المحتويات
شعر محمود حسن اسماعيل اشعار محمود حسن اسماعيل
يعد محمود حسن اسماعيل هو شاعر وأديب مصري، فهو ينتمي إلى المدرسة الرومانسية، فقد أعده النقاد واحداً من أبرز الشعراء المجددين، فقد ولد محمود بن حسن إسماعيل 1910م في بلدة النخيلة بمركز أبو تيج، بمحافظة أسيوط، وقد التحق بكُتاب البلدة، وأكمل حفظ القرآن.
شعر محمود حسن اسماعيل
الشاعر محمود حسن اسماعيل وقصيدة من نار السكينة:
إلهي ومازال في الناي سرُّ
وشطٌّ من الوحى ما زُرْتُهُ
ولا شربت حيرتي منه لحنًا
ولا أي يوم بها جئتهُ
عميقٌ كحلمِ الرؤى في خيالٍ
على غفوةِ الروحِ كفّنتُهُ
توارى وأسبلَ أنغامه
على وترٍ كنتُ قطَّعتهُ
وأحرقتُ فيه ربيعَ الحياة
ومن غفوة القلبِ ودَّعتهُ
عميقٌ ولكنَّهُ سابحٌ
قريبٌ إذا ما تذكَّرتهُ
وذكراه في كل ما أشتهي
وفي كل شيءٍ تعشَّقتهُ
أراهُ على الزهر لكنني
إذا صافح العطر غافلتهُ
أراهُ على النهرِ لكنِّني
إذا عانق الموج غادرتهُ
أراه على الدوح لكنني
إذا مايل الغصن زايلتهُ
أراه على الأفق شيئًا أضاءَ
ومن نعش ناري توهَّمتهُ
أراه على الريح صوتَ الحنينِ
تجسَّد حتّى تأمَّلتهُ
وأبصرتُ فيه مزار الخيالِ
على معبدٍ كنتُ حرَّمتهُ
وأودعته في جناز الغروبِ
لقاءً مع الغيبِ واعدْتهُ
أراه بِذاتي في كل همسٍ
وفي كل طيفٍ تخيَّلتهُ
أراه يسير معي في الحياةِ
كيانًا خفيًّا وصاحبتهُ
وقاسمتهُ كل زاد السكونِ
وكُل الهوى حين صافيتهُ
وكل الصباح وكل المساءِ
وكُل الدجى حين خامرتهُ
وكل الجراح وكل النواحِ
وكل الأسى إن ترشّفتهُ
وكُل الأثير وكل العبيرِ
وكل المصيرِ إذا كُنتهُ
وفي كل ذراتِ هذا الوجودِ
أراهُ رنينًا تسمَّعتهُ
وأصغيتُ فيه وكرّرتهُ
وجودًا لذاتي أخفيتهُ
إلهي من أين أهفو إليه
ودربي لرؤياه ضيَّعتهُ
وفجَّرتهُ في زماني زمانًا
وتيهًا على التِّيه واصلتهُ
وما كان إلاّ غناء الظنونِ
وشجوًا من الحبِّ أقلقتهُ
وأشعلت فيه صلاة الربابِ
تغنِّي زماني وما ذقتهُ
تلاشيتُ في كل درب فما
أحسُّ بغير المدى فتُّهُ
وأوغلتُ حتى سقاني الطريقَ
ثمالاتِ سحرٍ تصوَّرتهُ
شواني وأبقى رمادَ الضياءِ
ومازال جمرًا تشهَّيتهُ
تبسّم في ناره كلُّ شيءٍ
وتنهيد نايي كما جئتهُ
على الريح يهدرُ لا هدأةٌ
ولا ظلٌّ ظِلٌّ تمنَّيتهُ
ولا سجوةٌ في مهبِّ الخيالِ
يغنِّي بها ما تلقَّنتهُ
نشدتُ السكينةَ في كل جمرٍ
على وتر القلبِ أوقدتهُ
ومالي يدٌ فيه إلا صدًى
كما تسمع الروح ردَّتهُ
غنائي ومنِّي ومالي سبيلٌ
إليه فأَنَى أَتَى سُقتهُ
سمعت به الكوخ تحت الظلامِ
عويلاً من البؤس غنَّيتهُ
وأقداح رق بكف الطغاةِ
أساها بنايي تجرَّعتهُ
وشلَّت يدُ الله طاغوتَها
بفجر على النيل قدَّستهُ
فناغمت فيه انتفاض الحياة
بسحرٍ من الله ألهمتهُ
وسبّحتُ لمَّ أطَلَّ الضياءُ
ودكَّ الظلامَ الذي عشتهُ
اشعار محمود حسن اسماعيل
الشاعر محمود حسن اسماعيل وقصيدة ثورة الإسلام في بدر:
فقَ القلبُ بالنشيدِ المطهّرْ
فدع الشعر والأغاني وكبّرْ
وإذا شئت نغمةً فدع الروح
جلالا من شرفة الغيب تنظر
وتهيّأ للوحي يأتيك بالشعْـ
ـر كسيكاب ديمةٍ تتفجّر
وتلفّت لمربع الجنّ في البيْـ
ـد تر الجنّ غيرةً يتقطّر
فاحْكِ للجاحدين يا شاعر الخلْـ
ـدِ أساهُ وصِفْ مناحةَ عبقر
هكذا قال لي صدى مُلْهم الوَحْـ
ـي فأصغيتُ لحظةً كالمخدّر
وانتظرت الإلهام حتى إذا ما
رنّ بي هاتف الخيال المستّر
رجفت في الجنان كالزعزع القصّاف
تغلي بجانبيّ وتزأر
من فجاج الغيوب هاجت صباحاً
ثورةٌ في الرمالِ هبّت تزمجر
قيل بدرٌ فزُلزلت هدأة الناي
وكادَ النشيدُ بالدم يقطرْ
لو مضى يستشيرهُ ساعةَ الرو
عِ لردّاه كالحطام المبعثر
عجبا للحديد يهدى إلى الحقّ
وهاديهِ كالضرير المحيّر
حشدوا موكب المنايا وخفّوا
لضياء الإلهِ غاوينَ فجّر
يتراءون كالصواعق في الرمْـ
ـل ووجهُ الضحى من الروع أغبر
كالشياطين جلجلت في دجى الليْـ
ـل وهاجت في البيد تغوي وتصفر
أرزمت فوقهم سيوفٌ وريعت
من تناديهم أضاة ومعفر
زلزلوا راسي الجبال وراحت
منهمُ البيد تقشعرّ وتذعر
ومضى الشرك بينهم مزعج الهيْـ
ـجة طيشان كاللظى المتسعّر
جمّع الهول كلّه في يديهِ
ومضى بالحمام في الهول يزفر
إن يكن كيره أجنّ البلايا
لنبيّ الإسلام فالله أكبر
سجد اللات مؤمناً وجثا العزّى
يناجي مناة يا صاحِ أبشر
هلّ في ساحنا وميضٌ من النو
ر غريب التلماح خافي التصوّر
ذَرّهُ أرعد الصفا وأحال الصخر
روحاً يكاد في الرمل يخطر
لا من الشمس فيضه فلكم شعّت
علينا فلم ترُع أو تبهر
لا من النجم لمحهُ فلكم لا
ح كئيب الضياء وهنان أصفر
قد نسختا به ومن غابر الدهْـ
ـر نسختا البلى ولم نتغيّر
ألهونا وعفّروا وهمُ الصيد
عُلاهم على ثرانا المعفّر
سر بنا يا مناةُ نخشع جلالاً
لسنا النور علّهُ اليوم يغفر
عجباً خرّت المحاريب والأصْـ
ـنام دكّاً والعبد ما زال يكفر
وعلى التلّ خاشعٌ في عريشٍ
قدسيّ الظلالِ زاكٍ منوّرْ
كاد من طيبهِ الجريدُ المحنّى
من ذبول البِلى يميس ويزهرْ
هالةٌ تسكبُ الجلال وتندى
بوميض الهدى يفيق ويسحرْ
لو رمت كاسف البصيرة أعمى
عاد منها مبلج القلب أحور
قسماً ما أراه إنساً فإنّي
أتحدى بهِ بنانَ المصوّر
باسطٌ كفّهُ إلى الله يدعو
ربّ حمّ القضا لدينكَ فانصرْ
قصائد محمود حسن اسماعيل
الشاعر محمود حسن اسماعيل وقصيدة الشعاع المقيد:
خذ أماناً منَ الشعاع المُقيّدْ
فهوَ في القيدِ جمرةٌ تتوقدْ
أو فَذقْ منْ شُواظِهِ الحُرّ
فأنت المقيّدُ المستعبَدْ
ذُق شُواظاً لو مسّه صاهرُ الأغْـ
ـلال أضحى بناره يتعبّدْ
من حواشي الرخام يسطعُ للأحْـ
ـرار ديناً يهدي العباد ويُرشد
هو نورٌ لكنّه في ظلام السجن
نارٌ على القيود تعربد
مِلءُ ذرّاتِهِ أناشيدُ مجدٍ
بصداها مُحرّر النيل أنشد
ذرّةٌ تُرعب الحديد على الصمْـ
ـت وأخرى في الهول تُرغي وتُزبِد
غلّلتهُ بالأمس كفٌّ ضلولٌ
تنصرُ البغيَ بالحسام المجرّد
شدّ طُغيانها عتيٌّ منَ الغرْ
ب على النيل كم طغى وتمرّد
ملّكَتْهُ والملكُ لله دنيا
ظلُّها عاجل الفناء مُبدّد
فمضى في مسابح الشرق كالأقْـ
ـدار يُشقى كما يَشاء ويُسعِد
كم عدا فاتكاً وأحكم أغلا
لاً عليها الرقاب في الشرق تشهد
في فلسطين ظُلمه أقلق الدنْـ
ـيا وما هزّهُ الصراخ المردّد
وعلى مصر كم أذلّ وأردى
وتمطّى على النجوم وهدّد
عبقريٌّ في الختل يُدمي ويرتدّ
على الجرح باكياً يتوجّد
كم سقى النيل من ضرواته الهوْ
نَ وعيشاً من المذّلة أنكد
وتمادى فكنت يا مصطفى الهوْ
ل على هوله تثور وتُرعد
في غباء السنين والنيل مغفٍ
وبنوهُ من سكرة الضيم هُجّد
قمت كالعاصف المجلجل تجتا
ح فلا تنثني ولا تتردّد
تلبس القيد من جنانك قيداً
حزّهُ في الحديد نقشٌ مخلّد
شاركونا بـ شعر محمود حسن اسماعيل
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موفعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
معنا يا فجرُ وازحفْ بصباحِ الثائرينا
وانشر البعثَ وفجَّرْ نُورَه للزاحفينا
وتقدَّمْ وترنَّمْ واملأ الدنيا رنينا
نحن من حولك نمضي كل يوم ظافرينا
ونادَى مُنادٍ للضياء فكبَّرتْ
جفوني وصلَّتْ للنداء خواطري
وذوَّبتُ قلبي في رحيقٍ من السنا
وعطَّرتُ من فجرِ الخلودِ قياثري