المحتويات
قصة الملك والساقي والوزير من قصص الأطفال ذات الحكمة الكبيرة
قصة الملك والساقي والوزير من قصص الأطفال ذات الحكمة الكبيرة.
يحكى أنه في أحد الممالك القديمة عاش ساقي للمياه اسمه سعدون كان يمتاز بخفة الدم وطيبة القلب وحكاياته الرائعة.
صيت سعدون يصل لملك البلاد
وقد ساهمت شخصية سعدون المرحة مع حكاياته الجميلة، فضلا عن طيبته وسلامة نيته في أن يجني حب الناس واحترامهم. بل وقد وصل صيته إلى الملك الذي خرج من قصره خصيصا لملاقاته أثناء عمله.
وعندما وجد الملك سعدون، وأخذ يتحدث إليه، وجد أن كلام الناس عنه صحيحا في عذوبة حديثه وحلو كلامه وشخصيته الرائعة. لذلك فقد قرر الملك أن يجعله ساقيه في قصر المنيع الفخم. حيث يقدم له ولضيوفه وأفراد أسرته مختلف أنواع الشراب. وقد فرح سعدون كثيرا بهذا الأمر الملكي كونه سوف ينتقل لقصر الملك ويلبس ثيابا فخمة ويجالس الملك وكبار القوم.
سعدون الساقي ينال ثقة الملك يوما بعد يوم ووزير الملك يحقد عليه لذلك
وبسرعة استطاع سعدون الساقي أن ينال إعجاب الملك وحاشيته وكل من يذهب لمجالس الملك بانتظام. فقد كان يقوم بعمله على أكمل وجه في سقايتهم من ناحية. ومن ناحية أخرى يخبرهم بأجمل الحكايات وأكثرها روعة وغرابة. وهو ما دعا الملك لأن يقرب سعدون من مجلسه أكثر فأكثر. وينال عنده الحظوة والاهتمام. فينعم عليه باستمرار بالهدايا والعطايا.
كل هذا كان يتابعه وبدقة وزير الملك الذي سرعان ما دبت الغيرة والحقد في قلبه من سعدون الذي تزداد مكانته في قلب الملك حسبما يرى. وخوفا على سلطاته ونفوذه داخل القصر. فقد عزم على التخلص من الساقي سعدون الذي ينافسه على مكانته عند الملك كما يتصور.
الوزير يلجأ للحيلة والخداع لكي يتخلص من سعدون
وكانت خطة الوزير للتخلص من سعدون تعتمد على الحيلة. فذهب إليه في بيته ذات مساء. وأخبره أن الملك يتضايق كثيرا من رائحة فمه. وهنا حزن سعدون جدا. وطلب من الوزير النصيحة لمعالجة هذا الأمر. وذلك لكي لا يفقد وظيفته عند الملك. وحينها أخبره الوزير أن عليه أن يضع لثاما على فمه أثناء تواجده مع الملك حتى لا يتأذى من رائحة فمه.
وبالفعل فقد نفذ سعدون النصيحة الخبيثة التي أخبرها له الوزير. وذلك دون أن يدري أن الوزير يخطط له مصيبة. وظل لأيام وأيام وهو يضع اللثام حول فمه في مجالس الملك المختلفة. وهو ما أثار دهشة وتعجب الملك. وقرر لذلك أن يسأل وزيره حول هذا الأمر. وهنا أخبره وزيره كذبا أن سعدون يأنف من رائحة فم الملك لذلك يضع هذا اللثام.
الملك يغضب من سعدون ويقرر سجنه
وقد أثار بالطبع ما قاله الوزير في نفس الملك الغضب والانزعاج. وسرعان ما أخبر زوجته الملكة بالأمر. وقد أصابها هي الأخرى الغضب والحنق من تصرف سعدون. وحرضت زوجها الملك على ضرورة سجنه بسبب وقاحته تلك. فكيف لساقي أن يسب الملك ويهينه بما قام بفعله ذاك؟! هكذا قالت الملكة في استنكار.
وبالفعل قرر الملك تنفيذ نصيحتها لكن بطريقة لا تجعل الأمر ينكشف أمام الناس حتى لا يشعر بالحرج عندما يعلم الناس ما يقوله سعدون عنه من رائحة فمه الكريهة. ولهذا فقد أتى بحارس قصره. وأخبره أن من يره يخرج من القصر وفي يده باقة من الأزهار، فعليه أن يقبض عليه فورا ويزج به في السجن.
سعدون ينجو من مكيدة الوزير
وعندما أتى سعدون مجلس الملك، أهداه الملك باقة الأزهار، وقال له أن باستطاعته أن يأخذ هذا اليوم إجازة من العمل. وبينما سعدون يستعد للرحيل عن القصر وفي يده باقة الأزهار، إذا به يقابل الوزير الذي سأله عن الأزهار التي في يده من أين أتى بها؟ فأخبره أن الملك قد أهداها إياه.
وهنا غضب الوزير كثيرا. وشعر أن كل ما فعله من المكر والوشاية والمكائد لم يؤت ثماره في التخلص من الساقي سعدون. فاختطف منه باقة الأزهار التي في يده، وقال له إنه هو الأولى بتلك الهدية. وبعدها خرج من باب القصر حيث شاهده الحارس الذي كان الملك قد اتفق معه وفي يده باقة الأزهار. فقبض عليه وأودعه السجن.
الملك يكتشف مكيدة الوزير الحقيرة ويكافئ سعدون
وفي اليوم التالي، ذهب سعدون إلى القصر لكي يقوم بعمله. وما إن رآه الملك حتى أصابته الدهشة والحيرة، إذ أنه من المفترض أن يكون في السجن فكيف أتى؟! وهنا سأله الملك: ماذا فعلت يا سعدون بباقة الأزهار التي أعطيتها إياك؟ فقص عليه سعدون ما كان من الوزير.
وهنا شعر الملك أن وزيره يغار من سعدون. وعليه قرر أن يستوضح أمر اللثام بنفسه من سعدون فسأله عن سر ارتدائه إياه. فأخبره سعدون أيضا بما أخبره الوزير إياه قائلا: إن الوزير أخبرني أن جلالتك تنفر من رائحة فمي، ونصحني بارتداء اللثام حتى لا تتضايق مني وتقوم بفصلي من العمل لديك أيها الملك.
وعندها أدرك الملك ما كان يحاول أن يقوم به الوزير الخبيث من فعل قبيح، وهو الوشاية. وأخبر سعدون أنه لا يتضايق من رائحة فمه، وأنه يستطيع أن ينزع اللثام عن وجهه متى أراد. كما كافأه أيضا بمبلغ مالي كبير سر به سعدون كثيرا. وأخيرا فقد أصدر الملك أمرا ملكيا بأن يظل الوزير في السجن عقابا له على الفتنة التي كاد أن يتسبب من خلالها في سجن إنسان بريء ظلما.
ما نتعلمه من قصة الملك والساقي والوزير
إن أهم الدروس التي نخرج بها من قصة الملك والساقي والوزير هي أن ندرك أن الشر دوما ينقلب على أصحابه. وكذلك أن المكائد الخبيثة والمكر السيئ الذي يريد أصحابه أن يضروا به غيرهم من الأشخاص المسالمين والطيبين، فإنهم في الواقع لا يضرون به سوى أنفسهم.
شاركونا بآرائكم حول قصة الملك والساقي والوزير
ومع نهاية قصتنا، نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بحكايتنا تلك التي نتمنى أن تكتبوا لنا آراءكم وأفكاركم عنها من خلال التعليقات المتاحة دوما على القصة. هذا مع إمكانية متابعة صفحات موقع فن العبارات على كل من فيس بوك و تويتر، ليصلكم بذلك كل جديد يكتب به من العبارات والرسائل والقصص والكلام الجميل بشكل عام.
شاهد أيضاُ :
فعلا الشر دائماً ينقلب علي أصحابه…
قصه جميله جدا
روعة القصة عظة وعبرة🌹
ولايحيق المكرُ السيئ إلا بأهله فل نلتزم مخافة الله في عباده ولن تطول الحيله مدام في الأمر مسائه والحق وان طال لابد ان يُغلب الباطل
ابدعتم بارك الله فيكم
وعندما أتى سعدون مجلس الملك، أهداه الملك باقة الأزهار، وقال له أن باستطاعته أن يأخذ هذا اليوم إجازة من العمل. وبينما سعدون يستعد للرحيل عن القصر وفي يده باقة الأزهار، إذا به يقابل الوزير الذي سأله عن الأزهار التي في يده من أين أتى بها؟ فأخبره أن الملك قد أهداها إياه.
وهنا غضب الوزير كثيرا. وشعر أن كل ما فعله من المكر والوشاية والمكائد لم يؤت ثماره في التخلص من الساقي سعدون. فاختطف منه باقة الأزهار التي في يده، وقال له إنه هو الأولى بتلك الهدية. وبعدها خرج من باب القصر حيث شاهده الحارس الذي كان الملك قد اتفق معه وفي يده باقة الأزهار. فقبض عليه وأودعه السجن