المحتويات
قصائد محمد عيد إبراهيم أشعار محمد عيد إبراهيم
يعتبر محمد عيد إبراهيم من شعراء العصر الحديث، فهو شاعر مصري كتب العديد القصائد التي نالت إعجاب الكثيرين ممن يهتمون بالأشعار، فكتب قصائد دينية وقصائد اجتماعية وسياسية وثقافية، فسوف نتناول بعضاً منها في هذا المقال.
قصائد محمد عيد إبراهيم
الشاعر محمد عيد إبراهيم وقصيدة لوما في ساحل المجاز:
قَمرٌ كالثدي، في ليلٍ كلهُ غامضٌ،
وراحَ فمي، في هُيامٍ، يردّد: “لوما”،
و”لوما”، فرأيتُ “لوما”،
تنضّ عنها بُرنُسَ البحرِ، تزعقُ
وهي تبكي: “أيعوي الشوقُ، كالكلبِ، مِن
مِنبره؟”، ثمةَ بإصبَعها، زهرةٌ، كعَظْمةٍ بيضاءَ
مَقصُوصةٍ، “لوما” تُخَرخِشُ تفّاحةً، بقَواطِعها
الأماميةِ، تحدِجُ، للوراءِ، في سُخطٍ، شَفتاها
كحلقةِ نيرانٍ، على أخضرِ الفاكهةِ،
وتحتها قُطَيطٌ يلحَسُ كَعبها، بتودّدٍ…
راحَت تميلُ على حَجرٍ ناعمٍ، حولي صُخورٌ
مُسَنّنةٌ، كلّ ضِلعٍ بها مَوزةٌ، وحَناناتٌ
بحَنيةِ بطنِها، يندلق ثديُها، مثلَ كوزِ العسلِ
على مَوجٍ، كفَوجٍ، من غُزاةٍ راحَ يستوطنُ
شَعباً، فزمجَرتُ، أحشو لساني؛ وقد
هِجتُ: “اللّعوبُ، تكسَبُ دائماً”، ورفَعتُ
حَبلي الأخيرَ، أرسَيتُ مَرساتي، فلا تطيرُ
مِن قلبي “لوما”، لملَمتُ شَمسي فلا أرتفعُ،
وخلفي أحازينُ، بمناقيرَ صُلبةٍ، وقد طارَ ،
بفَحيحٍ، من مُعجَمها الليليّ: “قلبي ذَبّاحٌ”.
طَقّ أُنبوبٌ من الأزرقِ
في ثيابي، و”لوما” على الساحلِ، تَمرةٌ
حمراءُ: “أعودُ، لكي أراكَ”، يُصيبني
بالرّجفةِ، تمثالٌ نحيلٌ، وَسطَ حَمّامٍ من
بُخارٍ، في الهواءِ، ويقضمُ البسكويتَ،
خَدشٌ لا يبينُ، صَوبَ مَفرقِ الإبِطِ، فيكسرُ
زاويةَ النظرِ، إلى ترائبِ “لوما”، وهي تتنفّسُ،
فأحسّ بهمَجيةٍ، في البحرِ، بجوعٍ لتمشيطِ
جسمي من نواجذِ “لوما”، أنا/ سالبُ “لوما”،
وكلانا الضّحيةُ!
قصائد محمد عيد إبراهيم
الشاعر محمد عيد إبراهيم وقصيدة النوم على جناح المريد:
(لوحة)
رجلٌ شبيهٌ بعصفورٍ، خلفهُ ثعلبٌ يتقلّبُ من الضحكِ.
وامرأةٌ تميلُ كأنْ خلفَها ريحٌ صافرةٌ،
لكن تبيّنَ أنهُ ضبعٌ سَحِيمٌ.
والاثنان في مشهدٍ جبليٍّ، لكأنهُ غابةٌ قاحلةٌ
مقطوعٌ دابرُها، تحتَ سَماءٍ كلها كائناتٌ
حولَها أسلاكٌ شائكةٌ، ضِمنها طيرٌ يتخفّى
من صوتهِ، وسطَ أعشاشٍ تطيرُ،
كتلكَ التي في القلبِ، تحتَ القلبِ،
بحنانٍ على شكلِ فمٍ أنثويٍّ ثَخينٍ
وهو يطعَمُ طرفَ اللسانِ، بصوتٍ بُلبليٍّ
فيقومُ قائمٌ، وينامُ نائمٌ…
ربما حانَت “الآخرةُ”:
رَشَاشٌ حولَ هيكلٍ
فوقَهُ راياتٌ وأحلامٌ تولّي وجهَها
نحو أرضٍ سَبْخةٍ، وفراغٌ أبيضُ الروحِ
ملؤهُ شبحٌ كعِفريتٍ متطاولٍ، أو دجاجةٍ
كالطَودِ، وعجيبٌ أن الشبحَ شفّافٌ،
كلهُ عالمٌ ما ورائيٌّ:
لبوةٌ تعتصرُ غزالاً من مَبسَمِ الرقبةِ،
أعزلُ في قاربٍ، خلفهُ قِردٌ، ويمضي قُدُماً،
غريقٌ رافعٌ يدهُ إلى الأعزلِ، وكأنهُ لا يراهُ،
ثمةَ ثَورٌ يلهو وراءَ عصافيرَ، ومِحراثٌ عاطلٌ بالأرضِ،
وفي الظَّهرِ كتاباتٌ دقيقةٌ، من قبيلِ:
“نحتسي دمَهُ بمِلعَقةٍ”،
“انتصَرتُ على اسمي”،
“يبدو الذي أنا ذاكرٌ “،
“الجسمُ نقطةُ صِفرِ العالمِ”،
“بدنكَ مَعبدٌ، فتمتّعْ بمَطِيتكَ”،
“بَظْرُ الشِعرِ، كالتَمرةِ اليابسةِ”
“سأخلو إلى بومةِ الفنّ، بعدما أغتالُ ملاكي الحارسَ”، إلخ إلخ
نرى الرجلَ، أخيراً، وهو يحملُ جثةَ المرأةِ،
كصليبِ الحياةِ،
ونَمنَماتٌ من الخَلقِ تبكي،
ثم طريقٌ إلى نهدٍ مغَبَّشٍ بالنَمَشِ، عليهِ طاقيةٌ من ثلجٍ،
بصورةِ حيوانٍ قديمٍ، رقبتهُ في سديمٍ
لكن بجِسمٍ مُمدَّدٍ مَسحوبٍ كمَن يجثمُ،
وغريبٌ كائنٌ بمربّعٍ من نورٍ، يحملُ
وجهَهُ بيدَيهِ، فهو أضعافُ جِسمهِ، وينادي:
… لن تخرجَ حياً!
شعر محمد عيد إبراهيم
الشاعر محمد عيد إبراهيم وقصيدة كبقع الماء في الماء:
فيهِ ما فيهِ،
آخرُ ظَهركِ،
ميّالٌ إلى الذَهبيّ، فهو خَبيءٌ،
بالغُ الملاسَةِ، ينداحُ إلى غَمّازتَين: واحدةٌ،
لُجّةٌ حَبيسَةٌ، لم تعد تلمعُ
(كلَحمٍ قديمٍ ترسّبَ، ثم غارَ )،
بحَركتَين وَهمِيتَين، مقبوضتَين ومبسُوطتَين،
وهي تُلاحقُ، ساخِرةً، كلّ مَن مَطّ عنقَه:
ـــ “خُذ بثأركَ”.
والأخرى، فَلْقَةٌ شَمعِيةٌ،
فوقَ حُرقُفَةِ الوركِ، تنهارُ بكرامةٍ ضدّ
مَن يزعمُ الكآبةَ، ضدّ النومِ وإن تفَسّخَ،
ضدّ الأناشيدِ المحيطةِ، وهي تُمَغنِطُ العينَينِ
في حَيرةٍ، بإشاراتها الزّهريةِ، نحو
مَحلّ قُربانها، أو رأساً على عَقِبٍ،
تُوسّع فمكَ (وإصبَعاكَ على طَبلةٍ)،
خشيةَ خَطرٍ لا تراهُ، فهو منخَفَضٌ؛
ـــ “شَبِّكْ لِسانكَ”.
بآخرِ ظَهركِ عَرَقٌ، مَرَقَ،
ورَجرَجةٌ، بدونِ ضَجيجٍ، إلى أن يشَعشِعَ
بابٌ لَحِيمٌ، ومنشَقٌّ (عن الغَمّازتَين)
برِمالٍ كلّها نِمالٌ، وثمةَ ماصٌّ شَوكيٌ، فجأةً
تنبَثُّ رائحةٌ من الفاكهةِ،
معَ نَسمةِ بحرٍ، أمامَ
جوادٍ، على منشَعَبٍ، وهو يعطَشُ/ …
آخرُ ظهركِ هَمَجيٌّ، وبدَمْعَتَي رَصاصٍ:
“مِلْ برأسِكَ”.
أشعار محمد عيد إبراهيم
الشاعر محمد عيد إبراهيم وقصيدة أبتسم في صلاتي:
بين الحِضنِ الأولِ والأخيرِ
دائرةٌ مقفلةٌ.
لمسةٌ كهربيةٌ
كالسّياجِ على وجهكِ الصوفيّ
حينَ يركَنُ إلى الكنبةِ، على فمكِ
كقصيدةٍ أخيرةٍ
أكبرُ من أن تولَدَ.
جسمكِ فاكهةٌ ليلاً
بألوانٍ دوّارةٍ كالصدى
بعدما يخجلُ أن يتكلّمَ…
لو حذفتُكِ من الأزرقِ
لما بقيَت أرضٌ ولا سماءٌ
بل فلاةٌ تُغرقُ وجهَكِ
وهو سالبُ الحبّ إن يتبخّر
منكِ ـ كالصمتِ في سبتمبرَ
والهواءُ إيماءٌ من الحلمِ، بكِ،
بي ـ بانَ ظلٌّ أبيضُ ثائرٌ
على جَبهتكِ
بينما عيناكِ بسُمٍّ عاطفيٍّ
وإصبعي فوقَ ثديكِ
كانَ يُنيرُ ساعةً ثم ينطفئ.
خطوةٌ على الرصيفِ، في الشارعِ
خمرةٌ شفّافةٌ منكِ، تركضُ وهي تومئُ
ــــــ إني أنا البذرةُ، لا تنشغلْ
بي، وإلا حرَقتُكَ…
ذاتَ يومٍ، في غدٍ، أراكِ، ما
بينَ إصبعَيّ، تنامينَ، وجهكِ
لأعلى، وجسمكِ مائدةٌ للسماءِ،
وكنتُ أعمىً
لا أرى الشمسَ بينَ فخِذَيكِ، وهي تسلَخُ
حلمي أن يتنفّسَ، لا
أعقِدُ رأيي أن أهُبّ
فقد كانَ يُخفيكِ غيمٌ تعلّمَ
أن ينقبضَ ويبسُطَ حلقتَهُ
لا يني
حتى تسافرَ شهوتي
نحوَ منتصفِ الصيفِ، يا
خضراءَ مكدومةً
قد تحلّلتُ، كالجثمانِ، في عينَيكِ، إني
ليلٌ جاهلٌ بتاريخِ لحمكِ الرّطبِ
حينَ يفيضُ الزمانُ، وألهو
بنفسي، عليكِ…
إلى عالَمٍ فوقَ أرضيٍّ،
أقلِبُكِ، كانَ جسمُكِ مائدةً للسماءِ، وكنتُ
زوجَ الطبيعةِ، فاشربي
خُضرتي، نقطةً نقطةً، بدمي حياةٌ
وكنتِ الرغيفَ إلى جنّةِ الإنسانِ.
طائرٌ يصحو، فوقَ شجرةٍ
ينفّضُ جناحَيهِ من ذَهبِ الليلِ
وعلى بطنهِ يتسحّبُ
مثلَ كريمِ العينِ، إلى الحِضنِ الأخيرِ:
هذا الموتُ عُذريٌّ…
شاركونا قصائد محمد عيد إبراهيم
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موفعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً