تخطى إلى المحتوى
قصة الهدهد مع سيدنا سليمان

قصة الهدهد مع سيدنا سليمان قصة سليمان والهدهد

ذُكرت قصةُ الهدهد مع سيدنا سليمان في القرآن الكريم في سورة النمل وهي من أشهر قصص القرآن الكريم3. فقد كان نبي الله سليمان من الملوك المؤمنين العادلين. ووهبه الله تعالى ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده وسخر له الرياح تجري بأمره والشياطين في خدمته كل بناءٍ وغواص وعلمهُ لغة الطير وجميع المخلوقات على وجه الأرض. وكانت كل تلك الكائنات مسخرة لخدمته عليه السلام وهم جنود له وتحت إمرته .وكان عليه السلام يدير مملكته بإحتراف وإلتزام تام ومتابعة دائمة وكان دائم التفقد لرعيته .وكان من ضمن جنوده المقربين هدهد يستعين به دائماً لمعرفة مواقع المياه ومقدار عمق الماء من الأرض .لما وهبه الله تعالى من حدة البصر .فتفقد الطير فلم يجد الهدهد من بين الحضور فغضب غضباً شديداً خاصةً أن غيابه بدون عذر أو إستئذان فتوعده بالعذاب الشديد أو الذبح لكنه وهو النبي العادل لم يقضي في أمره قضاءاً نهائياً إلى أن يسمع منه و يتبين عذره وتكون له حجة قوية لسبب غيابه ،
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ).

قصة الهدهد مع سيدنا سليمان

وعندما رجع الهدهد وهو يعلم حزم سيدنا سليمان وشدته في إدارة أمور ملكه. بدأ بأسلوب التشويق والإثارة فقال “أحطت بما لم تحط به “وأخبره بأنه وجد قوماً في مملكة سبأ باليمن تحكمهم إمرأة ويسجدون للشمس ويتوجهون لها بالعبادة من دون الله تعالى.ووصف الهدهد لسيدنا سليمان ما رآه هناك وأخبره بأن الملكة أوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم . واستنكر الهدهد بفطرته السليمة أن تلك الملكة وقومها قد زين لهم الشيطان أعمالهم فعبدواالشمس من دون الله تعالى.( إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ، أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ).وذلك الموقف يدل على ذكاء الهدهد وفطنته حين رأي ما يخالف فطرته السليمة قطع كل تلك المسافات من اليمن إلى بلاد الشام. ليخبر سيدنا سليمان عما رآه ليقيمه ويصلحه،
أراد سيدنا سليمان أن يتثبت و يتحقق من صدق الهدهد ودقة خبره. فأعطاه كتاباً وأمره بأن يرسله إلى تلك الملكة ويلقه إليها وينظر ماذا ستكون ردة فعلها على ذلك الخطاب، أرسل الهدهد الخطاب إلى الملكة وألقاه في المكان الذي كانت تختلي فيه بنفسها . ثم انصرف عنها تأدباً، تعجبت الملكة مما رأت ثم فتحت الختم وقرأت الكتاب
(إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)

 

استنكر الهدهد بفطرته السليمة أن تلك الملكة وقومها قد زين لهم الشيطان أعمالهم فعبدواالشمس من دون الله تعالى

الهدهد وسليمان

فرأت أن تعرض الامر على مستشاريها وبدأت في استشارتهم في كيفية الرد . أشار عليها بعضهم بالحرب وقالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد . فأخبرتهم أن الحروب إذا دخلت البلاد كانت سبباً في إهلاكها وخافت على قومها من الذلة
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35))
وأخبرتهم بأنها سترسل إليهم بهدية عظيمة لتتبين حقيقة سيدنا سليمان.فإن كان ملكاً من ملوك الدنيا أغرته بهذه الهدية وفرح بها .وإن كان نبياً مرسلاً صادقاً في دعوته لم يقبل إلا بتغيير العقيدة والتوجه بالعبادة لله تعالى وحده لا شريك له.

قصة هدهد سليمان

وبالفعل أعدت بلقيس ملكة سبأ الهدايا لسيدنا سليمان وأسرفت وبالغت فيها لتتمكن من إغراءه. وأمرت الجنود الذين سيحملون الهدايا بأن يتحسسوا الخبر عن سيدنا سليمان وعن ملكه وجنوده .فلماذهب الجنود اندهشوا من ملك سيدنا سليمان وجنوده من الجن والأنس والطير والحيوانات . ووجدوا الرفض التام من سيدنا سليمان للهدية .وأرسل مرة ثانية لهم يدعوهم للإسلام وإلا سيرسل إليهم جنوداً لن يقدروا على مواجهتهم ويخرجونهم من مملكتهم أذلة وهم صاغرون
(فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ)
وبعد أن رجع الجنود من عند سيدنا سليمان وأخبروها بالمُلك العظيم. وأخبروها برفضه للهدايا الثمينة والغالية .علمت أنه لا طاقة لها بالحرب معه وأيقنت أنه لن تشغله تلك الهدايا الباهظة أو تغريه و قررت أن تذهب مع رؤساء قومها لتتوصل إلى حل ودِّي مع سيدنا سليمان. وتتفاوض معه في أمور العقيدة والملك.

 

وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ

هدهد سليمان

ولما علم سيدنا سليمان بمجيئها هي وقومها أراد أن يجهز لها من المفاجآت ما يجعلها تستسلم لله تعالى وحده .فسأل جنوده {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}
قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ،وهذا من كرامات الله تعالى لسيدنا سليمان أن سخر له الجن والشياطين لخدمته عليه السلام فهو سوف يحضر له عرش ملكة سبأ ويقطع تلك المسافة العظيمة بين مملكة سبأ في اليمن ومقر حكم سيدنا سليمان في بيت المقدس (قبل أن يقوم من مقامه)،ثم عرض على سيدنا سليمان واحدٌ آخر من جنوده فقال{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}
أي قبل ان يغمض عينيه ويفتحهما ،ثم أحضر العرش في تلك السرعة الهائلة،فلما رآه سيدنا سليمان {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}

قصة سليمان والهدهد

حينها رد الفضل كله لله تعالى وأخذ يشكر ربه على كل تلك النعم الهائلة التي لم يمتلكها بشر قبله ،ثم أمرهم أن يغيروا معالم عرشها لينظر هل ستعلمه أم لا ،فلما جاءت الملكة قيل لها أهكذا عرشك ،احتارت الملكة في أمره لكنها ردت بكل ذكاء وفطنة (كأنه هو)فلم تنكره أو تثبت أنه هو ،ثم أبهرها سيدنا سليمان بمفاجأة ثانية حين جهزوا لها قصر ممرد من قوارير مبني على سطح الماء فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ظناً منها أن ثيابها ستبتل فأخبرها سيدنا سليمان أنه صرح ممرد من قوارير (قصر مبني من الزجاج الشفاف فوق الماء) فلما رأت تلك القدرات الخارقة أدركت أنها قدرة الله سبحانه و تعالى وأن تلك القدرات ليست بمقدرة بشر،فاستسلمت لله تعالى وتابت إليه وعلمت أنها ظلمت نفسها بالشرك بالله تعالى وعبادة الشمس من دون الله
(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سليمان لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
وآمنت هي وقومها بالله تعالى وكان للهدهد دوراً قوياً في تحويل مسار هؤلاء القوم من الشرك بالله إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له .

ذُكرت قصةُ الهدهد مع سيدنا سليمان في القرآن الكريم في سورة النمل وهي من أشهر قصص القرآن الكريم

شاركونا بـ قصة الهدهد مع سيدنا سليمان

للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.

شاهد أيضاً

قصة ذو القرنين

قصة صقر قريش عبد الرحمن الداخل

قصص أمثال شعبية

قصة حياة عنترة بن شداد

قصة الروح الباكية

انشرها على :
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments