المحتويات
قصة أصحاب الجنة في سورة القلم ملخص قصة اصحاب الجنة
توجد في القرآن الكريم الكثير من القصص والعبر التي ذكرها الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم ليثبت قلبه. وليتعلم ويعتبر بها المؤمنون من بعده. ومن أبرز هذه القصص قصة أصحاب الجنة في سورة القلم التي ذكر الله تعالى فيها قصة أناس ابتلاهم. فيما لديهم ليمحص قلوبهم ويُظهر ما في نفوسهم. وقد كان هذا الابتلاء في حد ذاته نعمة لهم. فما الذي حدث في تلك القصة وما هي العبر المستخلصة منها؟ هذه ما نوضحه تاليه.
قصة أصحاب الجنة في سورة القلم
“إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة” الابتلاء هو سبب وجودنا في هذه الحياة الدنيا. وهي ليست حياتنا الحقيقية، ولكن كثير من الناس ينسون ذلك. فقد قال تعالى في سورة الملك “الذي خلق الموتَ والحياةَ ليبلوَكم أيكم أحسن عملًا”. وعلى هذا الأساس. ابتلى الله عز وجل اصحاب الجنة في سورة القلم. والجنة هي حديقة غناء نمت على أرض اليمن. في قرية اسمها ضروان. كانت تخرج مع كل حصاد الكثير من الثمرات والأعناب وما لذ وطاب من أصناف الفاكهة. وقد كان يمتلكها في البداية شيخ كبير فكان يعلم أنها اختبار له، هل يريد ما في الدنيا أم يطمع فيما عند الله. فاختار ما عند ربه وعلم أن لله حقًا واجب عليه تأديته. لذا أصبح يقسم ثمرها على 3 أقسام قسم لبيته ونفسه وقسم يخرجه صدقات لله والقسم الثالث يعيد زراعتها به.
وفاة مالك الحديقة
حدث أن مات ذلك الرجل، وورث أبناءه الخمسة الحديقة التي أثمرت في عام وفاة أبيهم أكثر مما سبق. وزاد رزقها كثيرًا ببركة من الله، فملأ الطمع قلوبهم واجتمعوا على أن والدهم كان سيئ التدبير. وأنه ضيع غالب ثمر الحديقة هباءً على أناس لم ينتفع منهم بشيء!، وأنهم يجب أن يبيعوا هذا الثمر في تلك السنة فقط ليصبح لهم مالًا كثيرًا ينتفعون به، ومن ثم يعودون للتصدق كما كان يفعل أبيهم بدءً من عامهم المقبل.
توافق 4 من الأبناء على هذا الرأي إلا أخًا لهم ذكرهم بالله. وبأن الحديقة ملكه هو وأنها اختبار لهم وللفقراء منها نصيب، وقال لهم أيضًا أن الله يبارك في حديقتهم تحت ظل تلك الصدقات وأنهم قد يخسروها بسبب ما يريدون فعله. لكنهم لم يستمعوا إليه بل آذوه وأجبروه على العمل بمثل ما يعملون. واتفقوا على الخروج باكرًا والبدء بحصاد ثمار الحديقة كلها بدون أن يشعر بهم أحد، واتفقوا على موعدهم بالصباح الباكر، وعزموا على ألا ينال منها مسكين واحد أي شيء، وحين عزموا ذلك لم يقولوا حتى “إن شاء الله” واستغنوا بقوتهم وتدبيرهم وبما ملكوه!
فأصبحت كالصريم
لم يكن يدور بتفكير الإخوة أن الله عز وجل هو خير الماكرين، وأنه يفعل ما يريد ويربي عباده ويعلمهم. لذلك نزل على الحديقة طائف وبلاء شديد جعلها تحترق تمامًا وتصبح أسود من قطع الليل المظلمة ولا يبقى منها أي شيء، ومع ذلك لم يشعر أحد بشيء خلال حدوث ذلك، إذ قام الإخوة نهارًا في موعدهم يجمعون بعضهم للذهاب إلى ما ينوون فعله، وساروا حتى وصلوا إلى حديقتهم فوجدوها سوداء محترقة؛ فظنوا أنهم أخطأوها. وتأكدوا مرة أخرى حتى تحققوا أنها جنتهم وأنهم خسروها كاملة. و أن الله عز وجل لم يرضَ بما فعلوه وأنهم ظلموا أنفسهم وخرجوا خاسرين.
التعريف بقصة أصحاب الجنة
قصة أصحاب الجنة ذُكرت لعبرة، فقد ابتلى الله عز وجل أهل مكة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقد كفر منهم الكثير بتلك الرسالة واستغنوا بأموالهم ونفوذهم وما لديهم من نعم قد منحها الله لهم. ولم تأتيهم بفعل قوتهم ودهائهم كما يظنون، ولكنها بفضل من الله. ويخبرهم الله عز وجل أن منحهم كل ما هم فيه وأكثر ليس عليه بعسير. وكذلك أخذه منهم وتدميرهم تمامًا ليس عليه بعسير، فعليهم ألا يغتروا بما لديهم ويحسنوا الاختيار لأن ما عند الله باقٍ وما في الدنيا يفنى. وأن أقل درجة في الجنة تمنح صاحبها مثل ما في الدنيا كلها من نعيم مضاعف عشر مرات. إلا أنه باقٍ للأبد، وليس منقوصًا كما في الدنيا، وفي الحقيقة العبرة مقصود بها كل من يعلم تلك القصة وليس أهل قريش فقط.
ملخص قصة اصحاب الجنة
ذكرت في سورة القلم قصة اصحاب الجنة لنتعلم منها ونعتبر ونتذكر أن كل رزق أعطانا الله إياه له فيه حق، فإن تعلمنا نعلم غيرنا وإن آتانا مالًا نؤتِ المحتاج فينا وهكذا. وإن لم نفعل فسيأتي البلاء الذي يعتبر بمثابة فرصة أخيرة لنتوب، وإن تبنا فهو خير لنا. فقد رزق الله تعالى هؤلاء الإخوة بأن أمر بالطائف ليطوف على جنتهم. ولم يكن هذا سوى رحمة منه، لأنهم ما إن رأوا ما حدث لها أيقنوا بأنهم ظلموا أنفسهم، وخشوا أن يحرمهم الله فضله ونعمته جميعًا وألا يرضى عليهم ويجعل موعدهم النار، حتى إن أخاهم قال لهم “ألم أقل لكم لولا تسبحون” فعمدوا فورًا إلى تسبيح الله والإنابة إليه وتعلموا الدرس، وعلموا أنهم إنما يرغبون إلى الله ويطلبون ما عنده دون بُخل وإمساك على غيرهم.
يجب أن نقص قصة أصحاب الجنة في سورة القلم للأطفال ونشرح لهم أحداثها ومقاصدها؛ حيث تعلمنا القصة أيضًا أن المرء ما هو إلا قيم على الأملاك التي يختبره الله بها بأن يديرها كملك له في حياته، أو بالأحرى هو مجرد حارس لها. وعليه أن يعلم أن لله فيها حق ويخرجه لأن الملك لله وما إن يموت هو تنتقل تلك الأملاك إلى غيره، وتكون بمثابة ابتلاء له أيضًا وعلى هذا تسير الدنيا حتى نهايتها.
الأسئلة الشائعة حول قصة أصحاب الجنة في سورة القلم
ترد الكثير من الأسئلة بخصوص تلك القصة العظيمة وعما يمكننا أن نتعلمه منها، ومن تلك الاسئلة:
ما هي قصة اصحاب الجنة في سورة القلم؟
قصة أصحاب الجنة هي قصة جنة كان لها مالك فتصدق بجزء من ثمرها، ولكنه مات فبخل أبناؤه بالثمار وأرادوا أن يحرموا المساكين منها، فأرسل الله عليهم العقاب ولم يمدهم في الطغيان، وكانت نتيجة ذلك أن تاب الإخوة وعلموا أن الدار الدنيا هي دار الغرور والفناء وأن الآخرة خير وأبقى.
ما هو عذاب اصحاب الجنة؟
كان عذابهم أن ناموا يملكون الخير الوفير والمال الكثير، واستيقظوا فقراء مساكين لا يملكون شيء وينتظرون صدقات غيرهم عليهم، وهذه سنة الله في أرضه، إن لم يحسن الإنسان إلى نعمة ربه تركته ويكون هذا الابتلاء كاشفًا له يُظهر مدى إيمانه بربه، فإن كان لديه بعض الإيمان تاب وأصلح وإن لم يكن سخط ورفض فيغضب الله عليه.
هل سورة القلم مكية؟
نعم، ن من السور المكية التي أنزلها الله عز وجل على نبيه الكريم في مكة وأقسم الله فيها بالقلم، ويقال إن نون هو الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام، وقد كان من أهم أسباب نزولها تنبيه المشركين أن تكذيب محمد لن يضره في شيء بل يضرهم أنفسهم ويجعلهم في خسارة دائمة، وأن الله عز وجل أحيانًا ما يمنع عنا النعم لنعود للطريق القويم.
نتعلم من قصة أصحاب الجنة في سورة القلم أن القلم من الأشياء العظيمة، وقد أقسم الله به في تلك السورة لعبرة، وأن المرء لا يرى الحقيقة دائمًا ولا يعلم كل شيء ولكن الله يعلم ويعلمنا ليهدينا إلى طريق الجنة، لذلك يجب الاهتمام بالمحافظة على نعم الله ونؤدي حقه فيها ولا نبخل على من جعل الله لهم فيها رزقًا.
شاركونا بـ قصة أصحاب الجنة في سورة القلم
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً