المحتويات
الشاعر سائر إبراهيم شعر قصائد أشعار وحياة سائر ابراهيم
سائر إبراهيم هو شاعر سوري معاصر يعتبر واحدًا من أبرز وأهم الأصوات الشعرية في العصر الحديث. ولد في مدينة حماة بسوريا عام 1946، وتوفي في عام 2017. يعتبر سائر إبراهيم رائدًا في نقد العصر والمثقف الشاعر، حيث كان له دورًا مهمًا في تجديد الشعر العربي وإعطائه لمسة عصرية.
الشاعر سائر إبراهيم
الشاعر سائر إبراهيم وقصيدة كانت حقول العمر أشهى:
يوم كان الحلم أعذب
والوقت كان حمامة
تغفو على شباك بيت
شرّع الأبواب للفرح الهَطول إلى أن يقول:
من كان يدري
أن تحت وسادة الأحلام وحشٌ كامنٌ
وعلى موائدنا الشهية
في زوايا الدار
في حقل المواسم
ألف ثعبانٍ وثعلب
أشعار سائر إبراهيم
الشاعر سائر إبراهيم وقصيدة وطني:
وطني وطني ما أحلاه
في قلبي يزهر معناه
فيه ولدت وفيه كبرتُ
وتعلّمت دروس هواه
وطني أمّي وأبي وأخي
وصباح الخير حكاياه
يغمرني حباً وحناناً
يحميني بأمان مداه
هيا يا أطفال بلادي
كي نشدو أنغام علاه
هيّا نرسم غدنا الآتي
زهراً يضحك فوق رباه
نحن الماءُ الدّافق فيه
وبراءتنا نور سماه
سائر إبراهيم قصيدة تغريبة الشعراء
الشاعر سائر إبراهيم وقصيدة من تغريبة الشعراء:
بيتٌ .. يضمِّد بالسكونِ خرابَهُ
و يضمُّ في ظمأِ الحنين..سرابَهُ
عارٍ من الأيامِ.. منذُ فجيعةٍ
داستْ بأقدامِ الأسى أعتابَهُ
يتصفَّحُ الذكرى.. وحيداً كلّما
فتَحتْ رياحُ الراحلينَ كتابَهُ
و تمدُّ (ياءَ ) الشوقِ.. شرفتُه التي
غرَسَ الخواءُ بحضنِها.. أنيابَهُ
لا ماءَ.. كان الغيمُ هاجرَ مُذْ رأى
حقلاً بلا كفٍّ.. تَحيكُ ثيابَهُ
لا شمسَ يَرضعُها الصباحُ.. تَيَبّسَتْ
يومَ الدخانُ طغى.. و مدَّ سحابَهُ
(هل ترجعُ الأفراحُ !)..
يسألُ موقدٌ
و يطولُ ليلٌ .. بالـرمادِ أجابَهُ
و تُردِّدُ الأبوابُ ..موّالَ الصدى
يا أمّهاتِ الوجدِ.. يا أبوابَه
و يهيجُ عقمُ الدربِ..
هلْ منْ خطوةٍ
تمْحو بأزهارِ الإيابِ يبابَهُ
بيتٌ بلا معناهُ.. أيُّ متاهةٍ
ألْقَتْ إلى قعرِ النوى غُيّابَهُ
في الحَرِّ تحكي وردةٌ .. لمّا تزلْ
وهْناً على وهْنٍ
تواسي بابَهُ
( قد كان .. يا ما كانَ ..
في وضَحِ المنى
بيتٌ.. بنَتْ كفّ الحياةِ شبابَهُ
أتذَكّرُ الأضواءَ.. كم لعبتْ هنا
و هُنا..
هنا صبَّ الشذا أكوابَهُ
شجرٌ يرشُّ الظلَّ..
عزْفُ حديقةٍ
قمرٌ.. و قنطرةٌ تعبُّ رضابَهُ
شَلّالُ قمحٍ في الحقولِ..
و دبكةٌ في الساح
إنْ قالَ الربيعُ خطابَهُ
و الوقتُ كان حمامةً..
كان الجّنى
ثوباً.. يزمّلُ بالرضا طلّابَهُ
أهلٌ ..
على خبزِ الكفافِ تجمّعوا
و بصورةِ الحبِّ الثريِّ ..تشابهوا
كبروا..
و دفءُ البيتِ يسقيْ حلمَهم
و يبثُّ في أعمارِهمْ أطيابَهُ
لم يرفعِ الأسوارَ..
كانَ مشرَّعاً
يُهدي لزوّارِ النسيمِ رحابَهُ
لم يدرِ..
أنَّ الكرْمَ يُغري ثعلباً
لبسَ القناعَ.. مراقباً أعنابَه
و بأن شوكَ الشك..
ذاتَ غوايةٍ
سيغزُّ في زهرِ اليقينِ حِرابَهُ
و أتى زمانٌ سامريٌّ..
يومَها ..
ضلَّ الأحبةُ.. صدّقوا أنصابَهُ
كسروا إناءَ النور..
كيفَ بلحظةٍ
كلٌ رمى الحِمْلانَ..
سلَّ ذئابه؟
نادتْهُمُ الأبوابُ..
لمْ يتوقّفوا
و انهدَّ قلبُ البيتِ..
حينَ تجابهوا)
يا بيتُ.. يا أيوبَنا..كم نكبةٍ
و فمُ اصطبارِك.. يحتسي أوْصابَهُ
(سيزيفُ ) سرّحَه العناءُ.. و لم يزلْ
فيكَ الهوى.. صخرُ الفراغِ عقابَهُ
لم تيأسِ النظراتُ.. من نبْشِ المدى
ما كَلَّ غصنٌ.. يشتهي أسرابَهُ
صرّخْ على الأحبابِ.. إنَّ جذورَهم
عطشى لميناءٍ.. تضمُّ ترابَهُ
لا لنْ يموتَ الوردُ.. يحكي تائقاً
أن يبْذرَ الأمسُ الخضيلُ إيابَهُ
فلعلَّ درْسَ النارِ.. يجلو في غدٍ
ذهَبَ الأخوّةِ..من خبيثٍ شابَهُ
فتفيقُ منْ رحمِ الرّكامِ.. خميلةٌ
و يُمزّقُ الصبحُ السجينُ حِجابَهُ.
قصيدة ارتحال سائر إبراهيم
الشاعر سائر إبراهيم وقصيدة ارتحال:
لا أرض للقمر المبعثر في سماوات الرحيلْ
سفرٌ إلى سفرٍ..
وحلمٌ بالوسادة والنعاس ..
ويَدٌ تحيك الريح ذاكرةً وتومئ للفصولْ
لا ماءَ يمسحُ عن تجاعيد السنا وجعَ اليباس ،
لا دفءَ يوقظ في المآقي شهوةَ الغفوِ الجميلْ .
حطَّتْ على شفتي القصيدةُ ،
قبّلتْ صمتي .. وناحتْ ..
حرّكتْ جمر الحكايات العتيقةِ .. حين باحتْ
قلتُ : يا سهدُ استفق
وتقمَّصي يا روحُ موّالاً جديداً ،
هاتِ ياترحالُ راحكْ..
حسبنا من غيمة الأحلامِ ظلٌّ لا يظلُ،
وصهوةٌ من لهفةِ الكلماتِ ترتكب الصحارى حيثُ راحت
عِمْ حريقاً أيها الزمن الهلاميُّ الأماني ،
أرهقتنا نهدة الترحالِ فيكَ ،
فقلْ متى تفشي صباحكْ
عندما تدع الحقول رموش حنطتها وتنأى
أستظلُّ صقيع صمتي
ويصير وجهكِ موطناً
ويصير عطر الياسمين يداً تدغدغ ما تبقى من ثغاء الحرفِ
في فلوات صوتي
أعدو إليكِ كأنني قدرٌ
كأنَّ المستحيل الصعبَ أنتِ
ويصدّني عسَسٌ تقفّى لهفتي
وارتاعَ حين نبشتُ موتي
من أنتَ ؟
نايٌ لم يجد قمراً يسامرهُ فأغمض لحنه العاتي ونامْ
من أنتَ ؟
نيسانٌ أخيرٌ قابَ صحرائينِ غادرهُ الغمامْ
مازلتُ أؤمنُ أنّ وجه الليل أنثى ،
أنّ نافذة النشيدِ تصير منفى حين يهجرها الهيامْ
فخُذوا المدائنَ والخزائنَ واتركوا وطناً أخيراً في دمي
لأظلَّ أعلنُ للمدى حبقي
وأعلو في مدار الحبِّ أغنيةً تكحِّلُ بالسنا لهَفَ الكلام .
مازلتُ أنتظر البلاد الّلا تجيءُ لكي تجيرَ دمي وتختتمَ الحِداءْ .
مستوحداً .. تجتاحني اللغةُ التي أحتاجها كلَّ انطفاءْ ،
لأفرَّ من وجهي إلى وهجي …
وأرتشفَ الندى من خضرة المعنى
وأحتضن القصيدةَ ،
كلّ أنثى راودَتْ لغتي مضتْ ..
وبقيتُ وحدي في المساءْ ..
نمْ يا لهيبَ الشعرِ .. نمْ
( أُوْلِيْسُ ) عادَ .. وما رجِعتُ إليَّ من سفَرِ الخواءْ ..
لا برّ يمنحني الوصولَ ،
ولا يدٌ في الغيب تنسج حبيَ النائيْ نشيداً
ثمَّ تبتهلُ الدعاءْ …
نمْ .. واحضن الأحلامَ والقمرَ البعيدَ ،
لعلَّ صبحاً يوقظ الميناءَ فيكَ ،
ويكنس الزمن الهباء
قصيدة سلام عليها شعر سائر إبراهيم
الشاعر سائر إبراهيم وقصيدة سلام عليها:
فتـاةٌ تجيءُ من الياسمينِ
لتنثرَ في الروحِ صبحَ يديها
سلامٌ عليها
سلامٌ على العمرِ
حينَ استراحَ على بابها واستدلَّ عليها
سلامٌ على الشعرِ
حينَ استظلَّ بنار هواها
وقال شذاها
وحين غفتْ قبّرات القصيدةِ في راحتيها
لها شرفةٌ في أعالي الخيالِ
أعوذُ بزنبقها من خريفي
ألوذُ بها إنْ رمتني البلادُ
و حاصرَ طيرَ رؤايَ الزمانُ
أرتلُ خُضرَتها كلّ شوقٍ
و أعدو إليها
فأغدو نسيماً
و أغفو كنهرٍ على ضفتيها
أحِبُّ بها حبَّها لجنوني
و كُرهَ يديها لقيدِ القبيلةِ
أعشقُ فيها اتساعَ السماءِ
و عمقَ البحارِ
و صدقَ الفصولِ
وأهوى الدروبَ التي ترتوي من رحيقِ خطاها
وأحسِدُ بيتاً تُبعثِرُ فيه سنا مقلتيها
أنا منذُ جاءتْ خلعْتُ ظلاميْ
ختَمْتُ جليدي
و كنتُ استقلْتُ من النورِ قبل هطولِ ابتسامتِها في نشيدي ..
و كنتُ خريفاً ..
أضمُّ الحنينَ الحزينَ
وأبكي إذا نجمةٌ غازلَتْها الليالي ،
وإن نامَ عطرٌ بحضْنِ الورودِ..
وحين أتتْ صَّيرتْني ربيعاً
وألقَتْ على مقلتيَّ صباها
فضجَّ الهوى
و استفاق الكلامُ ،
و صارتْ حروف القصيدةِ نحلاً..
يطيرُ إليها ..
سأبقى لها صوتَها حينَ تشدو..
وتبقى دمي..
ظلُّنا واحدٌ…
نبضنا واحدٌ…
و البلاد التي ضاق فيها الضياءُ ستصبحُ أبهى..
و سوف يصير الجمال الهاً .
سأبقى أردّدُ قدسَ هواها
و أشدو لصمت الزمان شذاها
ليصرخَ طيرٌ.. وبرٌّ ..وبحرٌ
سلامٌ..
سَلامٌ…
سلامٌ عليها.
قصيدة أرض أخرى الشاعر سائر إبراهيم
الشاعر سائر إبراهيم وقصيدة أرض أخرى:
إنْ قلْتُ:
وجهُكِ بيدرٌ من حِنطةِ الرؤيا
وعيناكِ اللغاتُ..’
هل يصَدقُني الرُّواةُ ؟
وإذا (رفَعْتُ) لطقسِ وعدِكِ دعوَةً
و(نصبْتُ) قُدّاساً لشمسكِ
ثمّ (كسّرْتُ) الدّجى لأشِيدَ صبحكِ
هل سيرحَمُني النّحاةُ ؟
ما همّني خَفَرُ الكلامِ
ولا سيوفُ الناقدينَ
القابعينَ على الهوامشِ
سوفَ أكتبُ ما أحسُّ
فلي بياضُ الحلمِ
في تختِ الخواطرِ
لي حروفٌ لا ترى حدّاً لِأفْقِ جناحِها
لي غابةُ المعنى ..
هناك السحرُ يُمْطِرني
وتكتبني بحكمتها.. الحياةُ
وهناكَ لي حريّة الأوطانِ
أعدو خلفَ غزلان القصائدِ
أقطفُ الأفكارَ من شجر التجلّي
أشربُ الألحانَ من ماءِ البلابلِ
تلكَ أرضُ عذوبتي
مذْ عِشْتُ فيها لم يقيّدْني جدارٌ
لمْ يخدّرْني سُباتُ
ولاّدةٌ ..
لا عقمَ يخرِسُ خِصْبَها
قدسيّةٌ ..
ما دنّستْ ينبوعَ فِتْنتِهِا الطغاةُ
و إلى إلهِ حقولهِا
سأظلُّ أبتهِلُ المواسمَ
حاملاً قربانَ شعري
و انطفاءَ الشكِّ في نجوى يقيني
كي يكافئَني بأقمارِ الخيالِ
وجرأةِ الأنهارِ
و الفرحِ المشاغبِ
كلّما اشتعلتْ بأقلامي
لحضْرتِهِ ..الصلاةُ
شاركونا بـ قصائد للشاعر سائر إبراهيم
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
وأهوى الدروبَ التي ترتوي من رحيقِ خطاها
وأحسِدُ بيتاً تُبعثِرُ فيه سنا مقلتيها…
أنا ..منذُ جاءتْ .. خلعْتُ ظلاميْ ..
ختَمْتُ جليدي..
و كنتُ استقلْتُ من النورِ قبل هطولِ ابتسامتِها في نشيدي
لي حروفٌ لا ترى حدّاً لِأفْقِ جناحِها
لي غابةُ المعنى ..
هناك السحرُ يُمْطِرني
وتكتبني بحكمتها.. الحياةُ
وهناكَ لي حريّة الأوطانِ