المحتويات
أجمل قصائد أمل دنقل أجمل ما كتب الشاعر المصري أمل دنقل
أجمل قصائد أمل دنقل الشاعر المصري المميز بشخصيته الأدبية الاستثنائية، تجدونها بين سطور هذا المقال
قصيدة لا تصالح
من المعروف عن الشاعر أمل دنقل قوميته وتمرده وثوريته. ولربما كان لذلك علاقة في كونه ابن منطقة الصعيد المصرية ذات البيئة الخشنة بتفاصيل العيش فيها.
وفي قصيدته “لا تصالح” يمكن لذلك أن يتضح من حروفها الممزوجة بالمرارة والغضب، والتي يُعبّر من خلالها عن استياءه وحزنه بآنٍ واحد.
- لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما.. وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
…
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارساً،
وأخاً،
وأباً،ومَلِك!
قصيدة شيء يحترق
على الرغم من شخصية أمل دنقل الثائرة والخشنة، إلّا أنه يمتلك جانباً رومانسياً وعذباً وشاعري تجلى في العديد من قصائده. وقصيدة “شيء يحترق” واحدة من أجملها.
- شيء في قلبي يحترق
إذ يمضي الوقت.. فنفترقُ
و نمدّ الأيدي
يجمعنا حبٌّ
و تفرّقها.. طرقُ
…
ولأنت جواري ضاجعةٌ
وأنا بجوارك، مرتفقُ
وحديثك يغزله مرحٌ
والوجه.. حديث متّسقُ
ترخين جفونا
أغرقها سحرٌ
فطفا فيها الغرقُ
وشبابك حانٌ جبليٌّ
أرز، وغدير ينبثقُ
ونبيذ ذهبيّ وحدي
مصطبح منه ومغتبقُ
وتغوص بقلبي نشوتهُ
تدفعني فيك.. فتلتصقُ
وأمدّ يدين معربدتين
فثوبك في كفّي
مزّقُ
وذراعك يلتفّ
ونهر من أقصى الغابة يندفقُ
وأضمّك
شفة في شفةٍ
فيغيب الكون، وينطبقُ
…
وتموت النارُ
فنرقبها
بجفون حار بها الأرقُ
خجلى!
وشفاهك ذائبةٌ
وثمارك نشوى تندلقُ
قصيدة العشاء
يختبئ بين حروف قصيدة العشاء لأمل دنقل الكثير من الألم الذي لا يدركه القارئ إلّا بعد أن يفهم المعنى الخفي وراء كلماتها.
- قصدتهم في موعد العشاء
تطالعوا لي برهة
ولم يرد واحد منهم تحية المساء!
وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة
في طبق الحساء
…
نظرت في الوعاء..
هتفت: ((ويحكم.. دمي
هذا دمي.. فانتبهوا))
لم يأبهوا!
وظلّت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة وظلّت الشفاه تلعق الدماء!
قصيدة خمس أغنيات إلى حبيبتي
“خمس أغنيات إلى حبيبتي” واحدة من أجمل أشعار أمل دنقل عن الحب.
- على جناح طائر
مسافر..
مسافر..
تأتيك خمس أغنيات حب
تأتيك كالمشاعر الضريرة
من غربة المصب
إليك: يا حبيبتي الأميرة
الأغنية الأولى
مازلت أنت.. أنت
تأتلقين يا وسام الليل في ابتهال صمت
لكن أنا، أنا هنا:
بلا “أنا”
سألت أمس طفلة عن اسم شارع
فأجفلت… ولم ترد
بلا هدى أسير في شوارع تمتد
وينتهي الطريق إذا بآخر يطل
تقاطعُ
تقاطع
مدينتي طريقها بلا مصير
فأين أنتِ يا حبيبتي
لكي نسير
معاً…
فلا نعود
لا نصل
الأغنية الثانية
تشاجرت امرأتان عند باب بيتنا
قولهما على الجدران صفرة انفعال
لكن لفظاً واحداً حيرني مدلوله
قالته إحداهن للأخرى
قالته فارتعشت كابتسامة الأسرى
ترى حبيبتي تخونني
أنا الذي أرش الدموع.. نجم شوقنا
ولتغفري حبيبتي
فأنت تعرفين أن زمرة النساء حولنا
قد انهدلت في مزلق اللهيب المزمنة
وأنت يا حبيبتي بشر
في قرننا العشرين تعشقين أمسياته الملونة
قد دار حبيبتي بخاطري هذا الكدر
لكني بلا بصر:
أبصرت في حقيبتي تذكارك العريق
يضمنا هناك في بحيرة القمر
عيناك فيهما يصل ألف رب
وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب
أحسست أنيّ فوق فوق أن اشك
وأنت فوق كل شك
وإني أثمت حينما قرأت اسم ذلك الطريق
لذا كتبت لك
لتغفري
الأغنية الثالثة
ماذا لديك يا هوى
أكثر مما سقيتني
أقمت بها بلا ارتحال
حبيبتي: قد جاءني هذا الهوى
بكلمة من فمك لذا تركته يقيم
وظل يا حبيبتي يشب
حتى يفع
حتى غدا في عنفوان رب
ولم يعد في غرفتي مكان
ما عادت الجدران تتسع
حطمت يا حبيبتي الجدران
حملته، يحملني،
إلى مدائن هناك خلف الزمن
أسكرته، أسكرني
من خمرة أكوابها قليلة التوازن
لم أفلت
من قبضة تطير بي الى مدى الحقيقة
بأنني أصبت، أشتاق يا حبيبتي
قصيدة إلى صديقة دمشقية
يُعبّر أمل دنقل في قصيدة “إلى صديقة دمشقية” عن محبته للشام بحسٍّ شاعريّ مُلهم وجميل.
- إذا سباكِ قائدُ التتار
وصرتِ محظية..
فشد شعرا منك سعار
وافتض عذرية..
واغرورقت عيونك الزرق السماوية
بدمعة كالصيف، ماسية
وغبت في الأسوار،
فمن ترى فتح عين الليل بابتسامة النهار؟
…
مازلتِ رغم الصمت والحصار
أذكر عينيك المضيئتين من خلف الخمار وبسمة الثغر الطفولية..
أذكر أمسياتنا القصار
ورحلة السفح الصباحية
حين التقينا نضرب الأشجار
ونقذف الأحجار
في مساء فسقية!
…
قلتِ – ونحن نسدل الأستار
في شرفة البيت الأمامية:
لا تبتعد عني
انظرْ إلى عيني
هل تستحق دمعةً من أدمع الحزن؟
ولم أجبكِ، فالمباخر الشآمية
والحب والتذكار
طغت على لحني
لم تبق مني وهم، أغنية!
وقلتُ، والصمت العميق تدقه الأمطار
على الشوارع الجليدية:
عدتُ إليك، بعد طول التيه في البحار
أدفن حزني في عبير الخصلات الكستنائية
أسير في جناتك الخضر الربيعية
أبلٌ ريق الشوق من غدرانها
أغسل عن وجهي الغبار!
نافحتُ عنك قائد التتار
رشقتُ في جواده، مدية
لكنني خشيت أن تَمسّكِ الأخطار
حين استحالت في الدجى الرؤية
لذا استطاع في سحابة الغبار
أن يخطف العذراء.. تاركاً على يدي الأزرار
كالوهم، كالفريه!
…
(ما بالنا نستذكر الماضي، دعي الأظفار…
لا تنبش الموتى، تعرى حرمة الأسرار)
…
يا كم تمنت زمرة الأشرار
لو مزقوا تنورة في الخصر… بُنيّة
لو علموك العزف في القيثار
لتطربيهم كل أمسية
حتى إذا انفضت أغنياتك الدمشقية
تناهبوك؛ القادة الأقزام.. والأنصار
ثم رموك للجنود الإنكشارية
يقضون من شبابك الأوطار
…
الآن… مهما يقرع الإعصار
نوافذ البيت الزجاجية
لن ينطفي في الموقد المكدود رقص النار
تستدفئ الأيدي على وهج العناق الحار
كي تولد الشمس التي نختار
في وحشة الليل الشتائية!
شاركونا قصيدتكم المفضلة للشاعر أمل دنقل
بعد أن أطلعتم على أجمل قصائد أمل دنقل من موقعنا ,,
نرغب منكم مشاركتنا القصيدة التي نالت إعجابكم من خلال إضافتها عبر التعليقات
والمساهمة معنا في تطوير الموقع
نحن نرغب في أن يكون موقعنا فهرساً يضم أفضل قصائد أمل دنقل ليستفيد منها الجميع بفضل مساهماتكم
نشكر لكم زيارة موقعنا فن العبارات والإستفادة من كافة خدماتنا
تابعونا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والكلام الجميل.
شاهد أيضاً :
شيء في قلبي يحترق
إذ يمضي الوقت.. فنفترقُ
و نمدّ الأيدي
يجمعنا حبٌّ
و تفرّقها.. طرقُ
الآن… مهما يقرع الإعصار
نوافذ البيت الزجاجية
لن ينطفي في الموقد المكدود رقص النار
تستدفئ الأيدي على وهج العناق الحار
كي تولد الشمس التي نختار
في وحشة الليل الشتائية!
قصدتهم في موعد العشاء
تطالعوا لي برهة
ولم يرد واحد منهم تحية المساء!
وعادت الأيدي تراوح الملاعق الصغيرة
في طبق الحساء
شيء في قلبي يحترق
إذ يمضي الوقت.. فنفترقُ
و نمدّ الأيدي
يجمعنا حبٌّ
و تفرّقها.. طرقُ
ما بالنا نستذكر الماضي، دعي الأظفار…
لا تنبش الموتى، تعرى حرمة الأسرار
الماضي لايعود مهما حاولنا بل العبره فيه ان نتعلم من اخطائه
هاذا هوا الواقع فل ندفن مامضى ونمحو ماسلف فالجدير ان نترك عنا كثرة التفكير والسؤال
هذا الذي يجادلون فيه قولي لهم عن أمّه، ومن أبوه أنا و أنت حين أنجبناه ألقيناه فوق قمم الجبال كي يموت ! لكنّه ما مات عاد إلينا عنفوان ذكريات لم نجترئ أن نرفع العيون نحوه لم نجترئ أن نرفع العيون نحو عارنا المميت ها طفلنا أمامنا غريب.
عائدون، وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة) يتقلب في الجُبِّ، أجمل إخوتهم.. لا يعود! وعجوزٌ هي القُدْسُ (يشتعل الرأسُ شيبًا) تشمُّ القميصَ فتبيضُّ أعيُنُها بالبكاء، وتخلع الثوبَ حتى يجئ لها نبأٌ عن فتاها البعيد أرضُ كنعانِ – إن لم تَكُنْ أنتَ فيها – مراعٍ من الشوك يورثها الله من شاء من أمم،
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ. فيثقب الرصاصُ رأسَه في لحظة الملامسة! عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء! عن وقفتي العزلاء بين السّيف والجدارْ!