المحتويات
في اي سورة وردت قصة قارون و من هو قارون وكيف كانت نهايته
وردت قصة قارون في القرآن الكريم في سورة القصص. قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ)
وقارون كان واحداً من بني إسرائيل من قوم سيدنا موسى عليه السلام. رزقه الله تعالى بسعة الرزق والخيرالوفير فكثُرت أمواله وعظُمت كنوزه. وفاضت حتى إمتلاءت بها خزائنه فلم يعد يستطيع المجموعة من الرجال الأقوياء حمل مفاتيح الصناديق من ثقلها.وكان يسكن القصور ويعيش حياة الترف والبزخ الشديد وله الكثير من الخدم والجواري والعبيد .حتى طغى وتجبر ومشى بين الناس بتكبر وخيلاء.وعاش بين قومه طاغية يسرق أموالهم ويستولي على أراضيهم واستخف بهم بكثرة أمواله وولده ،وقيل بغى بكفره بالله تعالى وبنعمته عليه، ونسب ما آتاه الله له من الاموال والأملاك لنفسه بأنه اكتسبه بحيلته وجهده .
تقدم إليه عقلاء قومه بالنصح والإرشاد وحذروه من الفرح بالنعم الذي يؤدي بالأنسان إلى نسيان فضل المنعِم عليه. ويجعله يبطر بنعم الله عليه وينسبها إلى نفسه .ونصحوه بأن يتمتع بالدنيا بإعتدال وألا ينسى حظه من الآخرة وان يحسن إلى خلق الله كما أحسن الله إليه وألا يتبع الفساد في الأرض إن الله لا يحب الفرحين بالنعمة حتى البطر والله تعالى لا يحب المفسدين.
( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
فكان رده عليهم بكل غرور وتجبر وتكبر أنه أوتي تلك النعم بسبب علمه ،لقد فُتن بالمال وأعمته الكنوز حتى نسي مصدر النعم وكيفية شُكر المنعم عليها، ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ )
فأتاه الرد من المولى سبحانه وتعالى بأن ذكَّره بأنه قد أهلك قبله من القرون من هو أشد منه قوة و فتنة وأموالاً وأولاداً وكنوزاً.
في اي سورة وردت قصة قارون
خرج قارون ذات يوم على قومه في كامل زينته .فتعلقت به قلوب بعض ضعفاء الأيمان وذهبت عقولهم من هول الفتن بأمواله وكنوزه. وتمنوا لو أن لهم مثل ما أوتي قارون من النعم والحظ العظيم .فحذرهم بعض أقوامهم من أهل العلم والايمان من هذه الفتن ونصحوهم أن ثواب الله تعالى خير لمن آمن وعمل صالحا. وهذا الثواب العظيم أفضل بكثير من زينة قارون وكنوزه .ولا يكون هذا الثواب العظيم إلا بالصبر واحتساب الأجر عند الله تبارك وتعالى .
من هو قارون وكيف كانت نهايته
وحين تعظُم الفتن وتتكاثر كقطع الليل المظلم .وتلتهف إليها النفوس الضعيفة تتدخل الرعاية الإلهية لتنقذ أولئك الضعفاء الذين اغتروا بالحياة الدنيا وتحطم غرور قارون وتكبره.
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ)، «سورة القصص»
قصة قارون كاملة مكتوبة
جاء العقاب الإلهي في لمح البصر (فخسفنا به وبداره الأرض)فابتلعته الارض هو وداره وأملاكه ولم يجد من ينصره من دون الله تعالى وما كان من المنتصرين.ولم ينصره ماله ولا جاهه وكنوزه .
ولما حل عليه العقاب الإلهي من عند الله تبارك وتعالى من خسف الارض به وبأملاكه وقصوره وكنوزه .ندم من طمعوا أن يؤتو ا مثل ما أوتي قارون . وحمدوا الله تبارك وتعالى وشكروه على ما أراد بهم من الخير العظيم. وأحسن بهم التدبير فلم يهلكهم بغرورهم بكنوز الدنيا ولم يخسف بهم ويلحق بهم العذاب.
وأصبحت قصص قارون وأمثاله عبرة لمن يعتبر وهلاكه إنذاراً لكل الطغاة .وتثبيتاً لقلوب المؤمنين على إيمانهم وزيادةً لعزيمتهم وتقويةً لإرادتهم في طلب الثواب العظيم من الله تعالى والثبات على مبادئهم.
قصة قارون للاطفال
قصة قارون من القصص التي يمكن أن تُحكى للأطفال بطريقة سهلة مبسطة ،لتشويقهم لسماع قصص القرآن والإنتباه إليها ، فقد أوتي قارون الملك العظيم والكنوز التي عجز أشد رجال الأرض عن حمل مفاتيحها ،لكنه ظن بجبروته أنه امتلك هذا المال وكل تلك النعم بمجهوده ،ولم يكن حريصاً على طاعة الله والإمتثال لأوامره وإجتناب نواهيه (فيما آتاه الله من أموال)بل إستخدمه في التجبر على قومه ويبغي عليهم ،وبالرغم من أن بعض المؤمنين من قومه حاولوا نصحه وإرشاده بأن يتغي وجه الله تعالى ويقتصد في التصرف في أمواله وأن يبتعد عن طريق الإسراف والتبذير ،وأن يترك الفرح الذي يوصله للغرور بأمواله وبنفسه وجعله يترك شكر الله تعالى على تلك النعم، لكنه اغتر بنفسه ونسب النعمه لذكائه وعلمه وقال إنما أوتيته على علم عندي ، ونسي أن الله هو الذي أعطاه كل تلك النعم وهو وحده القادر على أن يسلبها منه ويذيقه أشد ألوان العذاب.
وذات يوم يتجهز قارون بكامل ثروته وكنوزه ويتزين بأبهى الحلى ويلبس أغلى الثياب ويمشي بين قومه في غرور وخيلاء يستعرض ثرواته وممتلكاته إستكباراً وتجبراً عليهم ،تمني بعض قومه أن يكون لهم مثل ما أوتي قارون وقالوا ياليت لنا مثل ماعنده ، لكن أهل العلم والإيمان أخبروهم بأن ثواب طاعة الله تعالى خير من كل تلك الكنوز والأموال التي يستخدمها قارون في معصية الله ولا ينال ذلك الثواب العظيم وتلك المنزلة العالية إلا المؤمنون الصابرون .
ثم تجلت قدرة الله تعالى وحكمته في ذلك الوقت الذي تسلل فيه حب الدنيا والغرور بها إلى قلوب بعض الناس ،فجاءه العقاب الأليم من رب العباد وكان الخسف به وبداره وأمواله وكنوزه ،وأصبح عبرة لكل طاغية متكبر يتجبر على العباد بما آتاه الله تعالى من النعم بدل أن يشكره سبحانه عليها .
وكان تكبر قارون سبباً في هلاكه وخسرانه في الدنيا والآخرة .
شاركونا بـ معلوماتكم عن قصة قارون
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
