كرمًا على الضيوف لتزداد سعادتها في الدنيا، ويحبها الناس، فكان يقول لها: “يا حليمة، إن السمن رخيص وكثير، ولا يجب أن تبخلي به على هؤلاء الضيوف الكرام الذين يحتاجون إلى طعام لذيذ ودافئ، وإنما يجب أن تشاركيهم به وتفرحي بهم وتستمتعي بهم، فإن السمن يزيد من الحب والصداقة والمودة، ويقرب القلوب ويجمع الأرواح، وينشر الخير والبركة”.
على الرغم من سعي حاتم الدائم لتغيير طباع زوجته، ولكنه لم يستطع ذلك، وفي يوم من الأيام، رأى يد زوجته حليمة ترتجف وهي تضع السمن في الطبخ، فجاء في ذهنه فكرة جديدة، وقرر أن يستخدم حكمته ليخلص زوجته من عادتها في تقليل السمن في الطعام، فقال لها: “إن القدماء كانوا يقولون إن المرأة كلما زادت السمن في طنجرة الطبخ زاد الله في عمرها يومًا”.
وكان حاتم يأخذ ملعقة من السمن ويضعها في الطبخ بيده اليمنى، ويأخذ ملعقة أخرى ويضعها في الطبخ بيده اليسرى، ويضحك ويغني ويقول: “إن السمن يجعل الطعام أشهى وأطيب، والحياة أجمل وأحلى”.
أما حليمة كانت تستمع إلى كلام زوجها. وتنظر إلى أفعاله. وتستغرب من تصرفاته، وتقول في نفسها: “هل زوجي صادق أم كاذب؟
هل هو عاقل أم مجنون؟ هل هو حكيم أم جاهل؟”
وكانت تشك في كلامه وتخاف من أفعاله، فكانت تفكر كثيرا وتقول: “ماذا لو لم يعد السمن موجودا في البيت؟ ماذا لو ارتفع سعره في السوق؟ ماذا لو أصبح من السلع النادرة في الأرض؟”.
حليمة اقتنعت بكلام زوجها حاتم
قررت حليمة بعد التفكير الكثير أن تجرب كلام زوجها حاتم وترى ما إذا كان صحيحًا، فهي كانت تثق بحكمته كثيرا.
وتقول: “لعله يكون صادقًا، وربما يكون عاقلًا، وقد يكون حكيمًا”.
فبدأت حليمة تزيد عدد ملاعق السمن في الطبخ، وتقول: “لعل السمن يزيد من عمري وصحتي وجمالي، ولعل السمن يزيد من حبي وصداقتي ومودتي، ولعل السمن يزيد من خيري وبركتي”. فأصبح طعامها لذيذًا حتى أن ضيوف زوجها انتبهوا لذلك، وأصبحوا يسعدون بطعامها وطبخها، وتحسنت سمعتها بين الناس، وبذلك فقد تركت البخل واعتادت الكرم.
وفعلاً وبعد فترة قصيرة من الزمن، بدأت حليمة تلاحظ التغيير في حياتها، فأصبح طعامها أشهى وأطيب، وأصبح ضيوفها أكثر وأسعد، وزاد حب زوجها لها، فقد أصبحت أكرم وأجمل وأصح، وبدأت تحب الناس والضيوف، واشتهرت حليمة بين الناس بالكرم والجود، وأصبح الناس يحبونها ويمدحونها بعد أن كانوا يتذمرون من طبعها، وأصبحت تستقبل الضيوف والمسافرين مع زوجها، وتقدم لهم الطعام اللذيذ والشهي، وتقول: “هذا من فضل ربي، ومن نصيحة زوجي الكريم”. وكان حاتم الطائي سعيداً بالتغيير الذي طرأ على طباع زوجته، ويقول: “الحمد لله الذي هداها إلى الخير والفضيلة”.
بقي الأمر على هذا الحال حتى وفاة ابنها الوحيد. والذي كانت تحبه كثيرًا. وتعيش من أجله، فحزنت عليه حزنا شديدًا. ولم تعد ترغب في الحياة من بعده. ورجعت حليمة لعادتها القديمة. وبدأت تقلل كمية السمن في الطعام حتى ينقص عمرها وتلتحق بابنها.
ومن هنا جاء المثل “رجعت حليمة لعادتها القديمة”. وأصبح متداولًا بين الناس حتى يومنا هذا، ويقال هذا المثل على كل شخص يعود لعادة قديمة كان قد هجرها وعاد إليها مجددًا.
العبرة من مثل رجعت حليمة لعادتها القديمة
العبرة من المثل هي أن الإنسان يجب أن يتحلى بالصفات الحسنة. ويتخلى عن الصفات السيئة. وأنه لا يجب أن يتأثر بالظروف الصعبة. أو الحزينة التي تجعله ينسى ما تعلمه. وجربه من خير وفضيلة. ولا سيما بعد أثرت في حياته بشكل إيجابي. وجعلت حياته أفضل وأجمل.
كما أن العبرة من مثل “رجعت حليمة لعادتها القديمة” تشير إلى أن الطباع القديمة تظهر في الأوقات الحرجة، وأنه من الصعب تغييرها بمجرد القول أو النصح، فالإنسان يعود إلى طبعه القديم بعد زوال السبب الذي أدى إلى تغييره.
في الختام، نجد أن قصة المثل “رجعت حليمة لعادتها القديمة” تعلمنا الكثير من العبر التي يجب أن نأخذ بها في حياتنا لتصبح أجمل وأحلى بمحبة الناس من حولنا، كما تعلمنا أن الكرم والجود من الصفات الحميدة التي تجلب السعادة والرضا، وأن البخل والشح من الصفات الذميمة التي تجلب الحزن والندم.
شاركونا بـ ما هي قصة المثل رجعت حليمة لعادتها القديمة
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
