المحتويات
شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول ماذا قال الشاعر حسان
عرفت العرب قبل الإسلام بالفصاحة ورجاحة العقل والأدب. وكانت تقام أسواق للمبارزة الشعرية فنزل القرآن الكريم يتحدى اللغة العربية بأكملها. ويتحدى كل الفصاحة وكل الشعر المكتوب الموزون والمقفى. ولم يكن حسان بن ثابت شاعراً فقط بل كان من الصحابة البارزين مع الأنصار. وكان من الشعراء البارزين والذين عاصروا الجاهلية والإسلام. وكانت قصائده تنشد في مكة والمدينة. ومن أشهر قصائده التي كان يهجو بها الكفار المشركين. ويمدح الشهداء من المؤمنين وسنتطرق إلى شعر حسان بن ثابت. عندما رأى الرسول وذلك بالشرح والتفصيل.
ماذا قال حسان بن ثابت عندما رأى الرسول
عاش حسان بن ثابت ستون عاماً في الجاهلية وأدرك الإسلام وهو في عمر الستين. ولما سمع عن الإسلام ذهب مع معشر الأنصار للقاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال قولته المشهورة آن ذاك ” ما يمنع القوم أن نصروا رسولهم بقوة السلاح أن ينصروه بألسنتهم” وفي هذا إشارة لقيمة الكلمة ولقيمة ما يسمى في تلك الأيام بالقوة الناعمة في تحريك مشاعر المسلمين تجاه نبيهم.
وتروي قصة حسان بن ثابت أن المشركين أعطوا له مبلغاً كبيراً من المال وذلك لهجاء المصطفى صلى الله عليه وسلم. فوافق حسان وكان ذلك قبل أن يدخل في الإسلام ولكنه حين رأى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. قذف الله في قلبه المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشد يقول:
لما رأيت أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري
وهنا يشير الشاعر إلى أن أنوار النبي قد سطعت إذ لاح بجواره وهنا دليل على أن النبي الكريم كان جبينه أبيض أزهر يضئ بمفرده ولا يعكس ظل الشمس. وكان من جمال خلقه أنك إذا رأيته من بعيد تشعر بالهيبة والوقار وإذا رأيته من قريب دق قلبك من شدة الهيبة والوقار. وكان صلى الله عليه وسلم رخيم الصوت حسن الخلقة يلتفت بكامل رقبته ولا ينظر بعينه كاختلاس النظر يميناً ويساراً. وفي شطر البيت الثاني يقول وضعت من خيفتي كفي على بصري وفيه إشارة بأن الضوء الخارج من وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم مبهر للعيون كضوء الشمس القوي يكاد الضوء يذهب بالأبصار فخشي الشاعر على بصره. فوضع كفه على عينيه ليحجب ضوء المصطفى عنها.
وقد اتفق معظم النقاد على أن حسان بن ثابت أسلوبه الشعري تغير قبل إسلامه عن بعد إسلامه. فكان قبل الإسلام يضع القبلية والعصبية موضعاً هاماً في تناوله للشعر. كما كانت عادة العرب بالافتخار بالأنساب والقبائل. وكان يحاكي الطبيعة برؤية جامدة جافة من أي مشاعر وعلى الرغم من فصاحته وقدرته على صياغة العبارات الجذلة إلا أن شعره بعد الإسلام كان أجمل لأنه ترك العصبية والتفاخر بالأنساب إلى محاكاة الطبيعة بشيء من العاطفة واللين وأصبحت معالجته للقضايا معالجة روحانية ذات طابع وجداني وعاطفي مما جعل النقاد يهتمون بشعره بعد إسلامه أكثر وقدموا العديد من الدراسات فيه.
وجدير بالذكر أن شعر حسان بن ثابت حين رأى الرسول كان نقطة تحول كبيرة في طريقه للإسلام فكانت قصائده قبل الإسلام موجهة لمدح الملوك أو ذمهم لذلك خلت من التلقائية في التعبير لأنها موجهة لهدف معين وهو الحصول على النقود وكان يمدح مجالس الخمر والنساء والفسق والفجور التي كان العرب عليها في الجاهلية وتحول ذلك تماماً بعد إسلامه فكان شعره يحاكي ما نزل من الكتاب والسنة النبوية المطهرة.
ماذا قال الشاعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول؟
ننتقل إلى الشطر الثاني من قصيدة حسان بن ثابت حين رأي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: ” خوفاً على بصري من حسن صورته” وفيه إشارة بشدة جمال وجه النبي صلى الله عليه وسلم وأنه وضع يده على عينيه خوفاً من ذهاب بصره وأكمل يقول” فلست أنظر إلا على قدري” وهنا يتحدث الشاعر عن عدم قدرته على النظر بوجه المصطفى صلى الله عليه وسلم لأنه على قدره ولا يزال حديث عهد بالإسلام وفيه إشارة أيضاً على أن النبي صلى الله عليه وسلك كل صحابي ينظر إليه على قدر إيمانه ومحبته فمنهم من كان لا يستطيع النظر إليه طويلاً ومنهم من كان يملي نظره من وجه الحبيب صلى الله عليه وسلم.
ثم أكمل قصيدته قائلاً” روح من النور في جسم من القمر” وفيه يصف روح المصطفى صلى الله عليه وسلم وكأنها مستمدة من نور الله في جسم من القمر وفيه إشارة إلى أن جسم النبي الكريم من القمر وفي إشارة إلى أنه يضيء أيضاً وخلاصة هذا الشطر أنه امتزجت روح النبي بجسمه فكلاهما يشع نور وبهاء وهيبة. وجدير بالذكر أن هذا الشعر قاله حسان بن ثابت وهو لم يسلم بعد وإنما حينما رأي المصطفى يمر بجواره فقط.
والشطر الثاني من البيت الأخير يقول فيه” كحلية نسجت من الأنجم الزهر” ويقصد الشاعر أن جمال محمد صلى الله عليه وسلم كالحلية التي نسجت من النجوم المزهرة في السماء أي شبهها بضوء النجوم وفي هذا المعنى إشارتين فالإشارة القريبة هي تشبيه خلقة النبي الكريم بالنجوم والإشارة البعيدة هي أن وجود النبي بمثابة النجوم التي يهتدي بها الناس في الظلمات.فقد لاح نجم النبي في سماء ظلماء وهي الجاهلية وتم استبدالها بشمس اليقين الساطعة مما تبددت بها ظلمة الجاهلية.
قصيدة حسان بن ثابت عندما رأى الرسول
قيل في مناسبة شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول أنه بعد ما عرف الرسول الكريم برسالته ودعوته أقبلت العرب على حسان بن ثابت وأعطته مبلغاً من المال حتى يهجو الرسول الكريم فوقف على ربوة عالية ينتظر مرور النبي حتى يلاحظ أي عيب في جسمه أو في شخصيته حتى يستلهم منها قصيدة الهجاء وكان معروف عن حسان بن ثابت أنه لاذع في هجائه ولم يسلم أحداً من لسانه الشعري والأدبي ولما مر النبي تحت الربوة رجع إلى القوم بسرعة وأعطى لهم أموالهم وأنشد قائلاً:
لما رأيت أنواره سطعت .. وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفاً على بصري من حسن صورته .. فلست أنظره إلا على قدري
روح من النور في جسم من القمر .. كحلية نسجت من الأنجم الزهر.
عاش حسان بن ثابت مائة وعشرون عاماً منها ستون قبل البعثة النبوية وستون بعد البعثة النبوية وكان سلاح النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين ومدح المسلمين وتشجيعهم على الجهاد في سبيل الله لتامين حدود الدولة الإسلامية. وقد شهد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد أبيات رثاء بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال من ضمن الأبيات ” أطالت وقوفاً تذرف العين جهدها” وفي هذه الحالة كان واقفاً يبكي على قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أطال الوقوف والعين تذرف كل جهدها أي دموعها الغزيرة على فقد النبي ” على طلل القبر الذي فيه أحمد ” أي على أطلال القبر الذي يضم جسد المصطفى ” فبوركت يا قبر الرسول ” و” بوركت بلاد ثوى فيه الرشيد المسدد” أي أصبحت البلاد بها بركة وجود الرسول وهو مثوى تحت التراب.
شاركونا بـ شعر حسان بن ثابت عندما رأى الرسول
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
بوركتم على المقال الرائع🌸