المحتويات
معجزة سيدنا يوسف مع زليخة براءة يوسف عليه السلام وقصته
تُعد معجزة سيدنا يوسف مع زليخة امرأة العزيز العديد إحدة أهم المعجزات التي حدثت له وتعلمنا العديد من العبر والدروس الهامة. من أهمها العفة والوفاء بالعهد. فبرغم كل ما أدركه الصديق من إغواءات وتهيلات لم يخن العهد. ولكن ما هي قصة سيدنا يوسف مع زوجة العزيز. وكيف ظهرت براءة يوسف عليه السلام؟ وما هي قصة سيدنا يوسف بعد خروجه من السجن؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال السطور التالية.
معجزة سيدنا يوسف مع زليخة
لم تنتهي قصة النبي يوسف الصديق عند ظُلم إخوته له. لقد أصبح شابًا وسيمًا جميلًا في خُلقه وخلقته. حيث آتاه الله العلم والحكمة. وامتلأ قلبه بمحبة الله ومخافته. واحترامه لسيده الذي رباه وحماه واحترمه وقدره. ولكن وقعت امرأة العزيز سيدته وزوجة سيده في غرامه. وهذا كان ابتلاءًا آخر له. حيث أحبته حبًا شديدًا لجماله وحسنه وبهائه. فراودته عن نفسه ودعته إليها لفعل الفاحشة.
حيث استغلت امرأة العزيز فرصة غياب زوجها. وجهزت غرفتها وتزينت لاستقبال يوسف ودعته إليها. وبالفعل أجاب دعوتها بحسن نية. ولم يكن يعلم أنها تدبر له أمرًا وأن هناك فتنة عظيمة على وشك أن تقع له. ودخل يوسف غرفتها. فوجدها قد أغلقت الأبواب بإحكام واختلت به. ثم قالت له: (هَيْتَ لك). أي تعالى إلىَّ وأسرع.
لقد كان هذا الموقف صعبًا جدًا على يوسف. فإنه شاب في ريعان شبابه. وتدعوه سيدته إلى نفسها بقصر سيده الذي أكرمه وأحسن مثواه وائتمنه على أهله وماله. وبالرغم من كل محاولات امرأة العزيز لإغواءه ودفعه إلى ارتكاب الفاحشة. إلا أنه استعصم وامتنع. واستعمل معها أسلوب التذكير (معاذ الله). والوعظ (إنه ربي أحسن مثواي). والتخويف (إنه لا يفلح الظالمون). لعلها ترجع عم فعلها.
فبرغم كل محاولته لردع إمرأة العزيز. لكنه اقترب من فعل الفاحشة. فتذكر النبي يوسف الصديق رؤيته التي قصها على أبوه سيدنا يعقوب وهو صغير وبشارته له بالنبوة والشأن العظيم. ليبتعد مسرعًا على إمرأة العزيز. ويتجه نحو الباب ليجد العزيز يفتحه.
كان وصول العزيز في معجزة سيدنا يوسف مع زليخة مفاجئًا للغاية لامرأته. حيث لم تكن تتوقع أن يدخل الغرفة في ذلك الوقت بالذات. لقد كان هذا الموقف محرجًا للغاية بالنسبة لها. حيث وجدت نفسها في مواجهة زوجها وهي متهمة بمحاولة اغواء يوسف عليه السلام. لذا حاولت إلقاء اللوم على يوسف. وقالت للعزيز أنه هو من حاول فعل الفاحشة معها. وأنها هي التي قاومته.
براءة يوسف عليه السلام
كان العزيز في موقف لا يحسد عليه. فقد كان عليه أن يحكم في قضية حساسة بين زوجته وعبده. لذلك تردد العزيز في الحكم في هذه القضية. لكنه في النهاية اهتدى إلى قرار حكيم. وهو طلب مشورة من شخص آخر. لذا قص لعزيز لرجل من أهل زوجته ما حدث بين يوسف وامرأته. الذي نصحه قائلً: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٢٦ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
وبالفعل ذهب العزيز ونظر إلى قميص يوسف. فوجده قد تمزق من الخلف. فعرف أن يوسف بريء وأن زوجته كاذبة. ليأتي قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ). لقد حملت قصة النبي يوسف الصديق الكثير من المعاني لصبره على إيذاء أخوته وإمرأة العزيز. حيث كان أكثر ما يخشاه العزيز هو أن يطلع الناس على ما حدث بين يوسف وامرأته. فبعد أن واجه العزيز امرأته وأعلمها بأن ما دبرته هو من كيد النساء. التفت إلى يوسف طالبًا منه أن ينسى ما حدث ويعرض عنه. ولا يتحدث به أمام أحد. لقوله تعالى (وسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ).
انتشار قصة سيدنا يوسف مع زوجة العزيز
لقد سمعت نسوة المدينة عن معجزة سيدنا يوسف مع زليخة وقصتعم معًا. وهنا حاولت امرأة العزيز إثبات براءتها من اتهامات النسوة لها بمحاولة إغواء يوسف. وذلك من خلال دعوتهن إلى منزلها وعرض يوسف عليهن. وعندما رأى النسوة يوسف. تأثرن بجماله وقوته. حتى أنهن جرحن أصابعهن بالسكاكين التي كن يمسكنها. لقوله تعالى: (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ).
واعترفت امرأة العزيز بمحاولة إغواء يوسف أمام النسوة. الذي كان بمثابة اعتراف صريح ببراءته. إلا أنها عادت وهددته بالسجن إن لم يفعل ما تريده. ولكن رفض يوسف الاستجابة لطلبات امرأة العزيز. وفضل السجن على المعصية. فاستجاب الله لدعائه وصرف عنه كيدها. لما ورد في كتباه الكريم: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٣ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
قصة سيدنا يوسف بعد خروجه من السجن
برغم أن يوسف كان بريئًا من هذه المحاولة. إلا أن العزيز اختاره كبش فداء. ليحمي نفسه وزوجته من الفضيحة. وقرر أن يسجن يوسف فترة من الزمن. حتى ينسى الناس الحادثة (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ). وبالفعل دخل يوسف السجن مظلومًا. ودخل معه فتيان سُجنا ظلمًا أيضًا.
بينما في معجزة سيدنا يوسف مع زليخة وخلال فترة سجنه مع الفتيان. الذي رأى أحدهما في منامه أنه يعصر العنب في كأس الملك. والثاني رأى أنه يحمل طبقًا فوق رأسه فيه خبز. والطيور تأكل الخبز. وطلبا من يوسف تفسير الرؤى. ففسرها لهما. وقال لهما: أن أحدكما سوف يخرج من السجن ويصبح ساقي الملك. والآخر سوف يُقتل ويُصلب.
في حين طلب يوسف من الذي سوف يخرج من السجن أن يذكر أمره عند الملك. لكنه نسي ذلك الأمر. وبقي يوسف عليه السلام بالسجن لعدة سنين. ولكن ذات يوم رأى ملك مصر منامًا عجيبًا. واستدعي كبار الكهنة والسحرة والمنجمين والأمراء لتفسيره. لكنهم عجزوا عن ذلك. وهنا تذكر أحد السجناء الذي كان مع يوسف في السجن أنه استطاع تفسير رؤيا له من قبل. فطلب من الملك أن يرسله إلى يوسف.
ذهب السجين إلى يوسف وقص عليه المنام. ففسره يوسف له قائلًا: سوف تأتي على مصر سبع سنوات من الخصب. ثم سبع سنوات من القحط. فيجب على الناس أن يزرعوا في سنوات الخصب ويتركوا ما يزرعون. حتى لا يضيع في سنوات القحط. فعاد الرجل إلى الملك وأخبرهم بتأويله. فصدق الملك يوسف وأمر بإحضاره.
رفض يوسف الخروج من السجن حتى يبرأ عرضه من تهمة امرأة العزيز. فطلب من الرجل أن يسأل الملك عن قصة النسوة اللاتي جرحن أيديهن بالسكين. عاد الرجل إلى الملك وأخبره بما قاله يوسف. فجمع الملك النسوة بما فيهن امرأة العزيز وسألهن عن الحقيقة. فاعترفت امرأة العزيز بأنها هي من حاولت مراودة يوسف.
قصة النبي يوسف الصديق وعوض الله له
بعد أن برّأ الله يوسف من تهمة إمرأة العزيز في معجزة سيدنا يوسف مع زليخة. أعجب به الملك كثيرًا وقرر أن يعينه في منصب مرموق بمصر. وبالفعل تحدث معه الملك وأعجب بأخلاقه وذكائه وحكمته. وعرض عليه أن يعمل عنده. فأختار يوسف أن يكون مسؤولًا عن خزائن الدولة. ووافق الملك على طلب يوسف. وفعلًا أصبح مسؤولًا عن إدارة شؤون الدولة المالية. وكان له كامل الحرية في التصرف في هذه الوظيفة. حيث ورد في كتابه الكريم (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ٥٦ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ).
الأسئلة الشائعة حول معجزة سيدنا يوسف مع زليخة
بعد أن تعرفنا معًا على تفاصيل معجزة سيدنا يوسف مع زليخة. هيا بنا نستعرض أهم الاستفسارات التي وردت بشأنها كما يلي:
هل ذكر اسم زليخة في القرآن الكريم؟
لم يُذكر اسم السيدة زليخة في القرآن الكريم. ولكن لقبت بامرأة العزيز.
كيف كان جمال يوسف عليه السلام؟
كان النبي يوسف عليه السلام شديد الجمال. حتى أنه أذهل كل من رآه. وقد وصف الله تعالى جماله في القرآن الكريم بقوله: (ما هذا بَشَرًا إِن هـذا إِلّا مَلَكٌ كَريمٌ).
ختامًا لقد تعرفنا سويًا على معجزة سيدنا يوسف مع زليخة امرأة العزيز. التي علم بها نساء المدينة وتسببوا في سجنه. حتى أمر الله ببراءته. لأنه وفى بالعهد ولم يفعل الفاحشة. ليأتي نصر الله سبحانه وتعالى. ويصبح عزيز مصر ويعوضه الله عن كل ما مر به من ألم وخذلان وظلم.
شاركونا بـ معجزة سيدنا يوسف مع زليخة
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
