المحتويات
شعر محمود غنيم قصائد محمود غنيم أشعار محمود غنيم
حناك روايتان عن مولد الشاعر محمود غنيم، فالأولى أنه ولد في ١٩٠١م،والثانية أنه ولد في 1902م، فقد ولد بقرية مليج في محافظة المنوفية، ويعد واحد من أهم الشعراء العرب في جيله، فهو صاحب اسم بارز في مجال الأدب والنقد وتحقيق التراث، وكذلك في مجال التربية والتعليم.
شعر محمود غنيم
الشاعر محمود غنيم وقصيدة على الأعراف:
ما للكنانةِ بعد طول مَطافِ
وقفَتْ سفينتُها على الأعرافِ؟
ولقد تكشَّف الأمورُ، وأمرُها
داجي الغياهبِ، حالكُ الأسْدافِ
قالوا: السلامُ، فقلت: دونَ سلامِكم
وقعُ الصوارمُ والقَنا الرَّعَّافِ
والله ما سادَ السلامُ بعالَمٍ
حُرِمَ الضعيفُ به من الإنصافِ
إنَّ الذين وَلُوا السلامَ، قَضَوْا بما
يدعُ السلامَ مزعزَعَ الأكنَاف
حَكَموا، ففاحت من بوادر حُكمهم
ريحُ الدَّم الفوَّار للمسْتاف
طَرَحُوا القضيَّةَ في السِّلال، فل تُرَى
يومَ القيامة يومَ الاستئناف؟
قل للأُلى طالَ التداولُ بينهم:
ليس الصباحُ على البصيرِ بخاف
فيم التداولُ؟ إن قُرْصَ الشمس لا
يحتاج ناظُرُهُ إلى كشَّاف
خُدعَتْ بمعسول الوعود ممالِكٌ
لم تجن غيرَ مرارة الإخلاف
هل كان ميثاقُ المحيط روايةً
وهميَّةً محبوكةَ الأطراف؟
كشفَتْ قضيةُ مصرَ ثوبَ ريائهم
يا للرياء وثوبِه الشَّفَّاف!
حلفاؤنا الأحرارُ لما نَكَّلُوا
بخصومهم؛ مالوا على الأحْلاف
سبعون عامًا في احتلالٍ دائمٍ
يا لَلْكنانِة من سنينَ عِجَاف!
ضيفٌ ألمَّ بها؛ فأصبح ربَّها
ثم استباحَ كرامةَ المِضْياف
قالوا: استقلَّ النيل، والمحتلُّ في
واديه محمولٌ على الأكتاف
ن الإسارَ له مذاقٌ واحدٌ
ولوَ أنَّه متعدِّدُ الأوصاف
لسنا بأحرارٍ لعمري ما بدا
لوجوههم طيفٌ من الأطياف
أبني أبينا في الجنوبِ، تحيةً
كالزهر كُلِّلَ بالندى الرفَّاف
في مصرَ عتْرتكُم، وما في غيرها
من عترةٍ لكمو، ولا أسلاف
النيل ألَّفَ بيننا بنميره
كتألف النُّدَمَاءِ حَولَ سُلاف
الشاعر محمود غنيم
أَخَوَا رَضَاع؛ ليس يفصل بيننا
في الوضع غيرُ شريعة الإجحاف
لا يخدعنَّكم الدُّهاةُ بزائفٍ
من قولهم، عذبِ المذاق، زُعاف
الأجنبُّي بأرضنا وبأرضكم
كالغيم في الجوِّ الطليقِ الصافي
إنَّ الذي تبع الدخيل منوَّمٌ
في الصحو، مسلوبُ الإرادة، غاف
إنْ غرَّةُ كرمُ الدخيل، فطالما
ذُبحَ الفصيلُ بمدية العلاَّف
ضُمُّوا الصفوفَ إلى الصفوف، وأرهِفوا
بيضَ العزائم أيَّما إرهاف
إن الأمانِيَ كالغواني؛ دأبُها
ألاَّ تلينَ لخاملينَ ضِعاف
لا ينفُذُ الحقُّ الصريحُ بنفسه
كلاَّ، ولا عدلُ القُضاة بكاف
الحقُّ يُعوِزُهُ مُحقٌّ ساهرٌ
كالسيف تُعْوِزُهُ يدُ السَّيَّاف
ولقد تألبَت الخطوبُ على الحمى
وبنوه رهنُ تناحرٍ وخِلاف
ما ضرَّ لو نسىَ الجميعُ نفوسَهم
فيعودَ صفوُ الودِّ بعدَ تجاف!
شتَّى فئاتٍ يهدفُون لغايةٍ
فكأنهم سِفْرٌ بألفِ غِلاف
هتفوا لزيد بالحياة وخالدٍ
لكنْ وقفتُ على الجلاء هُتافي!
بطلَ الجلاء، سَقَتْ ضريحَك ديمةٌ
تسقي الرياض بهاطلٍ وكَّاف!
درجتْ عليك الأربعونَ، ولم تزلْ
من كل قلب عالقًا بشَغاف
لك سيرةٌ يتلو الشبابُ فصولَها
كالآي من «ياسينَ»، و«الأحقاف»
سُوَرٌ نُرَتِّلها فتشعلُ في الدما
ما تُشعل النيرانُ في الألياف
قفْ بالفلاة، وقل: هنا الكنز الذي
دفنوه بين جنادلٍ وفياف
قفْ بِالفلاة، وقل: هنا فردٌ إذا
قِيسَ الرجالُ، يُقاسُ بالآلاف
حملَ الأمانةَ وحدَهُ، فكأنه
من نفسه في فيْلقٍ زحَّاف
ما ضر أعظُمَهُ تواضعُ قبره
فالدرُّ درٌّ، وهْوَ في الأصْداف
يا سيدَ الشهداءِ، غرسُك لم نَزَلْ
نَسقيه من دمنا ليومِ قِطاف
وتُراثُك الوطنيُّ في يد معشرٍ
لا واهنٍ عزمًا، ولا وقَّاف
نفرٌ من الأشرافِ إن جدَّ الحمى
في البحث عن نفرٍ من الأشراف
رجَعُوا إلى أعراقهم؛ فتجمعوا
بعد الخلاف تجمُّعَ الأُلاَّف
من كلِّ باذلِ نفسِه، أو مالِه
للنيل، مقتنعٍ بعيشِ كَفَاف
ما أنكروا حقًّا، ولا إن جادلوا
في باطل لجئوا إلى الإسفاف
لا الحكمُ طأطَأَ من رءوسهمو، ولا
لانت قناتُهمو لغمز ثقاف
لا تستخفُّ الحادثاتُ حلومَهم
ويقابلون الموتَ باستخفاف
قالوا: معاهدةُ الفَخارِ، وقلتمو:
داءٌ عضالٌ، لا دواءٌ شاف
حتى إذا لاح الصباحُ لناظرٍ
شَهدُوا لكم بإصابة الأَهداف
أدركتمو غيبَ الأمور؛ كأنكم
تتلونها من صفحة العَرَّاف
وَوَفَيْتُمُو لبلادكم بالعهد في
زمنٍ يقلُّ به الأمينُ الوافي
قصائد محمود غنيم
الشاعر محمود غنيم وقصيدة فقيد الفصحى:
ضجيعَ التراب، أطلتَ الرقودَا
عزيزٌ على الضاد ألا تعودَا!
بكتك، لعمري، عيونٌ شحاحٌ
تعوَّدنَ عند المصاب الجمودا
بكى النيل مَنْ كان في طهره
وكانت سجاياه أشهى ورودا
فتى شَيَّعته الوفود، فسارت
مناقبُهُ تتحدَّى الوفودا
ولو لم نُؤبِّنهُ نحن، لقامت
فألقت على كل سمع قصيدا
له سيرة كعبير الزهورِ
لوَ أن الزهورَ رُزقنَ الخلودا
نثرنا الورود على قبره
فقطَّرَ طيبُ ثراه الورودا
قضى، وهُو للكل خِلٌّ، ودود
وكان له الكلُّ خلا، ودودا
وعاش؛ فما عاش إلا كريمًا
ومات؛ فما مات إلا شهيدا
وأدَّى رسالتهُ في الحياة
ولولا الردى، لتوخى المزيدا
ومدُّوا له في زمان الجهادِ
ويأبى له الموتُ عمْرًا مديدا
فتى نال باللين ما لا يُنالُ
وللِّين بأسٌ يَفلُّ الحديدا
تراضُ الوحوشُ بألفاظه
وينقلبُ الجمرُ ماءً بَرودا
يسوس الأمورَ بمحضِ الأناةِ
فيطوي العدوَّ، ويُرْضي الحسودا
وما كان في الحلم إلا ابنَ هندٍ
وذو الحلم أخلقْ به أن يسودا!
محمدُ، لو تُفتدَى بالشبابِ
بذلناه للموت فيك زهيدا
عهدتك مبتسمًا للحياةِ
ترى كلَّ يوم أظلَّلك عيدا
بوجهٍ طليق، كوجه الربيعٍ
إذا طاب نفحًا، وأورقَ عودا
ولم تَشْكُ من حادث الدهر يومًا
كأنكَ منه أَخذتَ العهودا
أَلا إن ذلك سرُّ اليقينِ
رُزقت اليقينَ، فَعِشْتَ سعيدا
سجدتَ لربك حين أطالتْ
جباهٌ لغير الإله السُّجُودا
أقدِّسُ فيك التقى والصلاحَ
أقدِّسُ فيك الخلاق الحميدا
عهدتك تدعو إلى الخُلْق دينًا
وتهتفُ بالصالحاتِ نشيدا
ورقَّتْ خِلالك مثلَ النسيم
فكانت على ما تقول شهيدا
عهدتك تعملُ خَلْفَ الستارِ
وتَبذلُ إثر الجهود الجهودا
تُهَيِّئُ للضاد مجدًا طريفًا
وتبعثُ للضاد مجدًا تليدا
تُشيد بها في سكون وصمت
وتدفع عنها الأذى إن أريدا
جهودٌ يحسُّ بهنَّ الجمادُ
وتنكر أن لهن وجودا
أبَا جابر، كلُّ حي يصيرُ
إلى حتفه، كارهًا، أو مُريدا
على الأرض ننمو نموَّ النباتِ
ويلقطنا الموتُ حَبّا حصيدا
سنسلُكُ يومًا سبيلَ الجدودِ
فلسنا بأسعدَ منهم جدودا
سألتُ عن الأرض: ماذا أقلت؟
فقالوا: مهودٌ تغذِّي لحودا
ولم أرَ كالموت داءً قديمًا
تخرَّم عادًا، وأفنى ثمودا
فما بالنا كلما مات ميْتٌ
شَرْبنا من الحزن لونًا جديدا؟
رأيتُ البكاءَ يعزي الحزينَ
ولكنه لا يردّ الفقيدا
لعمرُك، ما الموتُ إلا انطلاقٌ
فإن الحياةَ تفيضُ قيودا
علامَ تشكَّى الحياةَ زهيْرٌ
وأضجرَ طولُ البقاء لبيدا؟
أشعار محمود غنيم
الشاعر محمود غنيم وقصيدة ذكرى محمد ﷺ:
هو عيدُ ميلاد ابن عبدِ منافِ
لا عيدُ مخترع، ولا كشّافِ
أكبرتُ قدرك يا بن عبد الله عن
تأليف أوزان، ونحتِ قواف
ما أنت إلا عَيْلَمٌ لم يُكتشفْ
يطغى بلجته على الوصّاف
بحر خضمّ، غيرَ أن جُمانَه
ما زال سرًا داخل الأصداف
لولاك لانقطع الزمان؛ فلم تكن
حلقاتُه موصولة الأطراف
دجت القرونُ؛ فقام دينُك حارسًا
يحمي ذمار حضارة الأسلاف
هزّ الوجودَ بكفه في مهده
طفلٌ يتيمٌ من كنانةَ عاف
جادت به الفلواتُ أصفى طينةً
وطويةً من جوِّهن الصافي
وأشدَّ من خضباتهن صلابة
وأهبَّ من إعصارهن السافي
فإذا الأكاسر خاضعون لحكمه
وإذا القياصرُ مرغمو الآناف
فتحت مبادئُه الحصونَ أمامهُ
قبل الصوارم والقنا الرعَّاف
غزتِ القلوبَ بسحرها؛ فكأنها
قد لامست منهن كل شَغَاف
أين الذي يغزو القلوب من الذي
يغزو الرقاب بحدَّة الأسياف؟
تلك المبادئ وهي شتى جُمِّعتْ
في مبدأين: الحقِّ، والإنصاف
آخى ابنُ عبدِ الله بين معاشر
يتناحرون تناحرُ الأخياف
لانت قناتهمو لدعوته، وما
لانت قناتهمو لغمز ثقاف
ولقد يروض الأسْدَ رائضُها، ولا
يتغيرُ الطبعُ الغليظ الجافي
هذا هو الإعجاز، لا بحرٌ، ولا
قمرٌ قد انشقا إلى أنصاف
آيٌ من الذكر الحكيم أتى بها
فإذا القلوب تَلِينُ بعد جفاف
ولوَ أن ألفَيء دوحة سجدًا له
ما كان ذلك بالدليل الكافي
عجبًا! أجاء محمد بالسحر في
آياته أم شابها بسُلاف؟
أم كان تنويمًا خضعوعهمو له؟
ما ذلك السرُّ العميقُ الخافي؟
أقسمتُ، ما كان النبيُّ محمدٌ
بمشعوذ، كلا، ولا عرَّاف
لكنه الإيمان من يظفرْ به
يلق المفاوز سهلة الأكناف
لوْ يرزقُ الإيمانَ طودٌ، لارتقى
بقوادم من ريشه وخواف
هذا الذي جعل النبيَّ ورهطَهُ
إن حاربوا، انتصروا على الأضعاف
يزداد في ساح الوغى إيمانهم
فيقابلون الموت باستخفاف
يُستضعَفون لقلةٍ، لكنهم
بوثوقهم في الله غيرُ ضعاف
فإذا دُعوا للحرب، هبوا، أو دعوا
للمال، عفُّوا عنه أيَّ عفاف
قم سائل الأعراب: أيةُ دولة
نهضوا بها حملاً على الأكتاف؟
بذرت «أثينا» في الحضارة أمةٌ
لم تأوِ غيرَ مضارب وفياف
شُغلوا بفلسفة وعلم بعدما
شغلوا بوصف منازل وأثاف
تَخذوا القصور مساكنًا وتسرْبلوا
بالخزِّ، لا الأوبار والأصواف
فإذا الجزيرةُ بعد جدْب جنةٌ
ميَّاسةٌ مهتزةُ الأعطاف
يا رب أسطول بنوةُ كأنه
بحرُ خضمٌّ فوق آخرَ طاف
السوقة الأجلاف قد حكموا الورى
شاركونا شعر محمود غنيم
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موفعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً