المحتويات
شرح قصيدة الحطيئة دع المكارم قصيدة الحطيئة دع المكارم
الحطيئة من الشعراء العرب المخضرمين وعرف عنه أنه لم يترك أحداً إلا وهجاه وقد أدرك الإسلام فأسلم ثم ارتد. تعددت قصائده من المدح والذم والهجاء. وكانت تخشاه الملوك والحكام من فحش قوله وبذات لسانه. وعرف باسم الحطيئة لأنه قليل اللحم ودميم الخلقة وقصير القامة.وذكرت الكثير من المصادر التاريخية أنه مجهول النسب حيث أنه لم يعرف له أب وكانت والدته معروفة باسم الضراء وسنتناول بشيء من التفصيل شرح قصيدة الحطيئة دع المكارم من خلال السطور القليلة القادمة.
شعر الحطيئة
لحياة الحطيئة أثراً كبيراً في تجربته الشعرية. فكما نعلم أن المبدع ابن بيئته ولا بد من أن تؤثر فيه ويتأثر بها. وذلك بالتزامن مع الأحداث التي تمر في حياة كل شاعر. ويؤثر ذلك بالمخزون العاطفي والوجداني للشاعر فمن أوائل الأشياء التي أثرت على شعر الحطيئة هي القسوة والحرمان لأنه لم يعرف له أباً وثانيها هو التملق لكسب المال فهو معروف بالمدح أو الهجاء لأخذ أسباب الحياة وكسب العيش والعامل الثالث هو تكوين الصور الشعرية من البيئة المحيطة. فيعبر عن جمال الفتاة بالغزال الصحراوي وتكون معطاءة مثل الناقة وما أكسب الحطيئة الحس التشاؤمي في معظم قصائده هو ضيق العيش والسعي الدائم لترويض الشعر من أجل لقمة العيش لبيته ولأهله. ويقول كثير من المؤرخين أن الحطيئة أدمن الهجاء والسب والهجوم فأصبح لا ينفك عنه وأمسى كمن يعانون من مرض نفسي كالنار تأكل بعضها بعضاً حتى قيل أنه هجا والدته وقيل أنه هجا نفسه.
وتصديقاً لما تم ذكره فيما سبق فبعد ما تم إعتاق والدة الحطيئة وسألها عن نسبه ومن هو أبيه. فقالت له إن أباه هو أوس بن مالك فذهب يطلب من أخوته ميراثه من والده فعنفوه ولم يعطوه سوى بضع نخلات ولما طالبهم بالمزيد وأنه له حق أكثر من ذلك بكثير ضربوه ضرباً مبرحاً حتى هجاهم وقال فيهم :
تمنيت بكراً أن يكون عمارتي
وقومي وبكر شر تلك القبائل
ذا قلت بكر نبوتم بحاجتي
فيا ليتني من غير بكر بن وائل
ولم يعرف التاريخ أحداً من الشعراء الجاهليين أو المعاصرين أو في أي زمان ومكان هجا أمه إلا الحطيئة. وذلك عندما عاد إلى بني عبس وانتسب إلى القبيلة مرة أخرى بعد مشاكل أخوته على الميراث وجد والدته. قد تزوجت رجلاً يدعى كلب بن كهنس بن جابر فهجاها بتلك الأبيات:
تنحي فاقعدي مني بعيداً أراح الله منك العالمين
أغربالاً إذا استودعت سراً وكانوناً على المتحدثين
جزاك الله شر من عجوز ولقاك العقوق من البنين
قصيدة الحطيئة دع المكارم
قال الحطيئة تلك القصيدة في هجاء الزبرقان بن بدر التميمي السعدي وكان سيداً في الجاهلية وأسلم. وحسن إسلامه. وكان يكني قمر وذلك لشدة جماله ولحسبة ونسبه. هجاه الحطيئة قائلاً:
دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي
يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
وقيل في شرح قصيدة الحطيئة دع المكارم أنها من أكثر أبيات الهجاء جمالاً وتعبيراً في الشعر الجاهلي وقد يخفى على البعض معنى هذا البيت والمظاهر الجمالية فيه فهذا البيت مقلوباً من أسلوب المدح إلى أسلوب الهجاء في قول الشاعر لا ترحل لبغيتها فليس المقصود هنا أن الزبرقان عنده المكارم ثابتة لا تتغير وذلك لجوده وكرمه ولا تغادره إلى شخص آخر ولكن المقصود أن الزبرقان لا يرحل لطلب المكارم لأنها لا توجد عنده أصلاً ففاقد الشيء لا يعطيه وهنا يتجلى جمال اللغة العربية في ذا البيت فقد تحول من الأسلوب الخبري إلى الأسلوب الإنشائي فدع المكارم لا ترحل لبغيتها أي لا ترحل لطلبها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي وفيها إشارة بأنك يا زبرقان تحولت من اسم فاعل إلى اسم مفعول بأنك تحتاج من يطعمك ويكسوك.
مناسبة القصيدة
قصة قصيدة دع المكارم هي أن الزبرقان كان سيداً في قومه ونزل ضيفاً عليه الحطيئة فأكرمه وأطعمه وأحسن استقباله وقامت حرب بين الزبرقان والقريعيين وكان الحطيئة يميل إلى القريعيين فما خيروا الخطيئة إلى أي من القبيلتين ستنضم وتدافع فاختار القريعيين. فلما بلغ ذلك الزبرقان أنشد شعراً يهجو فيه الحطيئة فما كان من الحطيئة إلا أن هجا الزبرقان بتلك الأبيات.
شرح قصيدة دع المكارم
تعددت القراءات الشعرية في شرح قصيدة الحطيئة دع المكارم ففيها بعض الأبيات الشعرية ذات اللغة الرائعة والجماليات القوية ولما قال تلك الأبيات الحطيئة أرسل الزبرقان إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو إليه الحطيئة وشعره فحكم أمير المؤمنين أحد الشعراء فقال الشاعر الذي حكمه عمر هو شعر هجاء لم أرى مثله قط وكان من عادات العرب أنهم يغضبون بشدة إذا أحد هجاهم في أصلهم الطيب أو هجائهم بصفات البخل وعدم إكرام الضيف وما حدث عكس هذا مع الحطيئة فالزبرقان أكرمه وضيفه ولكنه أنحاز إلى أعداءه مما جعله يغضب منه وأنه كان ينتظر منه رد الجميل وأكمل الزبرقان بقية أبيات القصيدة قائلاً:
قد مرَيتكم لو أن دِرَّتكم يومًا يجيء بها مَسحي وإبساسي
وقد مدحتكم عمدًا لأرشدكم كيما يكون لكم مَتحي وإمراسي
أزمعت يأسًا مبينًا من نوالكم ولن ترى طاردًا للحرِّ كالياس
وفي تلك الأبيات يقول الحطيئة بلغة السخرية اللاذعة أنه يمسح على ضرع الناقة لتبس أي تنزل الحليب منها فلعل هذا يجدي نفعاً للزبرقان فالإشارة هنا أن كثرة مديح الزبرقان جعله ينهج مكارم الأخلاق وليس ذلك الطبع متأصلاً فيه كما تأتي الإشارة في البيت وقد مدحتكم عمداً لأرشدكم كيما يكون لكم متحي وإمراسي وانظر إلى جمال هذا البيت فهي حياة الأعراب في هذا الزمن واستلهم جميع مفردات البيئة البدوية آن ذاك فهو يمرر يده على ضرع الناقة فلا تأتي له بالحليب ومازال ينتظر وفيها إشارة إلى أن بني الزبرقان حتى لو قام بخدمتهم ومرر يده على ضرع ناقتهم فلن تأتي باللبن.
الاسئلة الشائعة حول شرح قصيدة الحطيئة دع المكارم
تتعدد الأسئلة حول تلك القصيدة والتي اعتبرها العرب من أفضل ما قيل وجاء من شعر الجاهلية في قصيدة الهجاء وإليك بعض من تلك الأسئلة
ما المقصود بأفراخ بذي مرخ
الأفراخ هي صغير الطيور التي لم يظهر لها ريش والمرخ هو الدهن الموجود على الجسد وهي كناية عن حجم صغير الفرخ وأنه شديد الضآلة لدرجة أنه قد لا يرى منه سوى الدهن الموجود على جسمه الذي ليس فيه ريش.
من قائل قصيدة دع المكارم
أبومليكة جرول أبن أوس ويدعى بالحطيئة وهو من الشعراء الكبار في الجاهلية وحضر الإسلام وهو الذي أنشد تلك الأبيات هجاءً لبني الزبرقان
من هو الشاعر الحطيئة
هو شاعر من العصر الجاهلي وأدرك الإسلام وكان معروفاً عنه الهجاء لكل من يقابله وكان منبته غير مشرف لأنه لم يعرف له أباً وتأثر بذلك فأصبح يحمل عداوة ظاهرة لكل من يقابله.
شاركونا بـ شرح قصيدة الحطيئة دع المكارم
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً