المحتويات
اول من وضع النقاط على الحروف سبب وضع النقاط فوق الحروف
كانت اللغة العربية تكتب في بداياتها دون تنقيط ودون تشكيل. وقد وصلت الينا أولى النقوش والمخطوطات بدون نقاط وتشكيل للحروف. حتى أن القرآن الكريم كان قد خط ونسخ بدون نقاط أو تشكيل. وهذا ما يسمى الإعجام. وهو وضع النقاط فوق الحروف وتحتها للتمييز بينها وكانت الكتابة تفهم من خلال السياق. وليس لدينا معلومات تفيد بأن العرب قد عرفوا الاعجام قبل الاسلام.
رغم أن بعضًا من العلماء أقروا بـأن العرب عرفوا الإعجام قبل الإسلام، وربما أكبر دليل على ذلك هو أنه فـي العصر الإسلامي أمر الصحابة بـتجريد القرآن من النقاط ومن التشكيل، بينما قالت المجموعة الأخرى إن العرب لم يعرفوا التشكيل والنقاط ودليلهم على ذلك هو القرآن الكريم الذي نزل دون تنقيط في اول العهد الإسلامي.
من اول من وضع النقاط على الحروف
استمرت الحروف العربية فـي شكلها غير المنقوط وبدون تشكيل حتى منتصف القرن الأول الهجري ويتبادر الى الذهن سؤال مهم : من هو واضع النقاط على الحروف؟ وهنا بدأت قصة وضع النقاط على الحروف.
أبو الأسود الدؤلي
تعددت أقوال العلماء وآراؤهم حول اسم أبي الأسود الدُّؤليّ، حيث أكّد ابن خلكان هذا الاختلاف بقوله:
“في اسمه ونسبه ونسبته اختلاف كثير”.
فمنهم قال انه ظالم بن عمرو بن ظالم، وظالم بن عمرو بن سفيان الدّيليّ. ويروي آخرون وفي أنه عثمان بن عمرو، وغيرها من الأسماء.
أمّا أرجح الأقوال فتُشير إلى اسم ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدؤل بن بكر بن علي بن كنانة بن خزيمة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ابن خلكان ذكر له نسبتين الأولى تعود للدُّؤليّ، والثّانية للدّيليّ، كما أضاف ابن الجوزيّ بأنّ النّسب الأول يعود لبني حنيفة، والثّاني يعود لبني كنانة، فيما أشار ابن منظور إلى نسبة ثالثة هي الدّئل.
وأيا كان اسمه الحقيقي فقد قدم هذا العالم الفقيه خدمة جليلة للغة العربية بإيجاد طريقة الاعجام بتنقيط الحروف و تشكيلها.
أما مولده فقد تعددت الروايات حوله إلّا أنّ الرواية الارجح انه وُلد في الجاهليّة قبل الهجرة النّبويّة بستّة عشر عاماً.
وقد وجد أبو الأسود الدؤلي طريقة لـ ضبط كلمات القرآن الكريم. بـوضع حركة فوق الحرف للإشارة إلى الفتحة وحركة أسفل الحرف للإشارة إلى الكسرة، ثم ترك الحرف الساكن فارغًا. كما تجدر الإشارة إلى أن هذا التكوين لم يستخدم إلا فـي القرآن الكريم.
وقد كان أبو الأسود الدؤلي أول من قام بتكييف اللغة بهذه الطريقة نيابة عن أمير العراق زياد وسجل هذا الحدث فـ عام 67 م. كما وقد استعان الدؤلي بعلامات كان يستعملها السريان للدلالة على الرفع والجر والنصب، وللتمييز بها بين الاسم، والفعل، والحرف.
ويعتبر المخترع الأول للنقط بهذا المعنى أبو الأسود الدؤلي، وذلك تفاديا للخطأ في قراءة القرآن الكريم، وفسدت ألسن الناس وكثر الداخلون في الإسلام من غير العرب، فقام أبو الأسود بمهمة تشكيل القرآن الكريم لتيسير تلاوته وأحكام لفظه، وكان ممن ندبه إلى ذلك زياد بن أبيه.
الخليل بن أحمد الفراهيدي
طور الخليل بن أحمد الفراهيدي طريقة تنقيط الحروف في القرن الثاني الهجري. وقد كانت طريقته هي رسم “ألف” قطريًا فوق الحرف للإشارة إلى فتح وحرف “ياء” صغير أسفل الحرف للإشارة إلى الكسرة. وبـ المثل، وُضع الواو الصغير فوق الحرف للدلالة على الضم.
وفـي حالة التنوين كرر الحروف الصغيرة، ثم تطورت طريقة القيام بـ ذلك إلى أن وصلت لـ الحال اليوم.
بعد ذلك، جاء دور السكون الذي لا إدغام فيه، ووضع فوقه حرف خاء أو دائرة صغيرة الحجم، بالاضافة لكونه جعل الهمزة على هيئة حرف عين كما هي متعارف عليها اليوم (ء).
بـ الإضافة إلى كل ما سبق، كان صاحب عدة إصلاحات أخرى. ومن ضمنها رمز الشدة. والذي انتقل من نصف دائرة إلى شكله الحالي رأس الشين.
سبب وضع النقاط فوق الحروف
في التتبع والبحث عن قصة وضع النقاط على الحروف في اللغة العربية والقرآن الكريم. نجد أنه مع توسع الدولة الإسلامية ودخول شعوب وثقافات مختلفة إلى الدين الإسلامي. قرأ كل من هذه الشعوب القرآن بـ القراءة الخاصة بهم. وهو الأمر الذي أثار الخوف بين المسلمين خوفًا من إدخال الكلمات أو تغيير الحروف عن طريق النطق أو التشكيل.
السبب الذي أدى إلى تنقيط وتشكيل الحروف العربية وعلامات ترقيمها. هو اختلاط اللغة العربية مع غير العربية وظهور اللحن في اللغة العربية ومن ثم، خشي العلماء من استمرار هذا اللحن والتغيير ومن ثم تحريف القرآن فأول من وضع النقاط على الحروف العربية في المصحف الشريف هو ابو الاسود الدؤلي.
وقد قام نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدواني بترتيب الأبجدية كما هو معتاد اليوم بعد أن فشلوا في ترتيب الأبجدية على الطريقة القديمة (أبجد هوز).
فـي الثلث الأخير من القرن الأول الهجري أصبحت اللغة العربية لغة عالمية. خاصة عندما انتشرت فـ المناطق المحيطة بشبه الجزيرة العربية مع انتشار الإسلام. حيث تم استخدام اللغة العربية في هذه المناطق وأصبحت اللغة الرسمية للدول واستخدامها دليل على التقدم الحضاري والاجتماعي. ومن الاسباب الموجبة لضرورة وضع النقاط على الحروف في كتابة اللغة العربية ضرورة ضبط سجلات الدولة وتوثيق اعمالها وإداراتها في ظل التوسع الكبير لرقعة الدولة العربية الاسلامية بسبب الفتوحات وضبط المراسلات وتوحيدها لتصبح واضحة وسهلة ويستطيع الموظفين والقادة قراءتها وفهمها و الابتعاد باللغة العربية عن اللحن والتأثر باللسان الاعجمي نتيجة هذا التوسع والاختلاط بشعوب جديدة ولغات أعجمية متنوعة خاصة وأن اللغة العربية اصبحت اللغة الرسمية للدولة لأنها لغة القرآن الكريم ولغة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الأسئلة الشائعة حول اول من وضع النقاط على الحروف
نتيجة التوسع في هذا الموضوع لابد من طرح عدد من الاسئلة والاجابة عليها بشكل مختصر.
في عهد من تم وضع النقاط على الحروف؟
تم وضع النقاط على الحروف في بداية الفتوحات الاسلامية بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي في العراق.
متى تم وضع النقاط على الحروف في اللغة العربية؟
عندما ظهرت الحاجة لذلك مع بداية التوسع في رقعة الدولة العربية الاسلامية.
لماذا تم وضع النقاط على الحروف؟
لحماية اللغة العربية والقرآن الكريم من ظاهرة اللحن التأثر باللسان الاعجمي وهي قصة وضع النقاط على الحروف في اللغة العربية .
وفي الختام لم تكتفي الحضارة العربية من تكوير العلوم والطب والفلسفة والفن وعلوم البحار والشعر والادب بل تعدته إلى ابتكار لغوي مميز وهام وهو اختراع طريقة سهلة لتنقيط وتشكيل حروف اللغة العربية لحمايتها من ظاهرة اللحن واختلاطها بالألسن الاعجمية وحماية القرآن الكريم نتيجة توسع الدولة العربية والاسلامية ودخول العجم بدين الاسلام.
شاركونا بـ اول من وضع النقاط على الحروف
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موقعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً