المحتويات
شعر الحطيئة في الهجاء شاعر الهجاء قصائد الحطيئة في الهجاء
قديمًا كانت العرب تتلاسن بالشعر واللغة. ويبدعون فيها الكثير من الأشعار التي قيلت للمدح أحيان وللذم أحيان أخرى. ولكن هل سمعت يومًا بشاعر يهجو نفسه في شعره؟. هذا هو الحطيئة جرول بن أوس. وقد كان شعر الحطيئة في الهجاء. أكثر شهرة من شعره في المديح. حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. عرض عليه 3000 درهم ليتوقف عن هجاء الناس والتخيير بين الأشخاص ومنعه عن القول بأن شخصًا ما أفضل من غيره وقد كان هذا سبب توقفه أخيرًا عن ذم الناس وإطلاق ألفاظه المسيئة إليهم.
شاعر الهجاء الحطيئة
كان جرول بن أوس ابن مالك يعيش في شبه الجزيرة العربية وكان متمكنًا من الألفاظ اللغوية المتينة، لكنه كان ابنًا لأمة بسيطة الحال عُرفت باسم الضراء، وقد كانت تخدم في منزل في بني عبس، وكان ميلاده أمر غير واضح حيث لم تعطه أمه جوابًا شافيًا حينما سأل عن أبيه، ورفض اخوته منحه ميراثه حينما تأكد من استحقاقه له بعد وفاة الأب؛ لذا نشأ على الشعور بالظلم والدونية بين الناس، حتى أن البعض اعتبر كثرة هجاؤه لكل ما حوله نتيجة لعدم نيله رفعة الشأن بين الناس.
أدرك الحطيئة الرسالة المحمدية، فأسلم لفترة لكنه ارتد عن الإسلام مرة أخرى، نظرًا لضعف إيمانه الذي ظهر في تصرفاته كلها، حتى أنه شارك في حرب الردة، وقد كان لسانه حادًا واستكثر من هجاء كل من حوله، حتى أنه هجا الزبرقان بن بدر قائلًا “دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي” يقصد أنه لا يفعل شيء سوى الأكل والجلوس ولا يبادر بالسعي نحو شيء، وقد اشتكاه الزبرقان إلى خليفة المسلمين حينها عمر بن الخطاب، وحين تحقق عمر أنه يقصد هجاؤه حبسه ولم يخرجه إلا بعهد ألا يهجو أحدًا مرة أخرى.
الشاعر الحطيئة
يقال أن شعر الحطيئة في الهجاء شاعر الهجاء العبسي كان أكثر من سعر المدح، وقد عرف بهذا اللقب لأنه كان قصير القامة، كما قيل أن اللقب سببه دمامة وجهة، ولكن في سائر الأحوال لم يكن شخصًا محبوبًا بين الناس وإنما كان الجميع يتقي شره ويحاول الابتعاد عن هجاؤه، وفي الحقيقة كان فعلهم هذا صحيح لأنه هجا نفسه وهجا والديه ناعتًا إياهما بأبشع الصفات وداعيًا عليهما بالهلاك، كما أنه كان يتنصل من أصوله ويربط نفسه بالقبائل المختلفة ليهجو قبيلته ويتبرأ منها.
وعلى الرغم من كثرة قصائد الهجاء التي اشتهرت عنه إلا أن لديه كثير من الأشعار المتينة بالغة الحسن والتنظيم المقفى، ورغم ذلك لم يكن يحبه أحد حتى قد عُرف أنه إن حضر في مكان ما تسابق أهله لاستضافته والاحتفاء بنزوله، كما أن قريش خصصت له كثير من العطايا في سنة لم تكن توجد فيها الخيرات المعتادة أو بالأحرى سنة جدباء، كما جمعوا له 400 دينار وكل هذا بسبب بذاءته في الهجاء وألفاظه الحادة وقد قيل فيه “من أعطاه جد نفسه بهرها.. ومن حرمه هجاها”.
قصائد الحطيئة في الهجاء
كانت للحطيئة الكثير من قصائد الهجاء التي ذكر فيها قبيلته أو أشخاص تسببوا له بالضيق ولم يعطوه ما أراده من شأن واهتمام، ومن هذه الأبيات ما يلي:
أَذِئبُ القَفرِ أَم ذِئبٌ أَنيسٌ
أَصابَ البَكرَ أَم حَدَثُ اللَيالي
وَنَحنُ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُ ذَودٍ
لَقَد جارَ الزَمانُ عَلى عِيالي
وقد قال في شعره الكثير من الألفاظ الحادة التي تصيب المقصود بها بالغضب، كما ذكرنا أنه تعرض للحبس بسبب أشعاره، وذمه الناس وكرهوا الاجتماع به بسببها، وقد قال في هجاء آخر ما يلي:
أَتاني وَأَهلي بِذاتِ الدِماخِ
فَلا مِن مَآبٍ وَلا مِن قَرَب
مَسَبُّ اِبنِ لُقمانَ عِرضَ اِمرِئٍ
شَديدِ الأَناةِ بَعيدِ الغَضَب
لِقِرمٍ إِذا ما تَسامى القُرومُ
يُقَطِّعُ ظَهرَ البَعيرِ الأَزَبّ
وَأُمُّكَ حَمراءُ زَوفِيَّةٌ
لِنَقلِ الحَشيشِ جُرازُ الحَطَب
نَبيثُ الغُواةِ عَلى ثَفرِها
كَنَبثِ الثَعالِبِ جُحرَ السَرَب
الهجاء في شعر الحطيئة
لم يهجو الحطيئة القبائل فقط وإنما هجا أشخاصًا كُثر لأسباب عدة منها الكثير غير المعلوم، حتى أنه قال في ابن شعل ما يلي:
أَتَيتُ اِبنُ شَعلٍ بِالحُشاشَةِ صادِياً وَقَد رَكَدَت يَوماً أُصولُ السَمائِمِ
فَقُلتُ لَهُ يا اِنقَع صَدايَ بِشَربَةٍ مِنَ الماءِ تُقصي عَنكَ لَومَةَ لائِمِ
فَقالَ اِنتَسِب أَعلَم مَواقِعَ نِعمَتي وَكانَ القِرى فيهِم كَحَزِّ الحَلاقِمِ
فَقُلتُ لَهُ أَمسِك فَحَسبُكَ إِنَّما سَأَلتُكَ صِرفاً مِن جِيادِ الحَزاقِمِ
وقد قال أيضًا في قدامة أبيات من شعر الحطيئة في الهجاء شاعر الهجاء منها:
قُدامَةُ أَمسى يَعرُكُ الجَهلُ أَنفَهُ بِجَدّاءَ لَم يُعرَك بِها أَنفُ فاخِرِ
فَخَرتُم وَلَم نَعلَم بِحادِثِ مَجدِكُم فَهاتِ هَلُمَّ بَعدَها لِلتَنافُرِ
وَمَن أَنتُمُ إِنّا نَسينا مَنَ اَنتُمُ وَريحُكُمُ مِن أَيِّ ريحِ الأَعاصِرِ
فَهَذي الَّتي تَأتي عَلى كُلِّ مَنهَجٍ تَبوعُ أَمِ القَعواءُ خَلفَ الدَوابِرِ
مَتى جِئتُمُ إِنّا رَأَينا شُخوصَكُم ضِئالاً فَما إِن بَينَنا مِن تَفاكُرِ
وَأَنتُم أُلى جِئتُم مَعَ البَقلِ وَالدَبا فَطارَ وَهَذا شَخصُكُم غَيرُ طائِرِ
أَريحوا البِلادَ مِنكُمُ وَدَبيبُكُم بِأَعراضِنا فِعلُ الإِماءِ العَواهِرِ
الأسئلة الشائعة حول شعر الحطيئة في الهجاء شاعر الهجاء
بسبب كون الحطيئة شاعر لم ينل الشهرة الكبيرة التي يستحقها كانت هناك الكثير من الأسئلة الشائعة المتعلقة به، ومن أهم هذه الأسئلة ما يلي:
من هو الشاعر الذي هجا نفسه؟
هو أبو مليكة جرول بن أوس بن مالك، ولد في شبه الجزيرة العربية وانتسب إلى عدة قبائل بسبب العلاقات المهزوزة بينه وبين أبناء تلك القبائل، حيث كان مذمومًا وغير مرغوب في مجالسته والتقرب إليه بسبب شعره المسيء.
لماذا هجا الحطيئة نفسه؟
يقال أن ذلك حصل لغضبه على كل من حوله، وقد تولد ذلك الغضب جراء عدم ثبوت نسبه، حيث أعلنت أمه في البداية أنه ابن أخ بنت رباح، ثم أعلنت بعد سنوات طوال أنه ابن مالك بن أوس حينما ماتَ مالك، فشعر بالظلم والانحطاط لأنه لا يثبت له من أبيه، ومع ذلك طالب إخوته بالميراث فرفضوا أو أعطوه قدرًا ضئيلًا مما استحقه فزاد الحنق على العالم من حوله حتى أنه هجا الجميع ولم يجد من يهجوه بعد فهجا نفسه.
من هو الحطيئة؟
اسمه جرول بن أوس ابن مالك العبسي، وقد كُني باسم أبو مليكة حينما وُلدت له ابنته التي حملت هذا الاسم، وقد ولد عام 600 ميلادية تقريبًا وعاصر الفترة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم رسولًا، وقد آمن به لكنه كان إيمانًا ضعيفًا لم يصلح منه نفسه به ولم يقيمه في شؤونه وقد قيل أنه لم يقابل النبي أو يقترب منه، كما قيل ارتد عن الإسلام.
من خلال مقالنا اليوم يتضح لنا أن شعر الحطيئة في الهجاء شاعر الهجاء كان ديوانًا كبيرًا أصيلًا من الشعر ولم يأتي من عدم، بل كان يعبر فيه الحطيئة عن ما يستشعره حقيقةً نحو كل من هجاه، وبالرغم من حنقه الشديد على كل من حوله إلا أنه أخرج أمتن الأبيات الشعرية وأجودها نظمًا.
شاركونا بـ شعر الحطيئة في الهجاء شاعر الهجاء
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً