المحتويات
اشعار ابن هذيل القرطبي قصائد ابن هذيل القرطبي
هو يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل بن إسماعيل بن نويرة التميمي الأندلسي أبو بكر، فيعد ابن هذيل القرطبي شاعر وقته في قرطبة، وقد كان من أهل قرطبة وقد طال عمره وقد كف بصره، وله العديد من دواوين الشعر التي سوف نتناول منها.
اشعار ابن هذيل القرطبي
الشاعر ابن هذيل القرطبي وقصيدة سقيا لطيب زماننا وسروره:
سَقْياً لطِيبِ زَمانِنا وسُرُورهِ
وعَزِيزِ عَيشٍ مُسْعِفٍ بِغَزيرِه
وتكَفُّري برداءِ وَصْلِ مُقَرْطَقٍ
كَتَبُوا بِنقْسِ المِسْكِ في كافُورِه
مُتَلَفِّعٌ بحَريرهِ مُتَضَمِّخٌ
بعَبيرهِ مُتَرَنِّحٌ بفُتُورِه
وَسْنانُ ناوَلَني مُدَامَةَ طَرْفِهِ
فشَرِبْتُها وسَمِعْتُ مِن طُنْبُورِه
يَدْعُو بلُكْنةِ بَرْبَريٍّ لم يَزَلْ
يَسْتَفُّ بالصَّحْراءِ حَبَّ بَريرِه
مُتَقَدِّمٌ بمَضائِهِ مُتَلَفِّعٌ
برِدائِهِ مُتَكَلِّمٌ في عيرِه
مُسْتَفتِحٌ لبَيانِهِ بَبنانِهِ
يُهْدِي السّلامَ إِلى رجالِ عَشِيرِه
مُتَنَصِّبٌ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ
يَهْتَزُّ مِن أَعْجازِه وصُدُورِه
طارَحْتُهُ كَلِماً وكُنْتُ زَعِيمَهُ
غَرداً أُحَرِّكُ مَنْكَبي لزَميرِه
فَمَشَى إِليَّ فثُرْتُ غَيْرَ مُعَفِّرٍ
كالليثِ مطَّرداً إِلى يَعفورِه
وَمَلكتُه بالكفِّ ملكةَ قادرٍ
فانصاعَ مؤتَمراً لحُكمِ أميرِه
فَقَضَيتُ ما لم أَقْضِ فيه بِرِيبَةٍ
يَأْبَى العَفافُ وعِصْمتي بحُضُورِه
زَمَنٌ قَضَى ثُمَّ انْقَضَى فكأَنه
حُلُمٌ قَرأْتُ المَوْتَ في تَفْسِيرِه
ولَرُبَّ لَيْلٍ للهُمُومِ تَهَلَّلَتْ
أَستارُه فَمحا الصُّوى بِسُتُورِه
كالبَحْر يَضْربُ وَجْهَهُ في وَجْههِ
صَعْبٌ على العُبّار وَجْهُ عُبُورِه
طاوَلْتُهُ مِن عَزْمتي بمُضَمَّرٍ
أثْبَتُّ هَمِّي في قَرارَةِ كورِه
وعليَّ للصَّبْر الجَمِيلِ مُفاضةً
تَلْقَى الرَّدَى فتَكِلُّ دُونَ صَبُورِه
وبراحتي مِن فِكْرتي ذُو ذُكرَةٍ
عَهِدَتْ تُذاكِرُني بطَبْعِ ذَكِيرِه
فَرْدٌ إِذا بَعَثَتْ دَياجي صَرْفِهِ
هَوْلاً عليَّ خَبَطْتُ في دَيْجُورِه
حتَّى بَدا عبْد العَزيز لناظِرَيْ
أَمَلِي فمَزَّقْتُ الدُّجَى عن نُورِه
مَلِكٌ تَبَقَّى المَجْدَ ناصِرُهُ لَهُ
وتَقَيَّلَ العَلْيَاءَ عن مَنْصُورِه
طَلَبَ الحَوادِثَ مُعرِباً عن ثأْرِهِ
فجَرَتْ دِماءُ الخَطْبِ في مأْثُورِه
ورَأَى الزَّمانَ يَحِيدُ عن تَأْمِيرِهِ
فسَقَى سهامَ المَجْدِ مِن تامُورِه
شعر ابن هذيل القرطبي
الشاعر ابن هذيل القرطبي وقصيدة هبت لنا ريح الصبا فتعانقت:
هبت لنا ريحُ الصَّبا فتعانَقت
فذكرتُ جيدَكِ في العناقِ وجيدي
وإِذا تألّف في أعاليها النّدى
مالت بأعناقٍ ولطفِ قدودَ
وإِذا التقت بالرّيحِ لم تُبصِر بها
إلاّ خدوداً تلتقي بخدودِ
فكانّ عُذرةَ بينها تحكي لنا
صفة الخضوعِ وحالةَ المعمودِ
تيجانُها طلِّ وفي أعناقِها
منهُ نظامُ قلائدٍ وعقُودِ
فترشُني منهُ الصِّبا فكأنّهُ
من ماءِ وردٍ ليس للتَّصعيدِ
فكأنّما فيها لطيمةُ عاطرٍ
فتثيرُ ناراً في مجامرِ عودِ
شُغلت بها الأنداءُ حتّى خِلتُها
يَبسُطنَ أنديةً بها للصيدِ
وتجلبَبت زهراً فخِلتُ بأنّها
فوقي نثائرُ نادفٍ مجهُودِ
وتمتعت بذبابها فرياضُها
لبسِت كمثلِ المرتعِ المورودِ
غنّى فأسمعَني وغابَ فلم تَقع
عيني عليهِ في الكلا المنضُودِ
فكأنّ وترَ الموصليَّ ومَعبدٍ
بيديهِ فَهو يصوغ كُلَّ نشيدِ
يرقى إلى وَرَقِ الكلا وكأنّما
حيزومهُ من لمّةِ المولودِ
فكأنّهُ مشهّدٌ أو حاسبٌ
فَنِكٌ بعقدِ حسابهِ المكدودِ
قصائد ابن هذيل القرطبي
الشاعر ابن هذيل القرطبي وقصيدة قصور إذا قامت ترى كل قائم:
قصورٌ إذا قامت ترى كُلّ قائم
على الأرضِ يَستخذي لها ثم يَخشعُ
كأنّ خطيباً مُشرفاً من سموكها
وشمٌ الرُّبى من تحتها تتسمعُ
ترى نورها من كُلّ بابٍ كأنّما
سنا الشمس من أبوابها يتقطعُ
ومن واقفاتٍ فوقهنّ أهلّةٌ
حنايا هي التّيجانُ أو هيَ أبدعُ
على عمدٍ يدعوكَ ماء صفائها
إليهِ فلولا جمدُها كُنتَ تكرعُ
تبوحُ بأسرار الحديثِ كأنّها
وشاةٌ بتنقيلِ الأحاديث تُولعُ
كأنّ الدكاكينَ التي اتصلت بها
صفائحُ كافورٍ تضيءُ وتَسطَعُ
كأنّ الأسودَ العامريةَ فَوقها
تهمُّ بمكروهٍ إليكَ فتفزعُ
كانَّ خريرَ الماء من لهواتها
تَبدّدُ دُرٌ ذابَ لو يتجمّعُ
أعدّت لإحياءِ البَساتين كلّما
سَقَت موضعاً منها تأكد موضعُ
دَعتها بصوبِ الماءِ فانتبهت لهُ
عُيونٌ كأمثال الدّنانيرِ تلمعُ
فلما نشا النّوار فيها ظَننتُها
قبابك يا منصورُ حين تُرفعُ
ولما اكتَست أغصانُها خِلتُ أنّها
قيانٌ بزيِّ أخضرٍ تتقنّعُ
ولما تناهى طِيبُها وتمايلت
علينا حسبناها حبيباً يُودَّعُ
اشعار ابن هذيل القرطبي
الشاعر ابن هذيل القرطبي وقصيدة يا فرجة للحادث المتكشف:
يا فرجةً للحادث المتكشفِ
ويداً يفيقُ بها الزمانُ وَيشتفي
عمَّ السرورُ فكلُّ نفسٍ حالُها
في حالِ يعقوبٍ ببُردةِ يُوسُفِ
لو كان شخصاً لم يعادل حسنهُ
حسن الربيع بزهرهِ المُتألفِ
ولو اللّيالي صورت أَيامها
منها لما اتَّصلت بداجٍ مُسرفِ
فرحٌ فما في العالمين مُولهُ
من حُسنِ موقعهِ اللّطيفِ المُلطفِ
قد لاحت الشمسُ التي أضواؤها
من عبد شمس في المحلِّ الأشرفِ
وقد استردّت رَيعَها ريحانةٌ
ذبلت فأيّة بلدةٍ لم تزحفِ
وقد استجبت دعوٌ لو أنّها
في العالمين لفضلها لم تخلفِ
قد كادَ يشمتُ بالشخاء وبالندى
بخلُ الأشحّةِ واللهُى بالمُعتفي
ضحِكت إلى تلكَ السّلامةِ وبالندى
تركت لعضد هِشامِها المُتخلَّفِ
قد كاد يَشمتُ بالمهنّدِ في الوغى
سردُ المعافر فوقَ كُلّ مُجفّفِ
يابن الخلائفِ من لُبابِ أميّةٍ
والمُستقّل بعزِّهِ والمكتفي
عُوفيتَ من كلّ الأذى ونعمتَ من
حُسنٍ وصرفُك وادعُ لم يُعنفِ
شعر ابن هذيل القرطبي
الشاعر ابن هذيل القرطبي وقصيدة أرى أهل الثراء إذا توفوا:
أرى أهلَ الثّراءِ إذا تُوفُوا
بَنَوا تلك المراصد بالصُّخُور
أبَوا إلاّ مُباهاةً وفخراً
على الفُقراءِ حتّى في القُبُورِ
فإن يكُنِ التّسامحِ في ذُراها
فإنّ العَدلَ فيها في القُعُورِ
عجبتُ لمن تأنّق في بناءٍ
أميناً مِن تَصاريفش الدُّهُورِ
ألَم يَبصُر بما قد خرَبتهُ ال
دُهوز من المدائن والقُصُورِ
وأقوامٍ مَضوا قَوماً مُقَوما
وصارَ صَغيرهُم إثرَ الكبيرِ
لَعَمرُ أبيهمُ لو أبصرُوهُم
لما عرفُوا الغنيَّ منَ الفقيرِ
وَلا عَرَفوا العبيدَ مِنَ الموالي
ولا عَرفوا الإناث من الذكورِ
وَلا مَن كانَ يلبسُ ثوبَ صوفٍ
مِنَ البَدنِ المُباشرِ للحريرِ
إذا أكلَ الثّرى هذا وهذا
فما فَضلُ الجليلِ على الحقير
قصيدة ابن هذيل القرطبي
الشاعر ابن هذيل القرطبي وقصيدة خليلي ما انفك الأسى منذبينهم:
خَلِيليَّ ما انْفَكَّ الأَسَى مُنذُبينهِم
حَبِيبي حتَّى حَلَّ بالقَلْبِ فاخْتَطَّا
أُرِيدُ دُنُوّاً من خَلِيلي وقد نأَى
وأَهْوَى اقْتراباً مِن مَزارٍ وقد شَطَّا
وإِنِّي لَتَعْرُونِي الهُمُوم لذِكْرِكُم
هُدُوّاً فلا أَسطِيعُ قَبْضاً ولا بَسْطَا
وإِنَّ هُبُوطَ الوادِيَيْنِ إِلى النَّقَا
بحَيْثُ الْتَقَى الجَمْعَانِ واسْتَقْبَل السَّقْطَا
لِمَسْرَحِ سِرْبٍ ما تَقَرَّى نِعَاجُهُ
بَرِيراً ولا تَقْرُو جَآذِرُهُ خَمْطَا
ومُرْتجِزٍ أَلْقَى بِذِي الأَثْلِ كَلْكَلاً
وحَطَّ بجَرْعَاءِ الأَبَارِقِ ما حَطَّا
سَعَى في قِيادِ الرِّيحِ يَسْمَحُ للصَّبا
فأَلْقَتْ على غَيْرِ التِّلاعِ بِهِ مِرْطَا
وما زالَ يُرْوِي التُّرْبَ حَتَّى كَسا الرُّبى
دَرانِكَ والغِيطانَ مِن نَسْجِهِ بُسْطَا
وعَنَّتْ له رِيحٌ تُسَاقِطُ قَطْرَهُ
كما نَثَرَتْ حَسْنَاءُ مِن جيدهَا سِمْطَا
ولَم أَرَ دُرّاً بَدَّدَتْهُ يَدُ الصَّبا
سِواهُ فباتَ النَّوْرُ يَلْقُطُهُ لَقْطَا
وبِتْنَا نُرَاعِي اللَّيْلَ لم يَطْوِ برْدَهُ
ولَم يَجْرِ شَيْبُ الصُّبْحِ في فَرعِهِ وخْطَا
تَراهُ كَمَلْكِ الزَّنْجِ في فَرْطِ كِبْرِهِ
إِذا رامَ مَشْياً في تَبَخْتُرِهِ أَبْطَا
مُطِلاً على الآفَاقِ والبَدْرُ تاجُهُ
وقد عَلَّقَ الجَوْزاءَ في أُذْنِهِ قُرْطَا
شاركونا بـ اشعار ابن هذيل القرطبي
للمزيد من الأدعية ومن عبارات موفعنا المميزة والرسائل الجميلة .. قوموا بمتابعة جديدنا عبر صفحاتنا في فيس بوك و تويتر لمشاهدة جديد العبارات والرسائل والخواطر والأدعية والكلمات الجميلة.
شاهد أيضاً
وَضعنا على جمرِ الفراقِ خدودَنا
فعادت سماءُ الكِبر من ذُلنا أرضا
وَقفنا وقوفَ الدَّمع من بَهتةِ النّوى
فلم نستطع ركعاً ولم نستطع نَهضا
لمّا وضعت على قلبي يدي بيدي
وصحتُ في الليلةِ الظلماءِ واكبدي
ضجَت كواكبُ ليلي في مطالعها
وذابت الصخرةُ الصَماءُ من كمدي
فإن يكُنِ التّسامحِ في ذُراها
فإنّ العَدلَ فيها في القُعُورِ
عجبتُ لمن تأنّق في بناءٍ
أميناً مِن تَصاريفش الدُّهُورِ🌼