المحتويات
قصة الأسد المخدوع والثور المسكين من قصص كتاب كليلة ودمنة
قصة الأسد المخدوع والثور المسكين من قصص كتاب كليلة ودمنة.
في قديم الزمان كان هناك في الهند مزرعة للثيران يعمل بها مجموعة من العمال. وقد هرب منها ذات يوم أحد تلك الثيران.
الثور علق في بركة من الطين
ولهذا الحدث الجلل قام عدد من عمال المزرعة بالبحث عن الثور الهارب. ليعثر أحدهم عليه وقد وجده عالقا في بركة من الطين تجعله من الصعب أن يتحرك من مكانه على الإطلاق.
وهنا ظهرت في ذهن العامل فكرة وهي أن يخبر أصدقاءه من العمال وصاحب المزرعة أن الثور قد التهمته الحيوانات المفترسة التي توجد في الغابة التي هي على مقربة من المزرعة.
وبهذا لن يتم تكليف هذا العامل أو زملائه بمحاولة سحب الثور من الطين. وهو عمل شاق للغاية ويكفيه ما يكابده من تعب في عمل المزرعة. والثور في كلتا الحالتين لن يتمكنون من إنقاذه وسيبقى عالقا حتى الموت. ومن هنا نفذ العامل فكرته. وانتهى البحث عن الثور المسكين الذي ظل عالقا في الطين في انتظار أجله أن يحين.
الثور ينجو من بركة الطين
لكن من رحمة الله بالثور أنه سرعان ما جفت بركة الطين بعد وقت طويل نسبيا. وحينها تمكن الثور من الخروج منها. ليذهب على فوره إلى الغابة التي كان يحكمها أحد الأسود.
وكان هذا الأسد قد قرب إليه حيوان من نوع ابن آوى، وهو حيوان ما بين الكلب والثعلب، واسمه دمنة. حيث إنه كان ينافق الأسد ويحاول أن يلفت نظره إلى ذكائه ودهائه حتى ينال المكانة عنده. ومن ثم يصبح قريبا من حكم الغابة ولديه سلطة وتحكم هناك.
وبالفعل فقد نجح دمنة في ذلك. وأصبح مستشارا وصديقا شخصيا للأسد. ويأخذ الأسد رأيه في مختلف شؤون الغابة. لذلك فعندما بلغ الأسد دخول مخلوق غريب للغابة ألا وهو الثور. فقد عرض الأمر على دمنة الذي وعده أنه سيذهب للثور ويعرف منه حقيقة أمره بالكامل.
الثور يوضح لدمنة أنه لا يقصد شرا
وها قد ذهب دمنة إلى الثور وعرف منه قصته. ثم نقلها إلى الأسد الذي عرف أن الثور ما جاء ليقصد شرا. لذلك فقد طلب مقابلته وأعجب بالثور وطيبته وآرائه الذكية.
لذلك فقد قرب الأسد الثور من مجلسه تماما كدمنة. مما جعل دمنة يشعر بالغيرة من الثور. وقد صرح بمشاعره تلك لأخيه كليلة. وأنه سوف يعمل جاهدا للتخلص للثور. وبذلك تصبح الحظوة عند الأسد له وحده. ورغم تحذيرات كليلة له من عواقب هذا الأمر إلا أن دمنة أصر على تنفيذ ما يعزم عليه.
دمنة يوشي بين الأسد والثور
وعليه فقد توجه دمنة إلى الثور وأوضح له أن الأسد يريد قتله. وعلامة ذلك أنه سيأتيه مكشرا عن أنيابه. وبعدها توجه إلى الأسد وقال له إن الثور يضمر له الشر وينوي مهاجمته وقتله. وعلامة ذلك أنه سوف يأتيه وهو يبرز قرنيه.
وعندما جاء الثور إلى الأسد، كان الغضب قد تملك منهما بسبب وشايات دمنة. فكشر الأسد عن أنيابه عندما رآه ووجه الثور قرنيه للأمام بناء على ذلك. فظن كل واحد منهما أن الآخر ينوي قتله. فتعاركا سويا. وكان نتيجة ذلك أن قتل الأسد الثور.
الأسد يندم على قتل الثور
وبعد ما فعل الأسد فقد ندم ندما شديدا. وصرح لوزيره النمر أنه يشعر أنه قد ظلم الثور. وهنا قرر النمر أن يستوضح الأمر بعد أن حكى له الأسد كيف عرف أن الثور ينوي قتله.
وقد ظل يراقب النمر دمنة حتى سمعه يتحدث مع أخيه كليلة حول الخدعة التي قام بها وتخلص عن طريقها من الثور. ولهول ما سمعه فقد خشي أن يواجه الأسد بما سمع فيدبر له دمنة مكيدة ويتخلص بها منه كما فعل مع الثور.
وعليه قرر النمر أن يذهب إلى والدة الملك الأسد وحكى لها كل ما سمع. وأخبرها أنه يستأمنها على سره نظرا لمخاوفه من دمنة ومن الأسد. وقد أجابت والدة الأسد النمر في طلبه.
الأسد يقرر القبض على دمنة وإرساله للمحاكمة
وما لبثت والدة الأسد أن قالت لابنها أن دمنة خدعه وأن الثور المسكين مظلوم ولم يكن يريد قتله. فسألها الأسد كيف عرفت؟ فقالت إن هناك شاهدا على ذلك أخبرها لكنه استأمنها على ألا تذكر اسمه. وبناء على ذلك أمر الأسد بالقبض على دمنة.
وفي السجن زار كليلة دمنة. وقال كليلة إنه يخشى على دمنة من عاقبة ما فعل. فأخبره دمنة أنه لا يوجد شهود على ما قام به وبذلك سيخرج من السجن وتحكم المحكمة ببراءته. لكن في تلك الأثناء كان يسمعهما الفهد الذي كان مسجونا هو الآخر.
دمنة ينال جزاءه
وفي محاكمة دمنة أخبر القاضي الأسد أنه من دون شهود على ما تتهمه به والدة الأسد فلن تتم إدانته وسوف يحكم عليه بالبراءة. ليأتي إلى القاضي طلب من الفهد عبر أحد الحراس أنه يريد الخروج من السجن وحضور محاكمة دمنة لأنه يعرف معلومات هامة عن القضية. وأجاب القاضي على الطلب بالموافقة.
وعندما حضر الفهد للمحاكمة شهد بما سمعه بين كليلة ودمنة من أمر خطة دمنة الحقيرة للإيقاع بين الأسد والثور للتخلص من الثور. وعندما سمع النمر شهادة الفهد تشجع ولم يعد يخشى من دمنة. واعترف أمام القاضي بما سمعه أيضا من كليلة ودمنة وأخبر به والدة الأسد وأنه هو من طلب منها عدم ذكر اسمه حتى لا ينتقم منه دمنة. وأيدت والدة الأسد ما قاله النمر.
وبهذا صارت هناك أدلة دامغة على جرم دمنة. ولهذا حكم عليه القاضي بالإعدام نظرا لكونه السبب في مقتل الثور. وبهذا نال هذا الشرير جزاءه وعاقبة أفعاله. أما خسارة الأسد لمخلص له كالثور علمته ألا يحكم على الآخرين دون دليل. ففي هذا نهاية ملكه ودمار الغابة مملكته دون شك.
ما نتعلمه من قصة الأسد المخدوع والثور المسكين
كتاب كليلة ودمنة يحوي مجموعة من القصص على لسان الطير والحيوان لمواقف من المستحيل أن تحدث لهم. وذلك لكي يعتبر منها الإنسان. وهنا في هذه القصة نتعلم ألا يستمع المرء لكلام الوشاة لأن عواقب ذلك خسارة جسيمة في الأحباب والأصحاب.
شاركونا بآرائكم حول قصة الأسد المخدوع والثور المسكين
ومع نهاية قصتنا لا تنسوا أن تكتبوا لنا آرائكم عنها في التعليقات المتاحة دوما. كذلك نتمنى أن تشاركوا القصة على حساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي لكي يستفيد منها أكبر عدد من الناس.
ولكي تحصلوا على مزيد من القصص الرائعة مثل تلك القصة فقط تابعوا الجديد عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر. وبهذا ستتمكنون من متابعة كل العبارات والرسائل وما نكتبه عامة من أي من الخواطر والقصص وكذلك الكلام الجميل.
شاهد أيضاً :
القصه حلوه
قصه جميله تعلمنا ان نكون حذرين فيما نسمع فتهور واسائت الضن تكون عواقبها الندم والحسره فلاتحكم الابمعاشرتك للشخص والتأكد منه وعدم التسرع واخذ الحذر
وبعد ما فعل الأسد فقد ندم ندما شديدا. وصرح لوزيره النمر أنه يشعر أنه قد ظلم الثور. وهنا قرر النمر أن يستوضح الأمر بعد أن حكى له الأسد كيف عرف أن الثور ينوي قتله.
وكان هذا الأسد قد قرب إليه حيوان من نوع ابن آوى، وهو حيوان ما بين الكلب والثعلب، واسمه دمنة. حيث إنه كان ينافق الأسد ويحاول أن يلفت نظره إلى ذكائه ودهائه حتى ينال المكانة عنده. ومن ثم يصبح قريبا من حكم الغابة ولديه سلطة وتحكم هناك.