تخطى إلى المحتوى
لماذا سميت الخنساء أم الشهداء؟

لماذا سميت الخنساء أم الشهداء؟ من أشهر أقوال الخنساء

تميزت الصحابية الجليلة تماضر بنت عمرو الملقبة بالخنساء والتي عاشت في الجاهلية والإسلام برجاحة العقل وحرية الرأي وقوة الشخصية ورسوخ الإيمان . اليوم سنتحدث عن الخنساء أم الشهداء.

لماذا سميت الخنساء أم الشهداء؟

نشأت الخنساء في بيت عز وجاه، وأثبتت قوة شخصيتها حين رفضت الزواج من دريد بن الصمة أشهر فرسان بني جشم.

وآثرت أن تتزوج واحداً من قومها، وتزوجت ابن عمها رواحة بن عبدالعزيز السلمي، وأنجبت منه ولداً.

إلا أنها لم تدم طويلاً معه لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله، وتزوجت بعده ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي.

وأنجبت منه أربعة أولاد هم: يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة .
عاشت الخنساء بما يتلاءم مع عقيدتها الإسلامية القوية، وقبيل نشوب معركة القادسية بين المسلمين والفرس.

جمعت الخنساء أولادها الأربعة وقالت لهم: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة.

ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين.

واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .

فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا الى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين.

فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجعلت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها.

تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة . فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان باشر أولادها الأربعة القتال حتى استشهدوا جميعاً .

وفي نهاية المعركة تقدم نفر من رجال الجيش، ينعون الى الخنساء أولادها الأربعة، بعد بلائهم في الحرب بلاء حسناً.

فتلقت الخبر بكل هدوء واتزان وحزم وقالت كلمة لا تزال تتردد على مر الأيام والدهور: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم. وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته، فأطلق عليها لقب أم الشهداء .

وبعدها رجعت الى المدينة، وعلم بها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. فعزّاها في أبنائها وكان يعطيها أرزاق أولادها الأربعة حتى قُبض.

ثم انصرفت الى مضارب قومها بني سليم بالبادية، وفارقت الحياة مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .

نشأت الخنساء في بيت عز وجاه وأثبتت قوة شخصيتها حين رفضت الزواج من دريد بن الصمة أشهر فرسان بني جشم

من أشهر أقوال الخنساء

لهم: “إذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين، فاغْدُوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين.

فإذا رأيتم الحرب قد شمَّرَتْ عن ساقها، واضطرمت لظًى على سياقها، وجللت نارًا على أرواقها، فتيمموا وَطِيسها.

وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها؛ تظفروا بالغُنم والكرامة، في دارِ الخلد والمُقامة”.

نعم، هذه الخنساء، الأخت الحنون، والأم الرؤوف . التي كانت مثلًا سائرًا بين الناس في حزنها وفي بكائها، حتى قال بعض الشعراء:

فيا خنساءُ، مُذْ فارقْتِ صَخْرًا
وعيْنُكِ فارَقتْ طعمَ الرُّقودِ
يُبَكِّيكِ التَّذكُّرُ كُلَّ حينٍ
كما يُبْكي السَّما صَوْتُ الرُّعودِ

هي ذاتها التي دفعت فلذات كبدها وبضعة نفسها، إلى الجهاد والقتال؛ بعد أنْ نفذ الإسلام إلى قلبها.

وتمكّنت عقيدة التّوحيد منها، وتخللت روحها، وجرت مسالك عروقها، فعظُم إيمانها بالله، وعلِمَت حسن ثوابه. وجزيل إحسانه! كان يقول ابن حزم: «العاقلُ لا يرىٰ لنفسِه ثمنًا إلّا الجنّة!». ولأنَّها كانت رزينة العقل. رصينة الرّأي، ولأنَّ أبناءَها ليسوا إلّا بضعة منها. بل أعزّ عليها من نفسِها، فهي لم ترَ لأنفسهم ثمنًا سوى الجنة، فدفعتهم إليها!

سمعَ الأولاد وصيةَ الأم المؤمنة الحكيمة، وعزموا على قولها، وأصبحوا مبكّرين إلى الصفوف الأولى. فخرج كلٌّ منهم يقول شعرًا يُشيرُ به إلى قَبول النّصح، وجميل عقباه، فيُقتَل شهيدًا بعدها، وهكذا تتابعوا، حتى استشهدوا عن آخرهم. فلمّا بلغها خبر استشهادهم، قالت قالةَ المُحتَسبة العارفة بالله: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم. وأرجو من ربِّي أنْ يجمعني بهم في مستقرِّ رحمته!» ولم تزد على ذلك!

عاشت الخنساء بما يتلاءم مع عقيدتها الإسلامية القوية، وقبيل نشوب معركة القادسية بين المسلمين والفرس

ما سبب حب الخنساء لاخيها صخر؟

نبغت الخنساء في الشعر، وحين قتل اخواها صخر ومعاوية في الجاهلية رثتهما بقصائد اعتبرها مؤرخو الشعر العربي. أحسن ما قيل في الرثاء، وعد محمد بن سلام شعرها في رثاء أخويها وشعر متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك في الطبقة الأولى .

وقيل لجرير الشاعر: من أشعر الناس؟ قال: أنا لولا الخنساء، قيل: بم فضلتك؟ قال: لقولها:

إن الزمان وما يعني له عجب
أبقى لنا ذنباً واستؤكل الراس
إن الجديدين في طول اختلافهما
لا يفسدان ولكن يفسد الناس

ماذا قالت الخنساء لاولادها؟

منذ أن بزغ فجر الإسلام ليحرر الإنسان من العبودية لغير الله عرفت مسيرته الخيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ بما قدمن من تضحيات، وما سجلن من مواقف مشرفة كان لها أثرها في انتشار رسالة الحق في ربوع العالم .

ونحن هنا نقدم نخبة مختارة من النساء الخالدات اللاتي يعتز بهن الإسلام، لنوضح للمرأة المسلمة المعاصرة حجم العطاء المنتظر منها تجاه دينها ووطنها وأسرتها، خاصة في هذا الزمن الذي يموج بتحديات ومشكلات جمة تحاول صرف المرأة عن القيام بدورها الذي رسمه لها دينها الحنيف .

بعض نساء المسلمين يحملن قلوباً أقوى من قلوب الرجال ويتمتعن بصبر نادراً ما تجد له مثيلاً عند الصابرين الراضين بقضاء الله وقدره، ويملكن حكمة تفوق ما عند الحكماء البلغاء الذين رزقهم الله صدق الإيمان وجميل البيان .
وضيفتنا الكريمة اليوم ضربت المثل والقدوة في الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، وفي الشعر غلبت فحول الشعراء، وبحكمتها أسكتت وأبهرت الحكماء والبلغاء .

إنها تماضر بنت عمرو بن الحرث المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو (575 – 664) وكانت تسكن في إقليم نجد ولقبت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها .

والخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد طغى على شعرها بعد مقتل أخويها معاوية وصخر الحزن والأسى والفخر والمدح، وقال عنها النابغة الذبياني: “الخنساء أشعر الجن والإنس” . حزن لا ينقطع

جمعت الخنساء أولادها الأربعة وقالت لهم: يا بني أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة.

شاركونا بـ لماذا سميت الخنساء أم الشهداء؟

للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.

شاهد أيضاً

من هي الخنساء ولماذا سميت بهذا الاسم

قصة الخنساء مختصرة

قصة الخنساء مع صخر

اشعار الخنساء

شرح قصيدة الخنساء في رثاء أخيها

انشرها على :
الوسوم:
0 0 التقييمات
تقييم المقالة
نبهني
نبّهني عن
1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
🦋أمہ رِِتًوُجٌهہ

تعرف الخنساء بإم الشهداء لدورهاا الملحوظ الذي كانت تقوم به في حياتها مع المسلمين وجهودها القويه في تضحيتها في سبيل الإسلام والمسلمين..

ويعود هاذا اللقب الى حادثه وقعت في عزوة أُحد حيث توفى زوجها الذي أُعتبر شهيداً وقيامها فوراً في الذهاب الى مقر هزيمته لتستنكر هزيمة المسلمين حينها

ومن تلك اللحظه قامت بإلقاء قصيده مؤمثره لتعبر فيها عن تضحية المسلمين وبديفعها عن الإسلام
تعتبر الخنساء من النساء المؤمنات والصادقات في تاريخنا الإسلامي ولُقبة بإم الشهداء