المحتويات
الشاعر خليل شيبوب حياة وقصائد واشعار خليل شيبوب
خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب، شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس، سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان شعره له: (المعجم القضائي – ط) عربي فرنسي، و(عبد الرحمن الجبرتي – ط) رسالة، و(قبس من الشرق-ط) مقتطفات من شعر تاغور وغيره.
الشاعر خليل شيبوب
الشاعر خليل شيبوب وقصيدة أحب الضحى وأحب المساء:
أحب الضحى وأحب المساءَ
وأهوى الظلامَ وأهوى الضياءَ
ووقتاً ترفرفُ روحي فيه
يُنازعني من بقائي البقاءَ
معاني الحياة كأوقاتها
فما سُر سَر وما سيءَ ساءَ
إذا الشمسُ أرسلت النور لاحت
كنبع عقيقٍ تَدفَّقَ ماءَ
وسالَ كتبرٍ أُذيبَ وصُبَّ
على الكونِ يسقي الفضا والهواءَ
تَرقرَقَ مثل دموعِ العذاري
حسبتَ الخدود لهن إناءَ
وما البردُ في الليلِ إلا لجينٌ
يذوب سنى وينير السناءَ
كان الحسان لبسن الحدادَ
وأسفرنَ عن كل وجهٍ أضاءَ
وإن خيَّم الليلُ قام السوادُ
بهيماً كعقلٍ أضاعَ الذكاءَ
كأن الغواني نشرن الشعورَ
وستَّرنَ أوجُهَهُنَّ حياءَ
فشمسُ الصباح عقيقٌ يسيل
ونحنُ دعونا العقيقَ ذكاءَ
وبدرُ الظلام لجينٌ لذاك
يلألئُ نور اللجينِ صفاءَ
وليس الدجُنَّةُ إلّا فَناءٌ
إذا ما تراءَت لنا يتراءى
وما قولُنا الشمس وَالبدرَ والصبحَ
والليل في العمر إلا امتراءَ
وإن الحياة لَتُقضى كذا
طوراً ظلاماً وطوراً ضياءَ
وما اختَلَفَت غيرُ عينٍ تراها
شقاءً وعينٍ تراها هناءَ
وما النورُ إلّا الحياةُ فهذا
رآهُ صباحاً وذاك مساءَ
شعر خليل شيبوب
الشاعر خليل شيبوب وقصيدة ألا ليتني وحبيبة قلبي:
ألا ليتني وحبيبة قلبي
في روضةٍ أُنُفٍ زاهره
فنمشي أُطوِّقُها بالذراعِ
وأنشُقُ أنفاسَها العاطره
نسيرُ كذلك جنباً لجنبٍ
وعيني إلى عينها ناظره
فأقرأُ في وجهها للطبيعةِ
أكبرَ آياتها الساحره
وتعقُد من فوق هاماتنا
مِظَلاّاتها الأغصنُ الناضره
ونلعبُ في المرج مستأنِسَين
بصوت عصافيره الطائره
تقبلُ أذيالَها الزهراتُ
وهي بتقبيلها فاخره
تداعبُ هذي الأزاهرَ لطفاً
وتجني أناملُها الماهره
وتصنعُ منها صفوفاً صفوفاً
لتكليل هامتها الزاهره
فتعقصها من هنا وهناك
ناظمةً جمعها ناثره
وترنو إليَّ كما تتألَّقُ
في جوها الأنجم السافره
فأفدي بروحي وأهلي ومالي
محاسِنَها الغَضَّة الباهره
وتقطفُ بعض ثمار الغصون
وتطعمني يدُها الطاهره
ونأتي إلى النبع نشرب في
الأكُفِّ من الجُرَعِ الفائره
ونجلسُ فوق الحصى نَتَحدَّث
عن كل واردةٍ صادره
وفي الليلِ نرعى نجومَ السماءِ
ونرقبُ أفلاكَها الدائره
نناجي الغرامَ وخلّاقَه
بأعماقِ أرواحنا الساهره
تباركنا الشمسُ كل صباحٍ
بنور أشعتها الفاتره
وننشقُ ملء الفؤادِ الهواء
فتُنعشنا النسمُ العاطره
وتبسم لي وتجيء بقربي
فتؤنسني الظبيةُ النافره
سعاد فريدةُ عقد الحياةِ
ودُرَّتُها الحرةُ النادره
إذا تَمَّ لي بعضُ أمنيتي
سمحتُ بدنياي والآخره
أشعار خليل شيبوب
الشاعر خليل شيبوب وقصيدة على سفح ذاك انتل من جانب الحمى:
على سفح ذاك انتل من جانب الحمى
له جدثٌ في الأرض قد طاول السما
مطلٌّ على البحرِ المحيط وقد حوى
أجَلَّ من البحر المحيط وأعظما
يحييه نورُ الشمس في كل مطلعٍ
ويبكي عليه الصبحُ دمعاً معندما
ويحنو عليه الليلُ وهو مروَّعٌ
فيُطلع أقماراً عليه وأنجما
أحاطت به الأشجارُ وهي كأنها
حزاني لديه شاكيات تألُّما
تمد إليه الظلَّ يعبسُ وجههُ
إذا ما شعاعٌ في الغصون تبسما
وتؤنسها ندباً وشجواً حمائمٌ
هواتف فوق الغصن تعقد مأتما
يمر به الغادي فيسكب دمعةً
ويطرق حزناً ضارعاً مترحما
يسيرُ وما بين الجوانح نزعةً
إلى اليأس تذكي دفَّتيه تضرما
على والدٍ لم يخلق اللَه مثله
بميتته أشقى يتامى وإيما
أبي كنت تنسي اليتمُ كلَّ ميتَّمٍ
بموتكَ أضحى مرتين ميتما
توسعتَ في العروف حتى ملكته
وحيداً فلما رحتَ راح مقسما
وكنت كبيرَ العقلِ والقلبِ والنهى
وكنتَ الأبرَّ المستحبَّ المفخما
وكنت طهورَ النفسِ والدين والحجى
وكنتَ الأَبيَّ الأريحيَّ الميمما
شمائلُ يرويها النسيم وقد سرى
عليلاً على القبر الكريم مسلما
أبي لو تراني واهي الروح باهتاً
أجرر جسماً خاوياً متهدما
يقطعُ قلبي الداء والداءُ قاتلٌ
إذا ثار أصلى واستبدَّ وحطَّما
أروح وصدري مفعمٌ بهمومه
وأغدوا وقلبي بالمصائب أُفعما
نعم لو تراني ينفثُ الصدرُ روحَهُ
رأيتَ إذن هولاً ويأساً تجسما
فليتك لما مُتَّ متنا معاً لكي
نرى الترب أجراً والنهاية مغنما
غدت لك روحٌ ف السماءِ أمينةً
وجسمك في الدنيا إلى الأرض أسلما
وإني على هذا وتلك مولَّةٌ
فويلي من الدنيا وويلي من السما
لقد أرسلوا رسماً إليَّ أرى به
جمالك ميتاً بالردى متلثما
أطافَ به أحبابُنا تبعثُ الأسى
لواحظُهم حولَ المفارق حوَّما
رايتُهم لا يمسك الصدرُ قلبَه
عليكَ وجوماً من أسى وتأَلُّما
ومنشورة الشعر التي طار لبها
شعاعاً وقد صار الفراق محتما
غدت تستجير الموتَ والموتُ جائر
وأنت مهيبُ الصمت لن تتكلما
أبي أين ما كنا عليه فإنني
أرى اليوم عمري حالك اللون مظلما
ولستُ أرى صبحاً ولستُ أرى دجى
ولكن أرى شيئاً من الليل أقتما
تكاثر فيه الهولُ والويلُ ضارباً
عليه شحوباً بالخطوب مخيما
اشعار خليل شيبوب
الشاعر خليل شيبوب وقصيدة إله الورى أين المواعيد والذكر:
إله الورى أين المواعيد والذكرُ
ظمئنا وعن أبياتنا انقطع القطرُ
لقد شاخ هذا الكونُ وانهدَّ أسُّهُ
كأَنا به الأمواتُ وهو لنا قبر
تنكرتِ الشمسُ الإلهيُّ نورها
وقد أصبحت صفراً أشعتها الحمر
وبدر الدجى قد كاد يخفي ضياءه
علينا فهل من شرنا غضب البدر
فلا مبسمٌ يجلو عن القلب غمَّه
ولا نظر يهتز من سحره الصدر
وَلا نسيمٌ في بدرها طيب الشذا
ولا شفقٌ من نوره اندفق التبر
ولا أُصُلٌ في خيطها لمع بارق
تنير منار الطوق أنجمه در
بلى ارتجفت أمُّ النجوم وأجفلت
ولا كوكبٌ إلا ملامحه كدر
يسير إلى البحر الخضم ليرتمي
به فيواريه ويبتلعُ البحر
إله الورى هل نظرةٌ من عنايةٍ
يُرَدُّ بها عن كوننا النظرُ الشزر
ألم ترَ أن اللؤم والغش والخنا
تناهت وقد مات التعففُ والطهر
عبادُك في تيهاءِ كونك سافروا
فأين ضياءٌ يستنير به السَفر
تمشت سمومُ المخزيات بجسمهم
فلا قلب إلّا ملءُ أوداجه الغدر
أقلهم جاهاً تكاثر فضله
وليس قليلاً من فضائله كثر
وأصبح شر الناس فعلاً أجَلُّهم
مقاماً كأنَّ العزَّ يصحبه الشر
وما الناس إلا ذو جحودٍ ومؤمنٌ
فللجاحد النعمى وللمؤمنِ الضر
رأيتُ نساءً كالصباح صباحةً
ترفُّ عليهن البشاشةُ والبشر
مشينَ خفافاً لاهياتٍ كأنما
يشقُّ عمودَ الليل في المشرق الفجر
ومسنَ بِقدِّ الخيزرانة ناعماً
ورحنَ بثغر الأقحوانة يفتر
وغازلن فتيانَ الحمى بنواعس
ترقرقَ في أجفانها الحبُّ ولسحر
لقد كنَّ للقلبِ المقطعِ بلسماً
ويسراً لذي عدم إذا ذهب اليسر
شاركونا بـ الشاعر خليل شيبوب
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
يعطيكم العافية مقال في منتهى الروعة🏵
تبارك اللَه وقد أقبلت
في مطرفٍ من سندس تخطر
كأنها حين تراءت به
شمس جلاها الشفق الأحمر
دامت عليك إلى مدى العمر
سلمت عيونك فابسمي كرما
للدهر وابقي ما حييتِ كما
شاء الجمالُ فريدة الدهر