تخطى إلى المحتوى
أشعار بدوي الجبل

أشعار بدوي الجبل قصائد بدوي الجبل شعر وحياة بدوي الجبل

شاعر وأديب وسياسي سوري، يعتبر من رموز الشعر الكلاسيكي في القرن العشرين. وإلى جانب أشعاره التي أثرت الأدب العربي، كان بدوي الجبل من أبرز المناضلين ضد الاحتلال الفرنسي. وضد القرارات الانفصالية. اسمه الحقيقي محمد سليمان الأحمد، الملقب بدوي الجبل. ولد في شمال سوريا عام. جبل العلوي عام 1907م، نشأ في بيئة دينية وأدبية. وبما أن والده كان إماماً علوياً، فقد انغمس كثيراً في شعر أهم الشعراء العرب وأشهرهم أبو تمام والبتري والمتنبي والشريف الرأي والماء. آري. ومن أهم الأعمال الشعرية لبدوي الجبل قصيدة “إني لأشمت بالجبار” التي كتبها في العراق والتي جسدت حال البلاد عام 1بعد نكسة يونيو وموقفه من الأحداث.

اشعار بدوي الجبل

الشاعر بدوي الجبل وقصيدة اتسألين عن الخمسين:

أتسألين عن الخمسين ما فعلت
يبلى الشباب و لا تبلى سجاياه
في القلب كنز شباب لا نفاد له
يعطي و يزداد ما ازدادت عطاياه

فما انطوى واحد من زهو صبوته
إلاّ تفجّر ألف في حناياه
هل في زواياه من راح الصبا عبق
كلّ الرحيق المندّى في زواياه

يبقى الشباب نديّا في شمائله
فلم يشب قلبه إن شاب فوداه
تزيّن الورد ألوانا ليفتننا
أيحلف الورد أنّا ما فتنّاه

صادي الجوانح في مطلول أيكته
فما ارتوى بالندى حتّى قطفناه
هذا السلاف أدام الله سكرته
من الشفاه البخيلات اعتصرناه

جلّ الذي خلق الدنيا و زيّنها
يالشعر أصفى المصفّى من مزاياه
نحن الذين اصطفانا من أحبّته
فلو تدار الطلى كنّا نداماه

و شرّف الشعر لما صاغه ترفا
فكنت نعمته النشوى و معناه
و راح ينشدنا عصماء شفّة
و مقلة و جننّا فاستعدناه

روحي فدى و ثن ما كان أفقرنا
إليه في عزّة النعمى و أغناه
إن كان يذكر أو ينسى فلا سلمت
عيني و لا كبدي إن كنت أنساه

يا من سقانا كؤوس الهجر مترعة
بكى بساط الهوى لما طويناه

تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا فجنّ اللّيل من فجرين لاحا وحنّ إلى ظلالك عبد شمس يريح شجونه ظمأى طلاحا

قصائد بدوي الجبل

الشاعر بدوي الجبل وقصيدة النبع المسحور:

بردك فوق الخصر جار الرؤى
فخلفه تطفر جنّيّتان
شيطانتان اصطفتا جنّة
قد تؤنس الجنّة شيطانتان

دارت على الظمأى حميّاهما
فاللهو في الجنّة طلق العنان
يدنيهما الشوق و لم تدنوا
فهل هما نهدان أم نجمتان

تموج ألحان الصبا فيهما
كأنّما نهداك أغرودتان
عشّان لا للطّير بل للهوى
عشّان ، بل للمسك قاروتان

عندي طيوب لك أعددتها
عطر لباناتي و عطر البيان
رشّا على حسنك ريّاهما
فهل درى عطراي ما يفعلان

حسنك عطر العطر في جنّتي
على غناها و لبان اللبان
فاغدي على الرمل و روحي يضع
ورد و يفرش طيبه أقحوان

عيناك بحر حين أغفى انحنت
فلملمت أحلامه الضفّتان
تغفو بعينيك طيوف المنى
عيناك للأشواق أرجوحتان

قلبي و قرطاك حليفا ضنى
ألم يئن أن يتعب الخافقان
و خصلتان ارتاحتا في يدي
من الدجى المخمور مسكوبتان

شذاهما باق و إن غابتا
كأنّما فرعاك ريحانتان
تغامزين البدر في موعد
فغرت لمّا التقت الغمزتان

ينمنم الأحلام فضّيّة
و تنسج الشمس لك الأرجوان
وَ ملكك البدر و شمس الضحى
و ما يصوغان و ما يغزلان

قد باح جفناك بسرّ الدجى
جفناك من سرّ الدجى مترعان
تضحك عيناك و إن جدّتا
لا سحر في عينين لا تضحكان

تنطق عيناك و لم تنطقي
و قد تطيلان و قد توجزان
و لم تضيقا بمعاني الهوى
ألا تلومان ألا تتعبان

رشيقة الأحزان و القدّ .

بردك فوق الخصر جار الرؤى فخلفه تطفر جنّيّتان شيطانتان اصطفتا جنّة قد تؤنس الجنّة شيطانتان

شعر بدوي الجبل

الشاعر بدوي الجبل وقصيدة جلونا الفاتحين:

تمنّى الرّكب وجهك و الصباحا
فجنّ اللّيل من فجرين لاحا
وحنّ إلى ظلالك عبد شمس
يريح شجونه ظمأى طلاحا

حمى الله الكواكب من معدّ
وصانك بينها قمرا لياحا
و طمأن للجواري كلّ بحر
و بلّغها السعادة و النجاحا

بطاح القدس دنّسها مغير
فهل صانت كتائبنا البطاحا
و هل جبهت بحدّ السيف دعوى
كعرض القوم فاجرة وقاحا

و لم نغضب لها أيّام كانت
حمى نهبا و شعبا مستباحا
و لا صدّت سرايانا عدوا
وَ لا هاجت حمّيتنا كفاحا

و لا اهتزّت صوارمنا انتخاء
و لا صهلت صوافننا مراحا
نجابه باليهود دما و نارا
فنغضي لا إباء و لا طماحا

جلونا الفاتحين فلا غدوّا
نرى للفاتحين و لا رواحا
إذا انفصفت أسنّتنا وصلنا
بأيدينا الأسنّة الصفاحا

إذا خرس الفصيح فقد لقينا
من النيران ألسنة فصاحا
زماجر دكّت الطّغيان دكّا
و أخرست الزلازل و الرّياحا

و تعرف هذه الحصباء منّا
دما سكبا و هامات وراحا
و أشلاء مبعثرة تمنّت
على البيد الشقائق و الأقاحا

تتيه بها الرّمال و تصطفيها
من الفردوس ريحانا و راحا
يرفّ على خمائل غوطتيها
هوى بطل على الغمرات طاحا

فألمح في السّراب منى شهيد
تخيّل في الوغى الماء القراحا
فلا حرم الشهيد بروض عدن
على بردى غبوقا و اصطباحا

حمى دنيا أميّة أريحيّ
متين الأسر قد فرع الرّماحا
أبو حسّان إن طغت الرزايا
تحدّى الدّهر و القدر المتاحا

أشمّ الأنف أبلج سمهريّ
كأنّ على محيّاه صباحا
تمرّس بالخطوب فما شكاها
و لولا كبره لشكا وباحا

تذكّرت الشام أخاك سعدا
و من ذكر الحبيب فلا جناحا

قصيدة بدوي الجبل

الشاعر بدوي الجبل وقصيدة يا جارتي:

يا وردتي أين الشذى و النّدى
ياَ كبدي أين الهوى و الحنين
يا روحي الثكلى ألم تأخذي
عن ربّة الألحان أين الأنين

يا أمّ أحلامي و أمّ المنى
في فجرها أين قبرت البنين
لمحت في كأسي و قد شعشعت
طيف الأماني و الهوى و السنين

و ذكرياتي و هي عريانة
تبدو و تخفى بين حين و حين
و تلك الحسناء بلون الضحى
و تلك شوهاء بلون الدّجون

يقفزن في كأسي فلا أنثني
عن خمرة الكأس و لا ينثنين
هذا جنون النفس في سكرها
و العقل من خدّام هذا الجنون

جارتي الحسناء ثرثارة
سكرى الهوى نشوى الصبى و الفتون
رأيت من أحزانها ما اختفى
و دقّ حتّى ما تراه الظنون

كلّ الأسى الصاخب يا جارتي
فداء حزن صامت في العيون
هاتي من الأحزان ما شئته
لا يفهم الأحزان غير الحزين

يا جارتي الحسناء هل تعلمين
يا جارتي ليتك لا تعلمين

أشعار بدوي الجبل

الشاعر بدوي الجبل وقصيدة غربة الروح:

أترعي الكأس أدمعا و رحيقا
حقّ بعض الهموم أن لا نفيقا
سلم الجمر لي و عاش بقلبي
أريحيّ اللّهيب عذبا أنيقا

يا شامي يا قبلة الله للدنيا
و يا راحها المصفّى العتيقا
أترع الكأس من هواك لتروى
كبدي من هواك لا لتذوقا

مزّقيها تغمرك طيبا و نورا
لا تملّي الطيوب و التمزيقا
لملم الفجر ذكرياتي دما سكبا
و مجدا غمرا و عهدا و ثيقا

لملم الفجر ذكرياتي فما لملم
إلاّ أقاحيا و شقيقا
كبريائي فوق النجوم و لولاها
لما كنت بالنجوم خليقا

جلّ شعري – أقيه الرّوح من كلّ
هوان – و الشعر كالعرض يوقى
ما شكوت العدو كبرا و لكنّي
شكوت المبرّأ الموثوقا

و أخا لي سقيته الودّ صرفا
فسقاني من ودّه الممذوقا
طبعي الحبّ و الحنان فما أعرف
للمجد غير حبّي طريقا

و كنوزي – و ليس تحرسها الجنّ
تنادي المحروم و المرزوقا
لم يضق بالعدوّ حلمي و غفراني
و أفدي بمقلتي الصديقا

لا أريد الإنسان إلاّ رحيما
باختلاف الهوى و إلاّ شفيقا
لي قبور كنزت فيها شبابي
و صبوحي على المنى و الغبوقا

يا قبور اللدات : كل شقيق
حاضن في الثرى أخاه الشقيقا
وسعت هذه القبور فؤادي
كيف تشكو – و هي في السماوات – ضيقا

كيف لا تنبت الرّياحين و الشوق
و قلبي على ثراها أريقا
مقلتي يستحمّ في دمعها الطيف
و تحنو فلا يموت غريقا

ينزل الجرح من فؤادي على الحبّ
و يلقى التدليل و التشويقا
شامة الفتح نام ( فارسك) النجد
و حقّ الوفاء أن يستفيقا

سبقته أحبابه للمنايا
فرحمت المجلّى المسبوقا

أتسألين عن الخمسين ما فعلت يبلى الشباب و لا تبلى سجاياه في القلب كنز شباب لا نفاد له يعطي و يزداد ما ازدادت عطاياه

شاركونا بـ أشعار بدوي الجبل

للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.

شاهد أيضاً

شعر محمود حسن اسماعيل

شعر أبو الحسن الششتري

الشاعر بشارة الخوري

شعر عبدالغفار الأخرس

شعر محمد مصطفى حمام

انشرها على :
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Evan

هل نسيت هند زمان الصبا
لله ما أحلى زمان الصبا
إذ نحن كالأطيار في شدوها
طفلان يختالان بين الربى
نلعب في الكرم و لا بدعة
سعادة الطفلين أن يلعبا

Olivia

لا الأمس يسلبك الخلود و لا الغد
هيهات أنت على الزمان مخلّد
تتجدّد الدّنيا و قلبك وحده
دنيا تعيد شبابها و تجدّد